تراجع كبير في حضور اللعب الخطيرة تونس الصباح: تميز عيد الفطر الأخير باستقرار للطقس رغم أنه يحل مع بدايات الخريف وفترة نزول الأمطار على كافة جهات البلاد. وقد كانت جملة هذه العوامل المناخية مواتية لخروج العائلات والأطفال على وجه الخصوص في جولتهم المعتادة في كل يوم عيد فطر، باعتبار ترقبهم لهذا الموعد السنوي الذي يمثل فرصة كبيرة للهو والمرح وزيارة الفضاءات الترفيهية الخاصة بهم وهم يرفلون في بدلهم الجدبدة ويحملون شتى أنواع اللعب التي يتقبلونها كهدايا بهذه المناسبة. فكيف كانت جولة العيد بالنسبة لأطفال العاصمة؟ وماذا عن إقبالهم على جملة الفضاءات الترفيهبة الخاصة بهم؟ وكيف كانت الأجواء خلال اليوم الأول والثاني لعيد الفطر في تونس؟ مظاهر من الفرح العام في كل ضواحي العاصمة منذ الساعات الأولى من يوم عيد الفطر شهدت العاصمة في كل أنهجها وأحيائها حركية كبرى أمنها الأطفال بحيويتهم ولباسهم الجديد وحركتهم وأصوات مزاميرهم ولعبهم التي اقتنوها خصيصا للإحتفال بعيد الفطر. وهذه الحركية التي تبلغ حد الضجيج في بعض الأحيان داخل الأحياء بتجمع الأطفال، تبقى في الحقيقة محببة لدى الكبار والصغار على اعتبار أنها تمثل فرحة الجميع واحتفالهم بهذه المناسبة الدينية، خاصة لما يتخللها من تلاق وتزاور بين العائلات، ومن جولات واسعة عبر كافة الفضاءات الترفيهية خصوصا بالنسبة للأطفال. فعلى ماذا يتركز اهتمام العائلات في جولاتهم مع الأطفال يوم العيد؟ وكيف تبدو الفضاءات الترفيهية في هذه المواعيد؟ "الصباح" رصدت الحركة خلال يوم العيد.. تابعت مظاهر الفرحة.. تجمعات الأطفال.. وقامت بجولة داخل الفضاءات الترفيهية الخاصة بالأطفال للتابع مظاهر فرحهم واقبالهم على اللعب والمرح وكذلك لتلاحظ مدى استجابة الأولياء لطبات ورغبات أطفالهم. في منتزه النحلي وحديقة البلفيدير اختارت مئات العائلات يوم عيد الفطر التوجه إلى المنتزهات الطبيعية مثل منتزه النحلي وحديقة البلفيدير، وذلك بحثا عن الهدوء والهواء النقي وتمكين أطفالهم من اللهو واللعب اما من خلال ما يتوفر داخل هذه الفضاءات من ألعاب جماعية، أو من خلال ما جلبوا معهم من لعب مثل القفازات والدراجات الصغيرة وغيرها من أنواع اللعب. وهذه الفضاءات قد وفرت أيضا فرصة للاستراحة لدى الكبار، بعد عناء شهر من الصيام ، فتراهم قد جلسوا متحلقين على ما توفر هناك من كراس أو جلسوا مباشرة على العشب، بينما كان الاطفال من حولهم يلعبون ويمرحون دون انقطاع، وبعيدا أيضا عن كل مظاهر الخطر. ولعل الملاحظ أيضا أن من اختار من العائلات التوجه إلى المنتزهات لم يكن في عجلة من أمره، بل جاء لقضاء يوم كامل مصحوبا بكل أفراد العائلة، ومغتنما الفرصة أيضا لتناول الغداء في الهواء الطلق. مظاهر الاحتفال في الأحياء والشوارع حركة الشارع انطلقت منذ الصباح الباكر، حيث عمد الأطفال إلى الخروج من منازلهم للالتقاء بأقرانهم واللهو واللعب. كما شهدت الشوارع الكبرى أفواج السائرين على الأقدام من عائلات وأطفال، وتوقفهم عند باعة اللعب لاقتناء حاجياتهم منها. ومثل كل شارع وساحة عمومية وفضاء تجاريا نقطة تجمع لهذه العائلات بأطفالهم لقضاء بعض الوقت. وقد عمدت بعض العائلات في هذه الأجواء للجلوس في بعض المقاهي التي كانت مفتوحة لاستقبال الزائرين بينما خصصت فضاءات للعب الأطفال مثلما لاحظنا ذلك في جهات متعددة من منطقة البحيرة التي استقطبت العدد الأكبر من العائلات على ما يبدو، وفسحت المجال للأطفال لاستغلال تلك المساحات المخصصة لهم في اللهو واللعب. وكانت الأجواء طافحة بالحركة والفرحة، حيث طفق الجميع في لهو لا ينقطع وسط مناخ معتدل لا تشوبه أمطار ولا حرارة شمس حارقة. في الفضاءات الترفيهية الخاصة بالأطفال رغم هذا الانتشار الواسع للعائلات وأطفالهم، وتعدد المقاصد يوم العيد من منتزهات وفضاءات تجارية كبرى، وأخرى ترفيهية، فأن بعض الفضاءات الكبرى مثل مدينة الألعاب بالبحيرة، و"قرطاج لاند " وغيرها يبقى وجه العدد الأكبر من العائلات وأطفالهم. فهذه الفضاءات متعددة الألعاب، وتستقطب ألعابها الأطفال على إختلاف أعمارهم، من يافعين وشبان أيضا. وباعتبار إمكانياتها الأوسع والأكبر في هذا المجال، فقد كانت طافحة بحضور الأطفال وعائلاتهم حد الاكتظاظ الذي لا يطاق. فقد أقبل عليها الجميع من كل حدب وصوب ومثلت في نشاطها الحركية الأكبر في البلاد. والمتابع لنشاط هذه الفضاءات يوم العيد يدرك مدى الإقبال عليها، والحاجة إلى تعددها وتوزعها على عديد المناطق، حتى لا تشهد مثل هذا الاكتظاظ وهذه الصعوبات التي تشهدها في مثل هذه المناسبات على وجه الخصوص. في داخلها لم تتوقف الحركة ولعب الأطفال والاقبال المتزايد عليها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني للعيد. وربما لم تفوت ألعابها سوى الرضع، أما كل الأطفال على اختلاف أعمارهم فقد وجدوا داخلها ما يحلو لهم من لعب. ألعاب ومظاهر بدأت في الزوال ما يمكن أنه نسجله من الجانب الإيجابي في مظاهر الاحتفال بعيد الفطر وما يصاحبها من لعب للأطفال هو تراجع حضور بعض الألعاب الخطيرة التي كانت تتسبب في مشاكل عديدة وخطيرة على الأطفال، ومزعجة حتى للكبار. وفي مقدمة هذا تأتي لعبة الفوشيك التي تقلصت بشكل كبير هذه السنة ولم تسمع الا القليل من طلقاتها المتقطعة هنا وهناك. ولا شك أن غياب هذه الألعاب جاء نتيجة الحزم في التصدي لتوريدها وترويجها بالسوق، وهو مجهود هام جنب الجميع مخاطرها. ويشار في هذا الجانب أن التوجه العام في اهتمام الأطفال عاد ليتركز على هذه الألعاب، بل مال في عمومه إلى الألعاب الإكترونية والعلمية المتطورة، التي تتطلب جهدا لاستعمالها واللهو بها. ... وأخرى مازالت حاضرة رغم خطورتها الجوانب السلبية والخطيرة التي سجلناها والتي مازالت تطبع أجواء الاحتفال بعيد الفطر، هي تلك التي تتأتى من الأكلات الخفيفة التي ينتصب أصحابها لعرضها في مداخل الفضاءات الترفيهية وعلى الطرقات وفي الساحات العمومية. وفي هذا الجانب يلاحظ تجمع مئات العربات المسدية لخدمات بيع "الكسكروت" الذي يميل إليه الأطفال، ولا يمكن ثنيهم عن اقتنائه والتهامه. وفي هذا الجانب المتعلق بطرق عرض هذه الأكلات الخفيفة لا يمكن أن نخفي أساليب عرضها بطرق غير صحية بالمرة، وبعفن بعضها، وخاصة في ما يتعلق بنشاط باعة " المرقاز" الذي يتم شواءه على الطريق العام، وفي ظروف يعلم الله بسلامته وتخزينه وعرضه ومحتواه وما الى ذلك من استخفاف ودس لهذه الأكلة التي تجلب الكبير والصغير لاقتنائها وأكلها على الفور. ولعلنا في هذا الجانب نؤكد على ضرورة المراقبة المشددة لعرض وبيع هذه المأكولات، وعلى دعوة الأولياء لحماية أطفالهم منها، وتفاديها درءا للأضرار التي يمكنها أن تلحق بالأطفال بعد تناولها.