في خطوة ذات دلالات سياسية عديدة أقدمت كل من بوليفيا وفنزويلا على قطع علاقتهما الديبلوماسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وسحب سفيريهما بعد أن اتضح حسب قيادتي البلدين أن واشنطن وراء عمليات تآمر وتحريض المعارضة وتشجيع الاحتجاجات المناهضة لهما. ويبدو أن سلسلة الغضب التي اجتاحت بلدان أمريكا اللاتينية ضد سياسة البيت الأبيض قد شملت كذلك الهندوراس التي انضمت إلى بوليفيا وفنزويلا في تصعيد المواجهة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما رفض رئيسها قبول أوراق اعتماد السفير الأمريكي الجديد لديها. وردّت الولاياتالمتحدة بالمثل عندما طلبت من السفيرين البوليفي والفنزويلي مغادرة أراضيها كما أعلنت الخزانة الأمريكية تجميد أرصدة أمريكية لمسؤولين فنزويليين وذكرت واشنطن أن كل من الرئيس شافيز وموراليس يحاولان بطردهما السفيرين الأمريكيين «التغطية على متاعب محلية واقليمية». لقد تصاعد التوتر خصوصا بين فنزويلا والولاياتالمتحدة في وقت تعززت فيه العلاقات بين كراكاس وموسكو التي أرسلت قاذفتين استراتيجيتين إلى فنزويلا وسفينة نووية ومدمرات إلى الكاريبي لأجل مناورات مشتركة هي الأولى من نوعها التي تجري في «الحديقة الخلفية» للولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب الباردة. إنّ مواقف دول الغرب وعلى رأسها أمريكا في أزمة القوقاز بعد التدخل الروسي في جورجيا وإعلان استقلال كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وما ترتب عن هذه الأزمة من تصعيد عسكري خطير عند إرسال بوارج وسفن حربية أمريكية إلى البحر الأسود لنصرة جورجيا.. أمر اعتبرته موسكو عملا استفزازيا لا مبرر له. ورغم أن هذه الأزمة وقع تطويقها بتدخل الاتحاد الاوروبي فإن الكرملين لم «يغفر» للبيت الأبيض «استباحة» العمق الاستراتيجي لروسيا بدءا من تشيكيا مرورا ببولونيا ووصولا إلى جورجيا... وبالتالي أبلغه عن طريق بوليفيا وفنزويلا والهندوراس أن لروسيا يد طويلة قادرة على الوصول إلى الحديقة الخلفية لواشنطن في أي وقت كان. لقد تزامن اندلاع حرب السفراء بين واشنطن من ناحية ولاباز وكراكاس من ناحية أخرى بعد أزمة سياسة حادة تخللتها اتهامات للولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدولتين خصوصا إثر تصاعد مواجهات دامية بين أنصار المعارضة ومؤيدي الرئيسين في كلا البلدين سقط على إثرها عديد الضحايا. وهذا التضامن بين بلدي أمريكا اللاتينية ضد جارتها الكبرى في الشمال قد يعرف تطورات أخرى خصوصا بعد أن لوحت فنزويلا بوقف شحنات النفط إلى الولاياتالمتحدة... وتزايد الوجود العسكري الروسي هناك الأمر الذي أثار سخط البيت الأبيض في وقت ظلت الحرب الأمريكية المفتوحة في كل من العراق وأفغانستان دون نتائج تذكر.