عادت الأسبوعي الفنان أحمد السنوسي في نهاية الأسبوع الماضي للاطمئنان عليه بعد أن تناولت في أعدادها السابقة حالته الصحية وزارته في المصحة التي خضع فيها لفترة حرجة من العلاج لأسابيع عديدة. وقد أعلمنا الممثل القدير أحمد السنوسي أنه سيدخل اليوم الاثنين 12 جانفي مركز زرع النخاع العظمي للخضوع لعلاج دقيق يتجاوز الشهر استعدادا لإجراء عملية جراحية مصيرية لتجاوز هذا المرض الخطير والمفاجىء الذي أصابه في صيف 2008 والذي قدره الأطباء بأنه مرض غير محدد علميا بعوارض معينة وصنفوه في باب أمراض السرطان التي تصيب النخاع الشوكي. هذا ويجد الفنان القدير أحمد السنوسي كل الإحاطة والرعاية من سلط الإشراف ممثلة في الوزيرين السيدين عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث والمنذر الزنايدي وزير الصحة إلى جانب اهتمام أصدقائه من الفنانين به. فهم يعودونه بالبيت ويقومون معه بفسحات بحرية ويوجهون له دعواتهم حرصا منهم على عدم شعوره بالوحدة والتخفيف المعنوي من شدته... أليس في الشدة يعرف الأصدقاء. والحمد لله أن مثال «ما أكثر الأصدقاء حين تعدهم لكنهم في النائبات قلائل» لا ينطبق على «سيد احمد» فقد وصل الأمر بالممثل القدير عم صالح ميلاد إلى الاقامة في غرفة المستشفى معه وكذا الأمر ببيته بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة لمساعدته ومؤانسته في فترات عديدة رغم أن جهود زوجته الفنانة الكبيرة هيلان كتزراس وابنيه ياسين وليلى كبيرة في هذا الجانب. وكانت الدعوات الأخرى التي وجهت لأحمد السنوسي فنية كتلك التي كانت في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية حيث تحدّى أحمد السنوسي ظروفه الصحية وحضرها. كما أعلمنا احمد السنوسي انه يلقى نفس الرعاية من الإطار الطبي وشبه الطبي وكل العاملين في القطاع الصحي بالمصحات والمستشفيات التي يعالج بها وهذا منطقي ومفهوم فالرجل لعب دورا رئيسيا في إمتاعهم ومؤانستهم في بيوتهم لسنوات طويلة من خلال أدواره في مسلسلات رمضان العديدة. ويبدو أن الجميع يقف معه وقفة إنسانية كأبسط رد للجميل على ما أفناه من العمر في الفن من خلال أدواره المتميزة مسرحا وسينما وتلفزة. وعلى دقة وضعه الصحي وحرجه وجدنا أحمد السنوسي كما عهدناه دائما منشرحا ومازحا ومضيافا لا يشتكي ولا يتأفف بل صبورا وثابتا دون ان يكون عابئا ولا قلقا لوضعه الصحي مما يدل على قوة عزيمته بالرغم من الألم الذي يشكوه في كل علاج يخضع له. والمعروف عن الفنان احمد السنوسي إلى جانب خصاله الفنية التي يشيد بها القاصي والداني صبره على نفسه فهو مثلا يعيش وضعه المر منذ احالته على التقاعد بجراية لا تزيد عن 150 دينارا ويتقبل هذا الوضع بكل رحابة صدر ويتحمل مسؤوليته لوحده وباختيار منه دون شكوى اوتعبير عن ضيم فهو من طينة الرجال الذين لا يبكون ولا يبدون ندمهم مهما كان وضعهم. وحيد عبد الله للتعليق على هذا الموضوع: