بعد ان شكلت الكاميرا الخفية خلال شهر رمضان منذ سنوات "وجبة" رئيسية في البرامج التلفزية نظرا لما توفره من مادة تجمع بين الجد والهزل والترفيه على المشاهدين من خلال المراهنة على مواقف ومشاهد فيها من الضحك للمشاهد و"المقالب" التي تقدم من وقعوا فيها من المواطنين او من نجوم التمثيل والرياضة والغناء وغيرهم، في صورة تجعل منهم نجوما. لكن اليوم تغيرت المعطيات وطرق التعاطي مع هذه المادة التلفزية بعد ان توجهت في المواسم الرمضانية الأخيرة إلى برامج تراهن على العنف ووضع كل من وقعوا في "فخاخها" في مواقف خطيرة أحيانا واشبه بالسخرية والضحك على الذقون في احايين أخرى. ولعله السبب الذي لم يعد يرغب المشاهدين في متابعة الانتاجات الأخيرة للكاميرا الخفية على نحو ما كانت عليه، بعد ان غابت الأفكار البناءة والابتكار بتطوير تلك الإنتاجات خاصة بعد ان أصبحت تجد دعما كبيرا من المستشهرين والمنتجين. استبلاه ودراسة لئن حالت أزمة الكورونا دون إنجاز الانتاجات التلفزية درامية كانت أم كوميدية، فإن الكاميرا الخفية كانت الغائب البارز عن برامج أغلب القنوات التلفزية التونسية العمومية ام الخاصة في ألموسم الرمضاني لهذا العام لاسيما ان الأسباب الأنف ذكرها تعد من أسباب عزوف نسبة هامة من المشاهدين عن متابعتها لا بل توجيه انتقادات واسعة لأغلب النسخ من هذه المساحات التلفزية بعد ان غاب عنها عنصر الطرافة والإبداع. وهو تقريبا ما ينسحب على ما قدم في رمضان الجاري في الكاميرا الخفية التي انطلقت في بثها قناة حنبعل "الملك" في أول تجربة للمخرج وائل منصور عن فكرة وتنفيذ وليد الزريبي و"الكنز" على القناة الوطنية من أعداد وتقديم محمد العبودي. فقد راهنت الأولى في الحلقات التي عرضت إلى حد الآن او ما تضمنته الوضمات الاشهارية لهذا الإنتاج الجديد على نجوم الغناء والتلفزة وغيرهم. وأثبتت الحلقات التي عرضت أنها تخلو من الإبداع الطرافة والترفيه، لا تضيف شيئا ل"النجوم" الذين وقعوا في فخها ولا تشد المشاهد. كما هو الشأن بالنسبة لحلقات "الكنز" التي تعود إلى المواقف التي تنبني في توجهها وقصديتها المضحكة على ردود أفعال ألمواطن العادي على نحو تكون المشاهد أشبه باستغباء واستبلاه لشريحة معينة من المجتمع التونسي. لذلك فإن ما قدم في القناتين إلى حد الآن أكد حالة الفراغ التي وشح الإبداع في هذا المجال وغياب الابتكار والبحث عن الأفكار التي تنتج مادة تلفزية فيه بحث وتصور وإبداع ترتقي بالذائقة والمشهدية التلفزية دون السقوط في الاستسهال والرداءة.