كلفة علبة أحد الأدوية 750 دينارا... وجرايته 150 دينارا مازال الفنان أحمد السنوسي يلازم الفراش بإحدى المصحات الخاصة بتونس العاصمة يصارع مرضا نادرا في العالم يحدث لواحد على 10 ملايين على حد ما شخصه الأطباء. ويتمثل هذا المرض في فقدان المرء القدرة على الوقوف زيادة على فقدان القوة في مستوى العضلات والعمود الفقري. وأثناء زيارتنا له أبلغنا الفنان أحمد السنوسي أنه خضع لفحوصات عديدة وبدأ بعلاج عادي ليمر منذ أيام إلى ما يسمى بالعلاج «الشوك» أي القوي جدا. وقد ذكر أحمد السنوسي أن بداية الأوجاع بدت له في الأول عادية لكنها سرعان ما تطورت لتقعده عن الحركة بعد أن تردد على طبيبه الخاص ليأمره في الأخير بدخوله المصحة بصفة استعجالية. ومن بين من زاره في المصحة زيادة عن أصدقائه من الفنانين وزير الثقافة والمحافظة على التراث الذي أذن بدفع جزء من تكاليف علاجه. ويذكر أن الممثل القدير أحمد السنوسي تجاوز الأسبوعين بهذه المصحة الخاصة وهو ما سيكلفه باهظا خاصة أمام ارتفاع ثمن العلاج الذي يتلقاه حيث بلغ ثمن علبة أحد الأدوية التي يتناولها 750 دينارا. وأمام هذا الوضع الحرج يبدو أن الفنان أحمد السنوسي في حاجة إلى دعم ورعاية اكبر من سلط الإشراف في بلادنا وهو الرجل الذي أعطى للفن وللثقافة في بلادنا دون حسابات بالرغم من جراية شيخوخته التي لا تتجاوز 150 دينارا. وللتذكير فان الفنان أحمد السنوسي هو من الأوائل المؤسسين للدراما التلفزية بتقمصه لادوار هامة وراسخة إلى الآن في مخيال المشاهد التونسي على غرار أدواره في مسلسلات «الدوار» و«الخطاب على الباب» و«غادة»... زيادة على أعماله المسرحية والسينمائية العديدة. لكن المؤسف حقا هو غيابه أو بالأصح تغييبه منذ سنوات عن الأعمال الدرامية بدعوى أن المخرجين مهتمون باكتشاف الوجوه الجديدة من رجال الأعمال والمقاهي والشوارع... وهذا الأمر لا يقتصر على أحمد السنوسي فحسب بل يشمل عدة أسماء صنعوا مجد الدراما التلفزية ثم أدار لهم المخرجون الظهر. فهل بهذا الأسلوب نتعامل مع الفنانين المحترفين وهل سوقنا الدرامية التي لا تتجاوز إنتاج مسلسلين في السنة في حاجة إلى وجوه جديدة وأصحاب المهنة الذي لا مصدر رزق لهم سوى الفن يعيشون البطالة. فلو كان الممثل القدير أحمد السنوسي في حالة عمل هذه السنوات الأخيرة لما شغله سعر الدواء ولا تكاليف العلاج بالمصحة. للتعليق على هذا الموضوع: