انطلاقا من العناية الخاصة التي يوليها أعلى هرم السلطة للشباب والتي تدعّمت خلال السنة الجارية بشكل واضح يمكن القول تعيين السيد محمد الغرياني على رأس الأمانة العامة للتجمع الدستوري الديموقراطي مثّل امتدادا للتعديل الوزاري الأخير التي عيّن بمقتضاه السيد سمير العبيدي وزيرا للشباب والرياضة والسيد سليم التلاتلي وزيرا للتشغيل فالأمين العام الجديد للتجمع الدستوري الديموقراطي ولد سياسيا في عهد التغيير إذ انطلقت مسيرته الحزبية بالانخراط في المنظمة الوطنية لطلبة التجمع التي أصبح كاتبا عاما لمكتبها سنة ..1989 وهو بذلك اول أمين عام للتجمّع الدستوري الديموقراطي غير مخضرم من ضمن الامناء العامين الذين تداولوا على هذا المنصب منذ السابع من نوفمبر ..1987 أما السيد سمير العبيدي فيعتبر من ضمن الضالعين في الشؤون الشبابية ويحسب له مساهمته في اخراج الاتحاد العام لطلبة تونس من عنق الزجاجة ونجاحه في كسب شعبية محترمة لدى صفوف الطلبة وبالتالي فهو من أقرب أعضاء الحكومة لهاته الفئة من المجتمع ومن أكثر العارفين بها. وبالنسبة للسيد سليم التلاتلي فيعرف بكونه رجل الخفاء الذي أدار باقتدار مرحلة التفاوض لانجاز المشاريع الكبرى المتأتية من الاستثمارات الاجنبية على غرار مشاريع سما دبي وأبو خاطر وبيت التمويل الخليجي وغيرها والتي من المتوقع أن يساعد انطلاقها في امتصاص جانب هام من اليد العاملة العاطلة عن العمل والتي يحتل فيها الشباب نسبة كبرى.. وبما أنه العارف بأدق دقائق هاته المشاريع فهو الأنسب لمعرفة حاجياتها من اليد العاملة والأجدر بالتفاوض وربط الصلات مع المستثمرين الأجانب ولما لا حتى تصدير اليد العاملة. إذا يتّضح أن للتّعديل الوزاري على رأس وزارتين تعنيان مباشرة بالشأن الشبابي يؤكد الأهمية الخاصة التي تحظى بها هذه الفئة والنيّة الصادقة في مزيد تفعيل الحوار معها والانصات لمشاغلها والعمل على ايجاد الحلول لها سيّما وأن التعديل فرّغ كاتب دولة للشأن الرياضي بما يسهل على الوزير الجديد التركيز على الملّف الشبابي.. وفي انتظار تعميق الحوار والتخطيط والاعداد ستحظى مسألة التشغيل بأولوية مطلقة خصوصا وأن عددا من المشاريع الكبرى على وشك الانطلاق ويتردّد أن مسألة اليد العاملة تلعب دورا أساسيا في التسريع بتنفيذ هاته المشاريع من عدمه. وبالتوازي مع العمل الحكومي فإن النيّة صادقة كذلك حزبيا لتشريك الشباب تدريجيا في صنع القرار إذ بادر رئيس التجمع بتطعيم لجنته المركزية بتعيين عشرات الناشطين سياسيا من الشباب بها إضافة لما أسفرت عليه عملية الاقتراع بما يعني ضخّ دماء جديدة في صلب مناضليه.. ويأتي تعيين ابن ال 45 سنة على رأس أمانته العامة لدعم هذا التوجه والعمل على مزيد تعبئة الشباب في صفوفه حتى يضمن لأحد أعرق الاحزاب عالميا وأكثرها استمرارية في الحكم البقاء في الرّيادة خصوصا بعد تخفيض السنّ الدنيا للانتخاب الى 18 سنة وبالتالي خلق شريحة جديدة من المقترعين ذات وزن وأضحت محل اهتمام أكثر من حزب معارض.. فهل يكسب التجمع هذا «التحدّى» الذي خطط له مؤتمر التحدّي.. للإجابة عن هذا السّؤال علينا انتظار نوفمبر ...2009 وفي الانتظار تبقى من مهام الامين العام الجديد الاعداد الجيّد لقائمة المترشحين للتشريعية.. قائمة تراعي التوافق بين أكثر من جيل ينتمي للتجمع الدستوري الديموقراطي. حافظ الغريبي للتعليق على هذا الموضوع: