كان ذاهبا الى عمله عندما فاجأته آلام المخاض فحملوه فورا الى غرفة الولادة..! توماس (الحامل) يقول: «ولادة طفلتي لاتقلل من رجولتي لكن ما يؤسفني هو أنني لا أستطيع ارضاعها». قبل ان يتحوّل إلى «رجل» كان توماس ملكة جمال هاواي!! مجرّد تذكير يبلغ الرجل الحامل (قبل الولادة طبعا) 34 عاما واسمه «توماس بيتي».. عندما ولد كان من جنس الإناث ومنذ أن بلغ العشرين شعر بأن عليه ان يغير جنسه الى ذكر فخضع الى عملية جراحية تغيّر بموجبها الى ذكر لكنه احتفظ رغم ذلك ببعض أعضائه الأنثوية. بعد ذلك قرر ان يتزوج فارتبط بامرأة اسمها نانسي. هذه المرأة أصيبت بمرض خبيث أجبر الأطباء على استئصال رحمها. لذلك أصبح من المستحيل عليها ان تحمل وتنجب. ومن هنا جاءت فكرة الحمل بالنسبة الى زوجها توماس الذي ما انفكّ يتناول هرمونات ذكورية جعلت الشعر ينمو في ذقنه وأماكن أخرى في جسمه. وللغرض خضع الى عملية تلقيح اصطناعية حيث تم زرع حيوانات منوية من متبرّع مجهول في رحم هذا «الرجل» فثبت الحمل. جدل وشكوك عندما تسربت أخبار توماس بيتي وصوره الى وسائل الإعلام حصل جدل كبير بين مصدّقين ومكذّبين إضافة الى الجدل القانوني الذي أثير حوله إذ هو على الوثائق الرسمية رجل لكنه محتفظ بأعضاء الانجاب أي الرحم ولذلك اعتبر بعض رجال القانون ان زواجه بأنثى (نانسي) غير قانوني، ولقطع موجة الشكوك ظهر توماس في برنامج المذيعة الأمريكية السمراء «اوبرا وينفري» وهو البرنامج الأكثر مشاهدة في العالم، وقامت أوبرا بتحسس بطنه للتأكد من أنه حامل فعلا. أما اسمه قبل تغيير الجنس فكان اسم انثى تدعى «تريسي لاجوندينو» وقد قام باستئصال ثدييه (ثديي الأنثى طبعا) وتعاطى الهرمونات الذكرية «التستسترون» لتتغيّر ملامحه قبل ان يوقف تناوله منذ سنتين فتعود له العادة الشهرية مجددا. فيلم هزلي؟! تعتبر حالة توماس بيتي الأولى من نوعها في العالم.. ولعل ما جعل الناس لا يصدّقونها في البداية أنهم شاهدوا قبلها فيلما هزليا قام ببطولته حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية «ارنولد شوارزنيغر» الذي لعب في ذلك الفيلم الذي يحمل عنوان «جونيور» دور رجل حامل.. لكن المسألة صارت حقيقة الآن ولم يعد فيها أي مكان للهزل او الطرافة. يوم الولادة ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ان توماس بيتي كان يوم الخميس الماضي ذاهبا الى عمله في متجر الطباعة على القمصان الذي يديره صحبة زوجته نانسي في مدينة «بند» الواقعة بولاية «أوريغون» بالشمال الشرقي شعر فجأة بآلام المخاض. ونقل فورا الى احدى غرف الولادة بمستشفى المدينة حيث وضع مولودته التي أكّدت التحايل سابقا أنها ستكون أنثى وجاءت الطفلة التي لم يذكر أي شيء عن اسمها في صحّة جيدة. «أنا رجل»! قبل ان يضع مولودته بأسبوع واحد سئل توماس عن شعوره بعدما يلد فقال: «أنا رجل وولادة الطفلة لا يقلّل من رجولتي اني اتطلع بلهفة الى رؤية وجهها والى حملها بيدي للمرة الأولى.. انها معجزتنا الصغيرة (أنا وزوجتي) وسوف تكون أميرتي الصغيرة» اما زوجته نانسي فقالت قبل الولادة ببضعة أيام: «ان الأوضاع ستتغير لأني سأكون ام الطفل وسيكون توماس والده»! هذا يؤسفني! بعد الولادة ظهر «الوالد» في صحة جيدة وفي سعادة كبرى بقدوم ابنته. لكن شيئا واحدا كان يقلقه وهو انه لا يستطيع ارضاعها بصفة طبيعية اذ قال: «الأمر الوحيد المختلف بالنسبة اليّ هو أنني لا أستطيع ارضاعها. لكن لا بأس فالكثير من الأمهات لا يفعلن ذلك ويمكن تدبّر الأمر بطريقة أخرى. ملكة جمال سابقة! ومع استحواذ توماس بيتي، مرة اخرى، على اهتمام وسائل الاعلام خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد ذكرت بعض هذه الوسائل ان توماس اعترف مؤخرا بأنه كان ملكة جمال سابقة لهاواي..! أما زوجته نانسي فقد ذكر أنها تبلغ 46 عاما من العمر، أي تكبره ب 12 عاما، وأن لها ابنتين راشدتين من زواج سابق. ويبدو ان جيرانهما الذين تقبّلوا أمر حمله في البداية باستغراب واستهجان، بمن فيهم بعض الأطباء الذين رفضوا متابعة حمله، قد استوعبوا المسألة الآن وباتوا يعتبرونها أمرا واقعا لامفرّ منه.