تناول "التطرف" من منظور أدبي بهدف تقريب الوضع من المتقبل تونس – الصباح "صحيح أننا دأبنا على أن تقتصر التظاهرات المناسبات الثقافية في أغلب المناطق الداخلية على بعض الأنشطة الموسيقية أو الترفيهية الشاملة ولكن من حق أبناء الجهات الداخلية احتضان تظاهرات وملتقيات وأنشطة ثقافية وفكرية هادفة وملاقاة مفكرين وكتاب وأدباء من طينة الكبار من تونس ومن بلدان عربية على غرار ما يسجل عادة في مثل المناسبات التي لا تنتظم إلا بالعاصمة أو بالمدن الكبرى". بهذه الكلمات تحدثت سنية الخلولي فريوي المشرفة على تنظيم الملتقى الوطني للأدب المغاربي بالسبيخة التابعة لولاية القيروان الذي يتواصل على امتداد أيام نهاية هذا الأسبوع. وأكدت أن هذا الملتقى الأدبي الدولي هو سنوي ولكنه ينتظم بصفة دورية أي باختيار تمحوره في كل دورة إما على الشعر أو على النثر. وأوضحت أن دورة هذا العام تهتم بالرواية وبينت أن محور هذه الدورة سيكون "التطرف في الرواية المغاربية: مقاربات في الرؤية والتوظيف". وذلك بمشاركة ثلة من الكتاب من تونس، ومن بلدان مغاربية وعربية، ممن اهتموا في منجزهم الأدبي الصادر في السنوات الأخيرة بهذا الطرح والمضمون. وعللت اختيار المضمون بما سجله المنجز الأدبي في مستوى الرواية من أعمال تمحورت حول هذه الظاهرة التي نخرت المجتعات العربية في السنوات الأخيرة. وذلك لتقريب حقيقة الوضع من المتلقي خاصة من أبناء الجهات الداخلية. وبهدف ترغيب الشباب في الاقبال على القراءة ومتابعة الروايات والأعمال التي تناولت هذه المسالة. وأكدت أن المحافظة على تنظيم هذا الملتقى السنوي وفق نسقه التدوالي في التوجه مع المحافظة على استضافة مختصين في المجال من تونس ومن بلدان عربية يرجع بالأساس إلى إصرار الهيئة المشرفة على تنظيم هذا المتلقى من ناحية وإلى الدعم الكبير لأبناء الجهة من ناحية أخرى وخاصة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقيروان وتجند الجميع لتتحول بذرة هذا الملتقى الثقافي النوعي إلى مناسبة سنوية هامة وذات صبغة دولية وذلك رغم أن ما تتميز به الجهة من خصوصية فلاحية. وبينت أن إقامة ضيوف المهرجان ستكون بالقيروان. وفيما يتعلق بضيوف الدورة أكدت سنية الخلولي فريوي أن دورة هذا العام تسجل تفتح المجال لمجموعة من خيرة الأدباء والنقاد في تونس للمشاركة في تأثيث محاور وجلسات هذا الملتقى الذي تحتضن فعالياته دار الثقافة بالسبيخة وذكرت من بينهم عبدالقادر العليمي بمداخلة عنوانها "متصور التطرف في نماذج من الرواية التونسية" والروائي محمد عيسى المؤدب بالخوض في "سياقات التطرف وبناؤه النفسي" وطرح مراد ساسي مسألة "الرواية المغاربية في مواجهة التطرف" أما كمال حمدي فيضع مسالة التطرف الالكتروني تحت الأضواء من خلال مداخلة يقدم فيها تفاصيل وشهادات عن دور شبكات التواصل الاجتماعي في هذه المسألة. والهام في هذا الملتقى، وفق ما أفادت به المشرفة على إدارته ل"الصباح"، هو انه لا يكتفي بالمشاركة المغاربية وإنما يحافظ على دأبه ومنهجه منذ دوراته الأولى وذلك بالانفتاح على تجارب ومبدعين من بلدان عربية أخرى، ليكون ضيف هذه الدورة الروائي السوري من أصل كردي لإبراهيم اليوسف وذلك بتقديم مداخلة في الغرض عنوانها "تأصيل الهوية مواجهة التطرف". كما أوضحت سنية الخلولي فريوي أن هذا الملتقى المخصص للأدب المغاربي يسجل مشاركة نقاد وكتاب من بلدان مغاربية على غرار علاوة كوسة من الجزائر بتقديم مداخلة عنوانها "التطرف في الرواية الجزائرية" فيما يقدم عزالدين الجلاوجي من نفس البلد مداخلة "الرواية في مواجهة خرائب الفتنة". وأكدت محدثتنا أن الهدف من اختيار هذا المحور في هذا الملتقى هو تقريب صورة وواقع وحقيقة هذه الظاهرة من الشباب المواكب للندوة، باعتبار أن دار الثقافة بالجهة هي الملاذ الترفيهي والثقافي الوحيد الذي تستقطب روادا من مختلف الاجيال في مثل هذه المناسبات ولا يقتصر الأمر على الأطفال والشباب حسب تأكيدها. لذلك تعتبر طرح هذه المسائل وفي هذه المرحلة بتشريك ابناء الجهة في النقاشات يعد من أوكد الأدوار والأهداف التي يسعى لتحقيقها القائمين والمشاركين في تنظيم هذا الملتقى. ورغم تزامن دورة هذا العام مع التخصص في الرواية، إلا أن الهيئة المديرة اختارت ان يكون الشعر حاضرا فيها وذلك من خلال برمجة أمسيات شعرية تشارك فيها بعض الشعراء من تونس ومن بلدان مغاربية على غرار التونسية مفيدة الجودي والمغربية ليلى ناسيمي فضلا عن مشاركة منصف الوهايبي.