تونس الصباح: تستقبل أقسام الامراض الجلدية عديد حالات الالتهابات الجلدية ومن بينها حالات لربات بيوت كانت وسائل التنظيف غير المطابقة للمواصفات سببا في تكون هذه الالتهابات لديهن.. وهو ما صرحت به في وقت سابق مصادر من منظمة الدفاع عن المستهلك والتي تؤكد أيضا تواصل تسجيل عمليات غش في قطاع مواد التنظيف لا سيما مادة "الجفال" الامر الذي يعرض صحة المستهلك وخاصة ربات البيوت إلى أخطار صحية قد لا تحمد عقباها. تطرقنا لهذا الموضوع يعود أساسا إلى ما نلاحظه من عرض عشوائي وغير منظم أحيانا لمواد التنظيف المختلفة ونجد ذلك في الاسواق الاسبوعية أين تتعدد أنواع هذه المواد وتختلف وعادة ما يكون سعرها أقل بكثير من سعر مواد التنظيف المعروضة في الفضاءات التجارية الاخرى المنظمة.. وعامل السعر هذا هو الذي يدفع المستهلك إلى الاقبال على اقتناء هذه المواد دون ادنى تثبت من مصدرها أو مكونات موادها أو مدى خطورتها على البشرة... مخاطر صحية وتجاوزات تشير مصادر إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط إلى أن مراقبة مواد التنظيف تتم بصفة مستمرة وكلما وردت تشكيات أو سجلت حالات تعكرات صحية يشتبه في أن مواد التنظيف وراءها تجرى مصالح المراقبة عمليات تدخل فورية حتى في الاسواق الموازية لاجراء التحاليل على المواد المعروضة لتحديد نوعية التجاوزات الموجودة. تشمل المخالفات على سبيل المثال الاستعمال غير المضبوط لبعض المواد المضرة مثل مادة "السودة" من قبل المصنعين وهو ما قد تكون له تأثيرات جانبية خطيرة على البشرة.. نشير في هذا السياق إلى اقدام بعض ربات البيوت إلى تصنيع الصابون "الاخضر" في المنزل وأحيانا يتم استعمال مادة "السودة" بكميات غير مدروسة مما يحول هذه المواد تقليدية الصنع إلى مواد ضارة. تضيف أيضا مصادر إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أنه تم في وقت سابق تسجيل بعض التجاوزات من قبيل استعمال بعض المواد المضرة بالبشرة في صناعة مادة الجفال على غرار "البيكربونات بوتاسيوم" مما أدى إلى منع استعمال هذه المادة... بعض التجاوزات الاخرى تسجل في الجفال "صبة" الذي لا يزال تصنيعه يتم بطرق عشوائية رغم منع القانون لذلك والتدخل سابقا في ضبط المواصفات والتنصيص على ضرورة تواجدها على الغلاف الخارجي للاوعية التي تستعمل في التعبئة... لكن لا تزال تسجل خروقات لدى نقاط التصنيع غير القانونية والتي تصعب مراقبتها... نتائج عمل المراقبة من جهة أخرى افادتنا مصادر من إدارة مراقبة الجودة التابعة لوزارة التجارة أنه تم على مستوى مسالك التوزيع حجز وسحب من العرض حوالي 3836 لترا من مواد التنظيف المختلفة (ماء جفال، دينول، سائل لتنظيف الملابس، سائل لتنظيف الاواني...) وذلك خلال القيام ب716 عملية مراقبة شملت قطاع مواد التنظيف على مستوى نقاط البيع بالتفصيل وبالجملة وبالمساحات التجارية. وقد تم في هذا الاطار رفع 82 عينة من مواد التنظيف لاجراء التحاليل المخبرية اللازمة في الغرض ورفع 58 مخالفة اقتصادية تتعلق خاصة بمسك منتوجات غير مطابقة للتراتيب الجاري بها العمل وبعدم تقديم فواتير شراء مع ترويج منتوجات مجهولة المصدر. أما فيما يتعلق بمراقبة جودة منتوجات الجفال تشير المصادر ذاتها أنه تم إجراء عمليات مراقبة على مستوى صنع وترويج مواد التنظيف المحتوية على ماء الجفال بولايات تونس الكبرى وتم تسجيل تجاوزات من قبيل تسمية بعض مواد غير صحيح مما قد يوقع المستهلك في الخلط حول طبيعة المنتوج.. إلى جانب وجود تركيبات للمنتوج غير مطابقة للمواصفات...مما أدى إلى رفع 20 عينة منتوج قصد مزيد اجراء التحاليل المخبرية وحجز وقتى ل24880 بطاقة تأشيرمن منتوج الجفال وحجز وقتي لكمية 1554 عينة من منتوج جال جافال.. كما تم إعلام الشركات المعنية بنتائج البحث ودعوتها إلى سحب منتوجاتها غير المطابقة من السوق.. وتحرير 4 محاضر بحث ضد الشركات المخالفة... ثقافة الاستهلاك يتدخل عامل نقص ثقافة الاستهلاك لدى المواطن دون شك في تعرضه للاخطار الصحية لبعض المواد وذلك في عدم إطلاعه على مصدر ومكونات المنتوج والكميات المحددة للاستهلاك لان الاستعمال العشوائي دون معرفة للكميات الواجب توفرها مع مقدار الماء اللازم قد يساهم في التعرض إلى الالتهابات...من جهة أخرى يغيب الحس الاستهلاكي الرشيد لدى المواطن من خلال اقباله على المواد المعروضة في الاسواق الموازية دون وعي بحجم مخاطرها على صحته.