في ظرف ثلاثة أسابيع تشهد ولاية بنزرت ثاني عملية ارهابية بعد أن عمد صباح اليوم شاب إلى قتل مواطن فرنسي الجنسية مقيم في منطقة جرزونة، بعد أن سدد له طعنات على مستوى الرقبة والصدر بواسطة سكين ثم اعتدى على جندي تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج قبل أن يلوذ بالفرار. وفي قراءة لهذه الواقعة، اتصلت "الصباح نيوز" بالخبير الأمني علي زرمديني الذي صرح أنه أمام الحصار الذي فرض على الجماعات الإرهابية في الجبال والذي تحققت من خلاله نتائج مهمة ، وأمام العمليات الاستباقية التي قامت بها الوحدات الأمنية من خلال استئصال الخلايا النائمة فان هذه الجماعات الإرهابية تعتمد نظير ما تحقق نظرية "الذئاب المنفردة" التي صارت تتواجد بيننا بكثافة وبقوة وتتحرك حسب أهوائها وحسب النظرية "الداعشية" العالمية القائمة على المبادرة الفردية والتي وضعتها قيادة وهيئة الأركان لهذا التنظيم بعد أن دعت عناصرهاإلى القيام واستغلال كل المناسبات وكل الظروف التي تتراءى لهم لتنفيذ هذه العمليات. وأضاف زرمديني أن الأرضية السياسية والاقتصادية والاجتماعية صارت اليوم مهيئة بصفة كبيرة لتواجد هذه العناصر لأنه بالعودة إلى نسق الشتائم والاتهامات والتحريض الذي شهدته الحملات الانتخابية يدفع إلى نمو هذه الجماعات وتطورها والى وجودها بقوة وكذلك في ظل الخطاب المتشنج والدافع إلى العنف وهو ما تستحسنه هذه الأطراف لأنه يعطيها مجالا للتحرك أيضا. وأفاد زرمديني أنه من خلال النتائج التي تحققت في اكتشاف الخلايا النائمة خاصة بولاية بنزرت وخصوصا مناطق العالية وراس الجبل ومنزل بورقيبة والتي تم خلالها تفكيك العديد من الجماعات والخلايا النائمة فإنها تشكل فضاء تتحرك خلاله "الذئاب المنفردة" شانها شان العديد من المناطق في الجمهورية التي تسعى لاستغلال كل التجمعات وكل المناسبات وكل الفترات الزمنية التي تشهد حضورا شعبيا في للقيام بهذه العمليات بما في ذلك الأسواق الأسبوعية. وافاد محدثنا أن هدف هذه الأطراف هو تقويض الاستقرار وأسس الديمقراطية الناشئة في تونس وخلق فتنة في البلاد معرجا على أن الاستراتيجية التي تتبعها هي استراتيجية قائمة على محاولة تحطيم كيان الدولة والتشكيك في مؤسساتها والتي "تتغذى" من خطاب السياسيين المتشنج والداعي لتقسيم المجتمع والمشحون بالأحقاد والأغراض والتشفي والذي انساق وراءه العامة.