ضربه بمطرقة ثم هشم له رأسه بفأس خشية أن يورّطه في قضية الاسبوعي- القسم القضائي: كانت الساعة تشير الى السابعة من صباح يوم الثلاثاء الفارط عندما صدم حارس باحدى حضائر البناء بمشهد الدماء المتناثرة بالمكان وزميله ملقى أرضا بلا روح.. كانت صدمة فعلا وهو الذي اعتاد أن يجد زميله عم حسين (50 سنة) في انتظاره ويلقي عليه تحية الصباح ويبادله الابتسامات قبل أن يسلمه الامانة.. أمانة حراسة حضيرة البناء الكائنة بمنطقة المغيرة من ولاية بن عروس ولكن في ذلك اليوم.. لم يجده في انتظاره فبحث عنه الى أن عثر عليه قتيلا في مشهد لن يمحي من مخيلته خاصة وأن جثة زميله كانت مشوهة الرأس الذي لحقت به إصابات بليغة.. فسارع المسكين بإشعار «عرفه» والمارة وبقية العمال الذين بدأوا يصلون الى مقر عملهم.. قبل أن تصل المعلومة الى أعوان الحرس الوطني ومن ثمة الى عائلة الضحية المتكونة من زوجة وخمسة أبناء بينهم ثلاث إناث والذين نزل عليهم الخبر نزول الصاعقة.. الزوجة امباركة أغمي عليها ولم تصدق النبأ.. الابنة الكبرى صدمت ، الصغرى بكت والوسطى انهارت والابنان سارعا بالتحول على عين المكان لمعرفة الحقيقة.. أي مصير لأم و5 أبناء؟ لا عملت إيدو ولا ساقو بدأ الرجال والنسوة يترددون على منزل عم حسين الرجل الطيب لمعرفة ما حصل.. للعزاء.. تحول البيت المتواضع فجأة الى مزار لحجافل المعزين الذين تعاطفوا مع الضحية ..ومع عائلته التي فقدت سندا ماديا ومعنويا «فقدت الرجل الذي كان يحنّ على الجميع رغم قسوة الحياة وقسوة الظروف» بهذه العبارات بدأ زوجة الضحية التي كانت في حالة نفسية متدهورة الحديث الينا ثم أضافت: «لا أعلم ماذا حصل.. ومن قتل زوجي ولماذا قتله» (حينها كانت العائلة لم تعلم بعد بخبر كشف الجريمة وإيقاف المتهم) ثم تابعت: «لقد تعرّض لاعتداء فظيع لقد هشم القاتل رأسه بفأس» وتساءلت: «لماذا كل هذه الوحشية.. لماذا يقتل إنسان لا عملت إيدو ولا ساقو»؟ لماذا..لماذا؟» وظلت المسكينة جراء لوعة الفراق والصدمة -تبكي وبعض النسوة يحاولن التخفيف من مصابها. لقمة الاطفال ليواصل شقيقها السيد الطايع الحديث معنا فقال بعد أن أعلمناه بنجاح أعوان الأمن في إيقاف القاتل : «نريد حق حسين فهو العائل الوحيد لأسرته المتركبة من ستة أفراد.. كان المسكين يعمل بمرتب لا يتجاوز المائتي دينار.. لم يتحصل على بطاقة علاج وليس له انخراط بأي صندوق وطني ورغم ذلك فقد كان يسعى دائما الى توفير لقمة أطفاله ويبعد عنهم شبح الخصاصة والحرمان ولكن بوفاته» تساءل محدثنا: «من سيسد رمق الابناء والزوجة؟» إيقاف القاتل وعن أطوار الجريمة الفظيعة علمنا أن أعوان فرقة الابحاث العدلية للحرس الوطني بالمحمدية تولوا البحث في القضية بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن قاضي التحقيق بابتدائية بن عروس وقد نجحوا في إلقاء القبض على المظنون فيه بعد تحريات مكثفة وحجزوا آلتي الجريمة (مطرقة وفأس). وحسب ما توفر من معطيات فإن الضحية غادر صباح يوم الاثنين مقر عمله غير أن «عرفه» اتصل به هاتفيا وطلب منه العودة بسبب تغيب الحارس الثاني فعاد المسكين للعمل ثم توجه في المساء الى محل سكناه حيث التقى بأسرته وحمل معه غداء الافطار وعاد أدراجه الى الحضيرة. وبينما كان جالسا حلّ بالمكان أحد العمال وراح يروي له تفاصيل سرقات اقترفها من داخل الحضيرة واستهدفت الجليز فغضب عم حسين وأعلمه بنيته إشعار «العرف» وأعوان الحرس الوطني بحكم عمله ولكن القاتل ترجاه كي لا يفشي السر غير أن الحارس الليلي أصرّ وتمسك بموقفه إيمانا منه بأن مسؤوليته تستوجب الاعلام عن السرقة فخشي المظنون فيه افتضاح أمره وبالتالي إيقافه وإيداعه السجن فقرر التخلص في تلك اللحظة من زميله فتسلح بمطرقة وفي غفلة منه سدّد له ضربتين في الرأس وغادر المكان نحو محل عمومي قريب تاركا ضحيته طريح الأرض. وضعية اجتماعية متدهورة في الاثناء كانت ابنة الضحية تتصل بوالدها ولكنه لم يجبها فاحتار دليلها غير أن بقية أفراد الاسرة هدأوا من روعها وظنوا أن شحن الهاتف قد يكون نفذ. كان عم حسين يجمع حينها قواه للنهوض مجددا ولكن القاتل عاد الى مسرح الجريمة على حين غفلة وعندما عثر على زميله حيا يرزق تسلح بفأس وهشم له رأسه فمات عم حسين حينها فيما لاذ القاتل بالفرار الى أن القي القبض عليه ليعترف بما اقترفت يداه. بقي أن نشير الى أن الوضعية الاجتماعية لعائلة الضحية تستحق التدخل من طرف المسؤولين الجهويين بولاية بن عروس فستة أفراد (الأم و5 أطفال) بلا مورد رزق ولا أي دخل قار ولا بطاقة علاج.. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: