تونس الصباح: بعد صيحات الفزع التي أطلقها الكثير من علماء التغذية في مختلف بلدان العالم جراء انتشار أمراض مرتبطة بالغذاء اتجهت الانظار نحو المنتوجات البيولوجية الخالية من مخاطر المبيدات الكيميائية وغيرها من العقاقير التي اتضح بالكاشف أنها مضرة بالصحة.. ونظرا لان العديد من المنتجين التونسيين لا يستعملون مثل هذه المبيدات فقد تهيأت لهم الارضية المناسبة للانتاج الفلاحي البيولوجي.. وسارع العديد منهم في الاستثمار في مشاريع إنتاج نباتي أو حيواني بيولوجي.. وهم يطالبون بمزيد الاحاطة بهذا القطاع والحد من الدخلاء الذين أضروا به وهو في خطواته الاولى على غرار أولئك المربين الذين يوهمون المستهلك بأنهم يبيعون له عسلا بيولوجيا ترعرت نحلاته في غابات مقعد وخمير البعيدة كل البعد عن المبيدات في حين أنهم اقتنوه من جهات أخرى من الجمهورية وهو عسل لا يستجيب لشروط الانتاج البيولوجي لكنهم يبيعونه بثمن يناهز ضعف سعر العسل العادي بتعلة أن سعر البيولوجي وفي كل بلدان العالم أرفع بكثير من سعر المنتوج العادي. وللحد من ظاهرة الغش يوصي هؤلاء بدعم المراقبة والتصديق للفلاحة البيولوجية لتتوفر الشفافية اللازمة في المعاملات بين المنتج والمستهلك الذي يتوق إلى غذاء خال من الاخطار.. وفي هذا الصدد ورد في تقرير حول الفلاحة البيولوجية أن خماسية المخطط الحادي عشر للتنمية ستشهد مزيد دعم نظام المراقبة والتصديق للفلاحة البيولوجية بإضفاء المصداقية والثقة لدى المستهلك وذلك بوضع نظام استرسال وترقيم لتلك المنتوجات.. وجاء في التقرير أن مساحات مختلف الزراعات البيولوجية من زياتين وتمور وخضروات وأشجار مثمرة المنجزة خلال سنة 2007 فاقت التقديرات إذ ارتفعت إلى حوالي 225 ألف هكتار مقابل 220 ألف هكتار متوقعة.. وتتوزع هذه المساحة على 110 آلاف هكتار من الزراعات المختلفة و115 ألف هكتار من المراعي والغابات.. وبلغ عدد المنتجين 770 منتجا فلاحيا و67 في ميدان التحويل والتوضيب و23 مصدرا. وتطور معدل الانتاج النباتي سنة 2007 إلى مستوى 150 ألف طن مقابل 120 ألف طن سنة 2006. وتطورت صادرات أهم المنتجات البيولوجية إلى 9012 طنا بقيمة 57,48 مليون دينار سنة 2007 مقابل 5600 طن بقيمة 44.08 مليون دينار سنة 2006. ولكن رغم ذلك لم تحقق الصادرات التوقعات المقدرة بحوالي 70% من الانتاج السنوي المقدر ويرجع هذا العجز إلى عديد العوامل خاصة منها حداثة القطاع وقلة آليات التسويق وعدم توفر المعلومات الفنية والتجارية المتعلقة بطبيعة السوق العالمية إضافة إلى العوامل المناخية المؤثرة سلبا على بعض المنتوجات وخاصة الزيتون وتراجع مساحات الخضر بسبب قلة التقنيات اللازمة لهذا القطاع.. كما أن محدودية حجم المبادلات في هذا القطاع تتعارض مع كلفة النقل. يذكر أنه تم تصدير 2298 طنا من التمور بقيمة 9 ملايين دينار مقابل 1460 طنا وبقيمة 5,31 مليون دينار سنة 2006 مسجلا بذلك ارتفاعا بالكميات المصدرة ناهز 57% وزيادة في الاسعار بنحو 69,5%. كما تم تصدير 6160 طنا من زيت الزيتون بقيمة 28,3 مليون دينار مقابل 4000 طن وبقيمة 26,186 مليون دينار مسجلا بذلك ارتفاعا بالكميات المصدرة ناهز 8%.. وتم تصدير 105 من مسحوق الهندي البيولوجي بقيمة ناهزت 1052 ألف دينار للسوق الفرنسية و200 كيلوغرام من زهور الهندي المجففة. وتم تصدير 10 أطنان من اللوز للسوق الفرنسية و27 طنا من الاكليل المجفف و13 طنا من زيت الاكليل و2,4 طن من الريحان و167 طنا من الخروب و61 طنا من زيت وماء وأزهار البرتقال. آفاق تهدف الخطة الرامية للنهوض بالفلاحة البيولوجية إلى تطوير المساحات المخصصة للزراعات البيولوجية بنسبة 200 بالمائة لتبلغ 180 ألف هكتار سنة 2009 مقابل 60 الف هكتار سنة 2004 ومواصلة تطوير هذه المساحة بمعدل 20 ألف هكتار سنويا لتصل المساحات البيولوجية إلى حوالي 220 ألف هكتار سنة 2011. كما تقرر تطوير السوق الداخلية للمنتوجات البيولوجية عبر ترويجها في المغازات الكبرى والقطاع السياحي إضافة إلى استغلال الفرص المتاحة لتنمية الصادرات بالاسواق العالمية ووضع برامج بحوث وإرشاد ملائمة لطبيعة القطاع وغيرها من التدخلات.