يعرف المشهد السياسي والحزبي في تونس حركية لا مثيل لها منذ أسابيع تمهيدا للاستحقاق الانتخابي القادم، وهذه الحركية مسّت أغلب الأطياف السياسية بين تنظيم لقاءات تنسيقية وأخرى إقليمية وبين تنظيم لجان مركزية واللقاءات الجهوية للأحزاب. من أبرز ملامح هذا الحراك السياسي والحزبي انطلاق الندوة الجهوية لإعداد المؤتمر الانتخابي لحركة نداء تونس حيث لم يخل هذا اللقاء وفق أخبار صحفية من التشنج بين قيادي الحركة. زد على ذلك تواصل انتقادات المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد على خلفية زيارته الأخيرة لولاية جندوبة، متهما إياه باستغلال موارد الدولة في حملته الانتخابية بدعم من حركة النهضة لمشروعه السياسي الجديد. هذه الانتقادات جاءت في تصريحه لوسائل الإعلام على هامش انطلاق الندوة الجهوية لإعداد المؤتمر الانتخابي، حيث أكّد حافظ قائد السبسي في تصريح لإذاعة شمس أف أم أنّ رئيس الحكومة قيادي من الصف الرابع في الحزب. وقال إنّ حركة النهضة بمساندتها للمجموعة التابعة ليوسف الشاهد تهدف لإضعاف نداء تونس حتى تجد ساحة سياسية مشتتة عند بلوغها الانتخابات القادمة. وتابع أن مجموعة يوسف الشاهد بان بالكاشف أنها تخدم مصالح حركة النهضة. وصرّح حافظ قائد السبسي أن نداء تونس لم يعد موجودا في الحكومة لكن الحزب موجود في الدولة وله كتلة برلمانية هامة ورئاسة الجمهورية مازالت تابعة للنداء. وعلى هامش هذه الندوة تم الإعلان أمس الأحد خلال ندوة اللجان الجهوية للنداء، عن موعد إجراء المؤتمر الانتخابي للحزب وهو أيام 2 و3 مارس 2019 وفق إذاعة «موزاييك». من جهة أخرى كان الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق أمس الأحد اجتماعا إقليميا في صفاقس عُقد تحت عنوان «الجهات هي الحل» بحضور جهات تطاوين وقابس ومدنين وصفاقس وبمشاركة وزير الصناعة سليم الفرياني ووزير الهيئات الدستورية محمد الفاضل محفوظ وأعضاء من مجلس نواب الشعب. وخلال هذا اللقاء أكّد مرزوق أن علاقته برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي على أحسن ما يرام عكس ما تم الترويج له. وقال في تصريح لمراسل «شمس أف أم» في صفاقس، إن بعض الجهات التي أطلقت هذه الإشاعة لا تريد دولة موحدة. وتابع أن البعض لا يريد أن يظهر رؤوس السلطة التنفيذية والمنظمات موحدين، مشيرا إلى أنه يقع ‹التركيز على حكايات فارغة› حسب تعبيره، ودعا مرزوق إلى ضرورة رفع القيود على الجهات لخلق الثروة. وفي سياق الحراك السياسي انعقدت أيضا الدورة السابعة عشر للجنة المركزية الحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وعلى هامش هذه الدورة عبر القيادي محمد جمور، عن أمله في توحيد الصفوف قبل الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة ووضع إستراتيجية واضحة للعمل السياسي. ودعا جمور النخب السياسية إلى تحمل مسؤولياتهم في تغيير الأوضاع السياسية نحو الأفضل. وأشار إلى أن الجبهة الشعبية تطرح نفسها بديلا مهما للشعب التونسي في المرحلة القادمة وقوة دفع لتحقيق تطلعاته في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الاستقرار السياسي. وشدّد القيادي في حزب الوطد على «تصدي قيادات الجبهة لمحاولات تنقيح القانون الانتخابي الإقصائية»، باعتبار أن المشهد السياسي في تونس ليس حكرا على حزب أو ائتلاف حزبي دون آخر. أمّا في ما يهمّ اللقاءات التنسيقية لمشروع يوسف الشاهد السياسي الجديد، أكّد النائب عن الائتلاف الوطني وليد جلاد في تصريح ل»الصباح الأسبوعي» أنّ تمّ تنظيم لقاءات تنسيقية ب9 ولايات وهي كلّ من بنزرت، القيروان، سوسة، تونس 1، جندوبة، المهدية، سوسة، أريانة وبن عروس وستتواصل إلى غاية يوم 27 جانفي الجاري حيث من المنتظر أن يُعلن عن المشروع بجميع تفاصيله أواخر هذا الشهر أو بداية شهر فيفري القادم». وقال النائب عن كتلة الائتلاف الوطني أنّ «المشاركين في هذه اللقاءات التنسيقية كانوا من المستشارين البلديين من مستقلين ومن قائمات حزبية وسطية وأيضا إطارات جهوية ووجوه محلية لمناقشة وتقييم الوضع العام والشأن الحزبي وأسباب عدم القدرة على تجميع الأحزاب والعائلات الوسطية وأيضا لتحديد الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحزب السياسي الجديد».