لهذه الأسباب انتقد الجمعيات الثقافية * أكثر من 1800 تظاهرة في الاحتفال بذكرى الثورة والنصيب الأكبر منها في سيدي بوزيد تونس – الصباح عقد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صباح أمس ندوة صحفية بقصر الحكومة بالقصبة خصصها للحديث عن ثلاث مسائل تمثل الأول في برنامج وزارته الثقافي المخصص للاحتفال بالذكرى الثامنة لعيد الثورة والمسألة الثانية تتعلق بأبرز التظاهرات والاحداثات الثقافية بعنوان انجازات سنة 2018 فيما خصص الجانب الثالث من نفس الندوة للكشف عن تفاصيل البرامج والمشاريع الجديدة لوزارة الشؤون الثقافية وأبرزها مرتبط زمنيا بسنة 2019. وبين أن ميزانية وزارة الثقافة لهذا العام سجلت إضافة في حدود 36 ألف دينار مقارنة بنفس الميزانية الخاصة بالعام الماضي. وبين أن هذا البرنامج المتنوع والشامل لكل الفنون تم وضعه بدعم وإشراف وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في المندوبيات الجهوية للثقافة التي تنظم 972 تظاهرة فضلا عن بعض المؤسسات والهياكل التابعة لها وغير الإدارية وبالاشتراك مع المجتمع المدني. وهو برنامج يتضمن أكثر من 1800 نشاط وتظاهرة ثقافية تشمل كامل جهات الجمهورية. ونزل ذلك في إطار سياسة تونس اليوم الثقافية التي تدعم لامركزية العمل الثقافي من ناحية والدفع نحو وإرساء مركزية ثقافية حقيقية داخل هذه الجهات تساعد تلك المناطق على إبراز خصوصيتها والمساهمة في إثراء المشهد الثقافي الوطني في محاولة لتكريس ثقافة القرب وتشريك الطاقات والمواهب التونسية في صياغة أعمال إبداعية وفعل ثقافي وفني تتجاوز أهدافه وصداه الحدود الوطنية ليساهم في خلق موارد تنمية وتشغيل من ناحية ويساهم في التعريف بهذه الطاقات والأعمال على مستوى إقليمي مغاربي وعربي. كما أفاد أن البرامج كانت مختلفة حسب الولايات ليكون النصيب الأكبر من هذه التظاهرات بولاية سيدي بوزيد باحتضانها ل166 تظاهرة تليها ولاية بن عروس ب126 تظاهرة وتونس 71 والمنستير 65، فيما تتذيل قائمة الولايات ولاية توزر بستة أنشطة وقبلها ولايات أريانة والكاف وصفاقس بتظاهرات لا يتجاوز عددها العشرة. مؤكدا أن عدة وزارات أخرى معنية أيضا بهذه الاحتفالية. المنجز الثقافي وتحدث وزير الشؤون الثقافية بإطناب عن المنجز الثقافي المسجل في السنة الحالية التي توشك على النهاية الذي صنفه في خانة "الاحداثات" ونزل ذلك في سياق إستراتجية حكومة الوحدة الوطنية التي تهدف للإصلاح من ناحية لتوسيع دائرة الفعل الثقافي ليكون للجميع ودون استثناءات والسعي لدمقرطة الثقافة عبر المؤسسات العمومية وغير العمومية والمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية وذلك وفق برامج تتوزع بين وطنية وأخرى خصوصية. وكشف خلال نفس الندوة الصحفية عن عدد الأنشطة الثقافية والتظاهرات التي نظمتها الوزارة خلال هذا العام وبين أنها تجاوزت مائة ألف تظاهرة بقيمة فاقت 47 ألف دينار فيما خصصت لها الوزارة 67 ألف دينار كقيمة جملية لدعم هذه البرامج، حسب ما أكده في نفس المناسبة. وأكد محمد زين العابدين في الندوة الصحفية أن الوزارة اختارت خلال هذا العام في توجهها الجهوي المراهنة على البنية التحتية وعدم الاقتصار في الأمر على دعم ودور الجمعيات إلى جانب ما سجلته مدينة الثقافة من بعث فضاءات وهياكل جديدة وتجهيزها وتهيئتها لوجيستيا وإداريا. كما صنف وزير الشؤون الثقافية ما قدمه صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني في سنة 2018 ضمن ابرز انجازات وزارته موضحا أنه تم منح دعم ل178 مشروعا ثقافيا وفنيا ترشح للغرض خلال هذا العام من مختلف القطاعات الثقافية. وكان نصيب الموسيقى والرقص وفنون الفرجة الحية أكبر قسط من الدعم. فضلا عن بعث وإعادة تهيئة عدة دور ثقافة ومكتبات عمومية في الجهات. برامج ومشاريع جديدة كما أفرد وزير الشؤون الثقافية البرامج والمشاريع الجديدة حيزا زمنيا هاما في الندة الصحفية وقسم هذا الجانب إلى قسمين يتعلق الأول بالبرنامج الوطني للمبدعين والمستثمرين الشبان والثاني بالبرنامج الوطني الخاص بالمبادرة الثقافية والصناعات الإبداعية والتجديد التكنولوجي. والهام في هذين البرنامجين، حسب تأكيده، هو المساهمة في الترفيع في القدرة التشغيلية في مجالات الثقافة والتراث وتوفير مواطن شغل إضافية ودعم المبادرات الفردية وبعث وإسناد المشاريع ذات القدرة التشغيلية العالية. ومن بين المشاريع التي ستعمل الوزارة على تفعيلها في العام القادم ذكر وزير الشؤون الثقافية مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي والرقمي واعتبره الأول في إفريقيا والعالم العربي ويتميز بمهام وأدوار عديدة ونوعية وهامة على نحو تجعل منه حاضنة المؤسسات الناشئة والرائدة ومركز تدريب وتكوين مرجعي للترويج للثقافة. في جانب آخر من الندوة الصحفية عدد محمد زين العابدين المشاريع الجديدة وتعهد بالقول إن وزارة الشؤون الثقافية ستعمل على تنفيذها وتفعيلها، منذ دخول عام 2019 رغم الصعوبات المالية، وذكر من بينها المركز آنف الذكر ومركز الآداب والفنون قصر السعيد والمركز الوطني للفنون التشكيلية والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية وبيت تونس للتاريخ ومتحف الثورة بسيدي بوزيد وغيرها من المؤسسات الأخرى التي يقدر عددها الجملي بعشرة. فضلا عن بعث مهرجانات كبرى أخرى من قبيل أيام قرطاج للهندسة المعمارية وأيام قرطاج للخزف الفني وغيرها. كما انتقد محمد زين العابدين الجمعيات التي تتحصل على دعم من وزارة الشؤون الثقافية لكنها لا تتحدث إلا عما تحصل عليه من دعم أجنبي وذكر في نفس السياق أن الوزارة قدمت دعما خلال العام الماضي شمل 1240 جمعية في تونس من بينها 107 جمعية مسرحية.