لماذا لا يقع إعداد دليل مبسط يحتوي على إجابات عن كل الأسئلة التي يطرحها المنخرطون ووضعه على ذمتهم تونس الصباح: الكثير من المضمونين الاجتماعيين المنخرطين في الصندوق الوطني للتأمين على المرض اختاروا نظام استرجاع المصاريف في القطاعين العمومي والخاص ظنا منهم أن هذا الاختيار سيمكنهم من استرجاع نسبة كبيرة من مصاريف العلاج إضافة إلى ربحهم للوقت لأنه سيوفر لهم هامشا أكبر للاختيار بين التداوي لدى أطباء القطاع الخاص المنخرطين في الصندوق أو في المؤسسات الصحية العمومية.. ولكن العديد منهم توجهوا منذ مطلع الشهر الجاري إلى المراكز الجهوية والمحلية للصندوق لأنهم يعتزمون العدول عن هذا الاختيار وتعويضه بالمنظومة العلاجية الخاصة أو المنظومة العلاجية العمومية.. وبسؤال البعض منهم الذين بدت عليهم علامات التوتر وهم ينتظرون دورهم في طوابير طويلة بمقر الصندوق الوطني للتأمين على المرض بالمركز الجهوي بتونس تبين لنا أن السبب الرئيسي الذي جعلهم يتراجعون عن اختيار تلك المنظومة هو تأخر الصندوق في إرجاع مصاريف العلاج إليهم.. وهناك استفسر بعضهم الأعوان العاملين في الشبابيك عن آجال استرجاعهم لمصاريف العلاج ومتى يأتي يوم "الفرج" وتصلهم مبالغ مالية من الصندوق لكنهم لم يظفروا بأجوبة شافية إذ يكتفي الموظف ككل مرّة بالقول: " إن الحوالة ستصلك قريبا إلى عنوان مسكنك فلا تخشى شيئا"؟؟ ولكن كيف لا يخشون شيئا وقد مضى عن إيداعهم مطالب سابقة لاسترجاع المصاريف عدة أشهر.. ثم من أين لهم المال لمواصلة العلاج إذا لم يسرع الصندوق في إرجاع مصاريف سابقة لهم.. فالكثير منهم لا تمكنهم مقدراتهم الشرائية من توفير كل تلك المصاريف.. كما أثار بعض المنخرطين مسألة أخرى لا تقل أهمية وهي المماطلة التي يتعرضون لها من قبل أعوان الصندوق إذ أنهم ترددوا عديد المرات عليه لكنهم لم يحصلوا بعد على بطاقات علاجهم وقد تقدموا قبل موفى شهر جويلية الماضي بمطالب جديدة للحصول على بطاقات العلاج على أساس تسلمها في ظرف أسبوع من مقر الصندوق لكن بعد مضي تلك المدة عادوا إلى المكتب الذي أودعوا فيه مطالبهم فقيل لهم إن البطاقات ستصلهم على عنوان مساكنهم في أقرب وقت ممكن.. ولكن مضى شهر آخر دون أن تصلهم تلك البطاقات ودون أن يعرفوا السبب إلى الآن.. نقص المعلومة من الإشكاليات الأخرى التي تعترض المنخرطين في الصندوق الوطني للتأمين على المرض الذين اختاروا منظومة استرجاع المصاريف نجد نقص المعلومة فالعديد منهم لا يعرفون تفاصيل النظام الجديد للتأمين على المرض وحتى حينما يستفسرون الأعوان العاملين بالصندوق لا يجدون لديهم في كثير من الأحيان الأجوبة المبسطة والشافية.. ولعل الأسئلة الأكثر ترددا على ألسنتهم تلك المرتبطة بسقف التكفل بمصاريف العلاج لمن اختار نظام استرجاع المصاريف، فهم يجهلون مثلا أنه لا يمكنهم استرجاع مصاريف العلاج في المستشفى العمومي أو القطاع الخاص بعد بلوغ السقف.. لأنه في هذه الحالة عليهم التداوي على حسابهم الخاص.. غير أن المريض يواصل الانتفاع بتكفل الصندوق بمصاريف الأمراض الثقيلة والمزمنة والإقامة الاستشفائية والعمليات الجراحية والآلات الطبية وتصفية الدم وكافة الأعمال التي تم تحديد التكفل بها خارج هذا السقف (تفتيت الحصى بالكلى، الكشف بالمفراس (السكانير) والكشف بالرنين المغناطيسي (إي آر آم) ، التأهيل الوظيفي...).. ومن المفاجات التي تعرض لها بعض المنخرطين في منظومة استرجاع المصاريف جراء نقص المعلومة هي إعلامهم في شبابيك الصندوق بأنه ليس لهم الحق في استرجاع مصاريف الخدمات الصحية لأن الطبيب الذي عالجوا لديه غير متعاقد.. وإذا كان الطبيب غير متعاقد والصيدلي والمخبر الطبي ومركز التصوير بالأشعة متعاقدون، فلا يتكفل الصندوق بمصاريف تلك الخدمات الصحية. وكذلك في حالة ولادة أو القيام بعملية جراحية بمصحّة خاصة متعاقدة وكان الطبيب غير متعاقد لا يتكفل الصندوق بمصاريف المصحة الخاصة. ولهذا الغرض وتعميما للفائدة فإن الصندوق مدعو إلى إعداد كتيب في شكل دليل يحتوي على الأسئلة المتداولة لدى المنخرطين في هذه المنظومة وغيرها من المنظومات الأخرى وعلى الإجابات عنها ووضعه على ذمة رواد الصندوق مساهمة في تحسين معارف المنخرطين في الصندوق الوطني للتأمين على المرض.. ويمكن على سبيل المثال طباعة تلك الصفحات التي تحتوي على بعض الأسئلة المتداولة.. والموجودة بموقع الصندوق على شبكة الانترنيت.. وهو موقع مفيد لكن تجدر الإشارة إلى أنه ليس كل المنخرطين في الصندوق يخطر على بالهم البحث عن إجابات عن أسئلتهم في شبكة الانترنيت.. ونظرا لأنهم لا يعرفون بعد كل حقوقهم فمن واجب الصندوق إعلامهم بها بكل الطرق الممكنة.