سقط الموظف البلدي فجأة في "بالوعة" فضلات المسلخ البلدي.. بجرجيس.. أثناء مباشرة عمله؟؟ عمق "البالوعة" عدة أمتار..وهي خليط من المياه الوسخة والدماء والفضلات.. شهد زميله الحدث فلم يصرخ.. ولم يطلق العنان للعويل والبكاء.. وصمم أن ينقذ رفيقه .. المهدد بالموت خنقا في ظرف دقائق.. مهما كان الثمن.. ارتمى داخل "البالوعة" العميقة والوسخة.. متناسيا أن المخاطر التي تهدده.. تصل الى حد الموت غرقا بين دماء الذبائح.. لم يكن الوقت يسمح بالبحث عن وسائل الانقاذ العصرية.. والفرق المختصة.. تلمس جسم صاحبه حتى وجده.. ودفعه نحو الجدار.. ثم نحو الاعلى.. حتى تحول المنقذ إلى " سلم " انقاذ بجانب الحائط.. ورجلا صاحبه فوق كتفيه (" ما أروع الاكتاف ؟).. فلما بات راس الغريق خارج "كوكتال" المياه والدماء.. اندفع غير مصدق بنجاته.. فيما لحق به صاحبه المنقذ.. المعروف بخبرته في السباحة والابحار.. القصة تبدو أقرب الى الخيال.. لكنها حقيقية.. ولا تزال حديث الساعة في جرجيس.. ما أروع أن تقترن النكتة وقصص المزاح في المقاهي ومختلف المجالس العائلية بخبر سعيد.. وبالتنويه بخصال "بطل" غامربحياته من أجل انقاذ زميله.. وليس ب"التقطيع والترييش".. "مازال الخير في الدنيا".. عسى أن نسمع مزيدا من الاخبار المماثلة.. التي تعيد الثقة في النفوس.. وتحيى الامل ب"وجود رجال" في زمن استفحلت فيه الانانية.. وعقلية "اخطى رأسي واضرب"..