ما هومصير التهدئة في غزة؟ هل بإمكان مثل هذا الاتفاق الصمود في وجه الخروقات الإسرائيلية المستمرة؟ وأن يقود إلى إحياء عملية سلام دخلت في طور الاحتضار منذ مدة بين اسرائيل والفلسطينيين؟ إن المتابع لتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية منذ إعلان التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بواسطة مصرية يلاحظ أن الاحتلال ما يزال يصر على نسف كل اتفاق من شأنه أن يحيي الأمل بإعطاء دفعة لجهود السلام في المنطقة من خلال استمراره في عملياته العسكرية اليومية واعتقالاته العشوائية وتصعيد وتيرة الاستيطان في القدسالشرقية. وفيما يبدو أن الفصائل الفلسطينية ملتزمة إلى حدّ الآن باحترام اتفاق التهدئة المعلنة أملا في رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر لادخال البضائع ووقف كل الخروقات والانتهاكات بحق الفلسطينيين، تواصل إسرائيل استفزازاتها اليومية في نية واضحة لتخريب الجهود المصرية في توسيع التهدئة لتشمل مدن الضفة وتمضي قدما في تعطيل كل خطوة لإحياء أمل السلام ودفع المفاوضات إلى الأمام. إن استمرار الوضع على ما هو عليه يجعل من السابق لأوانه الحديث عن إمكانية نجاح التهدئة وصمودها لأن أية تهدئة لا بد أن تكون محترمة من قبل كل الأطراف المعنية بها وليس من قبل طرف دون الآخر، ومن هنا يبرز ضرورة تدخل طرف ثالث فاعل لإلزام الجانبين بتعهداتهما ألا وهو المجموعة الدولية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة التي تقود اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، من أجل فرض الالتزام وإحياء خارطة الطريق وتنفيذ كل بنودها دون زيادة أو نقصان وخاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في بناء المستوطنات وتسريع وتيرتها وفرض وقائع جديدة على الأرض من شأنها أن تحول دون قيام الدولة الفلسطينية المرتقبة وعاصمتها القدس.