سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بناء مستقبل مشترك بين دول الفضاء الأورو متوسطي أساسه الاحترام المتبادل والحوار البناء كلمة رئيس الدولة في قمة «مسار برشلونة الاتحاد من أجل المتوسط» بباريس:
البعد البيئي بعد استراتيجي لضمان حق الانسان في الحياة إرساء سياسة مشتركة تولي البيئة مكانتها الاستراتيجية الضرورية في منطقتنا المتوسطية تونس (وات) اكد الرئيس زين العابدين بن علي الاهمية التي توليها تونس لمبادرة ارساء شراكة متوسطية متضامنة ومتكافئة في اطار مشروع مسار برشلونة الاتحاد من اجل المتوسط مبرزا مساندة تونس لهذه المبادرة منذ الاعلان عنها لاعتقادها بانها تستجيب للمبادئ التي تؤمن بها في هذا المجال. ودعا رئيس الدولة في الكلمة التى القاها اول امس الاحد فى قمة "مسار برشلونة الاتحاد من اجل المتوسط" بباريس الى ضرورة تفعيل مبدا التضامن بين البلدان المتوسطية بهدف تنفيذ مشاريع ملموسة تدعم قدرات البلدان المتوسطية الاكثر هشاشة على التعاطي مع التغيرات المناخية. واعرب في هذا السياق عن الثقة بان فضاء الاتحاد يتيح فرصا حقيقية لنقل التكنولوجيات باتجاه بلدان الجنوب وارساء اليات مالية مناسبة بشروط تفاضلية داعيا الى احداث مركز متوسطي لنقل التكنولوجيا وفي مقدمتها ما يتصل بالطاقات البديلة والمتجددة وتحلية مياه البحر واستخدام التكنولوجيا الدقيقة. وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس زين العابدين بن علي «اصحاب الفخامة حضرات السيدات والسادة يطيب لي ان اتوجه بخالص الشكر والتقدير الى فخامة الرئيس نيكولا ساركوزي والى الحكومة الفرنسية على تنظيم هذا اللقاء وتوفير الظروف الملائمة لانجاحه. اننا نولي اهمية كبرى لمبادرة ارساء شراكة متوسطية متضامنة ومتكافئة في اطار مشروع مسار برشلونة الاتحاد من اجل المتوسط . وقد عبرنا عن مساندتنا لهذه المبادرة منذ الاعلان عنها لاعتقادنا بانها تستجيب للمبادئ التي نؤمن بها في هذا المجال. واذ نقدم اليوم رؤية شركاء جنوب المتوسط حول موضوع حماية البيئة فاننا ننطلق من قناعتنا بان البعد البيئي بعد استراتيجي لا فقط لضمان التنمية المستديمة وتامين مستقبل كوكبنا عامة ومنطقتنا المتوسطية خاصة ولكن ايضا لضمان حق الانسان في الحياة وفي العيش في بيئة سليمة. وقد كانت بلادنا دائما في طليعة مساندي المبادرات الاقليمية والدولية التي تجعل من حماية المحيط قاعدة لازدهار مشترك ومتكافئ بين الامم. وقد التزمنا في تونس بتفعيل توصيات القمة العالمية للارض واهداف الالفية والمشاريع المندرجة في نطاق المبادرة الاورومتوسطية الجديدة لمكافحة التلوث بالبحر الابيض المتوسط واولينا اهمية بالغة للتشريعات الخاصة بحماية البيئة وللاليات التي تؤمن تلك الحماية واستطعنا قطع اشواط كبرى وتحقيق نتائج مشجعة في الغرض. واذ نسجل بارتياح تنامي الوعي العالمي بخطورة الاوضاع البيئية نتيجة تفاقم التحولات المناخية واستفحال ظاهرة الانحباس الحراري وتواتر الكوارث الطبيعية وما تخلفه كل هذه العوامل من ضحايا ومجاعات وتدهور للمحيط ولمقومات الحياة السليمة فانه لا بد ان تؤكد اليوم ان اوضاع الحوض المتوسطي البيئية تنذر بمخاطر كبيرة نظرا الى الاضرار التي تلحق بالتنوع البيولوجي وللتدهور الذى يصيب الشريط الساحلي وللتلوث السائد الان بالبحر المتوسط بسبب بعض الانشطة الاقتصادية والصناعية والتجارية وزحف افة التصحر من جنوب المتوسط الى شماله وتكاثر الفضلات البرية المختلفة اضافة الى تصاعد ازمة المياه في سائر منطقتنا المتوسطية والتي تستدعي منا وحدها عناية خاصة ترتبط اساسا بموضوعي تحلية المياه والطاقات البديلة والمتجددة. ونحن ندعو من اعلى هذا المنبر الى ضرورة تضافر جهودنا جميعا لارساء سياسة مشتركة تولي البيئة مكانتها الاستراتيجية الضرورية في منطقتنا المتوسطية وتمكننا من تعزيز التعاون والتضامن عبر مشاريع عملية كفيلة بانقاذ الحوض المتوسطي مما يتهدده من مخاطر جمة. ويؤكد الواقع اليوم حاجتنا الى وضع برامج موحدة ذات اهداف واليات واضحة من اجل بعث منطقة للتنمية المستديمة في الفضاء المتوسطي تاخذ في الاعتبار المواصفات الدولية لحماية البيئة. ولاضفاء المزيد من النجاعة على عملنا المشترك نقترح انشاء وكالة متوسطسة لحماية البيئة والشريط الساحلي توكل اليها مهمة تنسيق كل المبادرات والمشاريع التى تدخل فى نطاق هذا النشاط . اننا على يقين بان مكافحة التلوث في البحر الابيض المتوسط ووقايته من مختلف الحوادث البحرية يستوجبان منا تعاونا اجدى وتضامنا اقوى لكي نتمكن من الحفاظ على سلامة مياهه واعماقه وشواطئه وحماية الانشطة الاقتصادية فيه ولاسيما انشطة الصيد البحرى بالمناطق الساحلية وما يرتبط بها من مظاهر اجتماعية. وفي هذا السياق نقترح احداث مرصد متوسطي يعتمد الية انذار مبكر وينسق بين جهود جميع الاطراف ويتيح التدخل الناجح كلما لزم الامر. كما اننا مدعوون في ظل الارتفاع المتواصل لاسعار المحروقات الى التفكير في معالجة ناجعة لتداعياتها ومن ضمنها تطوير تكنولوجيات انتاج الطاقات البديلة والمتجددة. ويطيب لنا ان نحيي في هذا المقام المبادرة التي تقدمت بها المانيا لهذه القمة لاعتماد المشروع المتوسطي للطاقة الشمسية . واننا واثقون بان فضاء الاتحاد يتيح لنا فرصا حقيقية لنقل التكنولوجيات باتجاه بلدان الجنوب وارساء اليات مالية مناسبة بشروط تفاضلية تيسر لها الاستفادة منها. لذلك ندعو الى احداث مركز متوسطي لنقل التكنولوجيا وفي مقدمتها ما يتصل بالطاقات البديلة والمتجددة وتحلية مياه البحر واستخدام التكنولوجيا الدقيقة. اصحاب الفخامة حضرات السيدات والسادة اننا نعول على جهودنا المشتركة لاشاعة ثقافة بيئية شاملة وناجعة في منطقتنا المتوسطية تجسمها السلوكيات اليومية لمواطنينا وللناشطين في المجال الاقتصادي.ولابد لنا في هذا المجال من ايجاد شراكة متعددة الابعاد في المحافظة على البيئة بمنطقتنا نسهم من خلالها جميعا في حماية شعوبنا وكوكبنا من مخاطر التغيرات المناخية. ونحن نؤكد بهذه المناسبة ضرورة تفعيل مبدا التضامن بين بلداننا اذ بدونه لن يقدر اتحادنا على تنفيذ مشاريع ملموسة تدعم قدرات البلدان المتوسطية الاكثر هشاشة على التعاطي مع التغيرات المناخية. فالبحر الابيض المتوسط في نظرنا يجب ان يكون فضاء متضامنا او لا يكون. ولا ننسى الدور الحيوي الموكول الى مكونات المجتمع المدني الناشطة ببلداننا في الميدان البيئي لمساندة جهود دولنا في هذا المجال مما يحفزنا الى مساعدتها وتشجيعها وايلائها المكانة الجديرة بها فيما تعتمده من برامج ومشاريع. وان بلدان الضفة الجنوبية تنضم الى تونس لتاكيد انفتاحها واستعدادها للمضي قدما في بناء مستقبل مشترك بين دول الفضاء الاورومتوسطي اساسه الاحترام المتبادل والحوار البناء والمصالح المتكافئة والشراكة المتضامنة ومرجعيته مقاربة شاملة للتنمية المستديمة يحظى فيها البعد البيئي باهتمام مختلف الاطراف والجهات».