نظّمت لجنة الثّقافة والفنون والتّعليم ببلديّة باجة مؤخّرا لقاء مع ممثّلي الجمعيّات الثّقافيّة والفنيّة التي تعود إليها بالنّظر بحضور ممثّل عن المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة للتّباحث في أهمّ الإشكاليات التي تعيق مسار الثّقافة بالمدينة ولتشخيص الوضع ومحاولة بناء خطة عمل تساعد على النّهوض بالمشهد بالممكن المتاح. وعبّر المتدخّلون عن ارتياحهم لهذه المبادرة التي تسجّل عودة البلديّة للإهتمام بالمشهد الثّقافي بعد غياب دام أكثر من عقدين. وبيّنوا أنّ أهم المشكلات هي التّمويل البلدي غير المجزي للأنشطة الثّقافيّة عموما وتوزيعه غير العادل بين الجمعيّات خصوصا ثمّ غياب الفضاءات لأغلب الجمعيّات وتقادم البعض الآخر كمقر نادي الأمل الجديد والحبيب الحدّاد للمسرح كما تذمّر بعض ممثّلي الجمعيّات من كثرة الوثائق وعدد النّسخ المطلوبة لملفّات التّمويل وطول فترات الانتظار وصرامة مراقب المصاريف... وفي تدخّله أبرز المحامي بشير الزايدي عضو اللّجنة أنّ بَعض الجمعيّات تطلب تمويلا وهي قائمة على غير سند قانوني وغير مرسّمة بالسّجلّ البلدي لذلك لا تستطيع أن تتمتّع بالتمويل البلدي، كما بين الأستاذ خالد الفرشيشي المدير المكلّف بالجمعيّات والعمل الاجتماعي ببلديّة باجة أنّ أغلب تمويلات البلديّة تحتكرها رياضة كرة القدم وما يتبقى للثّقافة غير مجزٍ كما أن ّأغلب الجمعيات لا تجيد تكوين ملفات إدارية مكتملة الشروط لطلب التّمويل وتكتفي بطلب مجرّد لا تسنده بالوثائق القانونيّة المطلوبة ما يجعل حظوظه في المرور أمام لجنة التّمويل منعدمة تماما . ومن جهته بيّن محمد القربي ممثّل المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة أنّ الميزانيّة المخصّصة لحوالي 20 جمعية ثقافيّة بالجهة لا تزيد عن 30 ألف دينار وأنّ المندوبيّة تعمل على صرف التّمويل وفق برامج ثقافيّة بيّنة مع وضع العين على الجمعيّات النّاشطة لإضفاء مزيد الجدوى والعدل في صرف المال العموميّ كما أنّ الوزارة تعقد كل ستة أشهر لجنة للنظر في تمويل المشاريع الثقافية بمبالغ هامة . وفي تدخّله بيّن الأستاذ عبد العزيز الباجي عكاز رئيس جمعيّة الحبيب الحدّاد المسرحية أنّه على الدّولة أن تنهض بدورها وتستنبت الإبداع كما اقترح على اللّجنة تنظيم لقاءات دوريّة مع ممثّلي الجمعيّات فُرَادَى للتّعرّف على مشاغلهم وبرامجهم وتضييق الفجوة بين البلديّة والثّقافة والمبدعين والإبداع . وقد وجد المقترح صدى مباشرا لدى رهام الجبري رئيسة اللّجنة التي عبرت عن انفتاح اللجنة على كل الفاعلين في الحقل الفنّي والثقافي بباجة وأعلنت عن تنظيم حصص دوريّة للقائهم كلّ يوم أربعاء بداية من الثاّلثة بعد الزّوال بالمقرّ الفرعيّ لبلديّة باجة بشارع الحبيب بورقيبة إضافة إلى الموعد القارّ كل يوم جمعة على السّاعة العاشرة صباحا بنفس المقر. لقاءات قد تذلّل بعض الصّعوبات التي تواجهها الجمعيّات الثّقافية الصغرى علما وأنّ اللّقاء سجّل غياب عدد من الجمعيّات التي تحظى بتمويلات محترمة من البلديّة. فهل توفّق بلدية باجة من خلال لجنتها الشابة في تعديل سياسة التّمويل وإضفاء العدل عليها؟ أم تظلّ الثّقافة مجرّد شعلة يحترق بِها أهلها ويتدفّأ على نارها العابرون؟