تونس الصباح: في الدورة الماضية (21) من ايام قرطاج السينمائية كانت السينما التونسية على موعد مع التتويج الباهر اذ فاز شريط «اخر فيلم» لنوري بوزيد بجائزة التانيت الذهبي في مسابقة الافلام الطويلة كما فاز بطل الشريط الممثل الشاب لطفي العبدلي بجائزة احسن ممثل. على ان الاكثر دلالة ربما من هذا التتويج هو ان الحضور التونسي في تلك الدورة من تظاهرة «ايام قرطاج السينمائية» (دورة 2006) كان بالفعل حضورا باشرطة ذات قيمة فنية وثقافية عالية وبامضاء مخرجين تونسيين مشهود لهم بالجرأة والعمق فكريا وبالحرفية والنبوغ مهنيا بل ربما جاز القول بان التنافس على الفوز بجائزة «التانيت الذهبي» في مسابقة الاشرطة الطويلة في دورة (2006) الماضية من تظاهرة «ايام قرطاج السينمائية» كاد يكون محصولا بين شريطي «اخر فيلم» لنوري بوزيد و«بابا عزيز» لناصر خمير.. وهذا ان دل على شيء فانما يدل على القيمة الفنية للاشرطة التي مثلت تونس في مسابقة الافلام الطويلة في تلك الدورة.. اما في الدورة الجديدة (22) من ايام قرطاج السينمائية التي تنطلق بداية من 25 اكتوبر الجاري وتتواصل الى غاية 1 نوفمبر 2008 فان الحضور التونسي ضمن مسابقة الافلام الطويلة تحديدا لا يبدو ومن خلال قراءة اولية في قائمة عناوين الاشرطة التي ستمثل تونس في التنافس على الفوز بالتانيت الذهبي في مستوى «الحدث» او جدية «المهمة».. نقول هذا لا من باب التنبؤ او اطلاق الاحكام المسبقة ولكن كاستنتاج اولي من عملية قراءة سريعة في قائمة الافلام العربية والافريقية التي ستكون حاضرة في مسابقة الافلام الطويلة وبالتالي منافسة الافلام التونسية على الفوز بالتانيت الذهبي في الدورة الجديدة لايام قرطاج السينمائية. ثلاثة افلام اذن ثلاثة اشرطة طويلة ستمثل تونس والسينما التونسية في مسابقة الافلام الطويلة.. وهذه الاشرطة هي على التوالي: 1 شريط «خمسة» لكريم الدريدي 2 شريط «شطر محبة» لكلثوم برناز 3 شريط «سفرة يا محلاها» لخالد غربال اللافت ان فيلمين من هذه الافلام الثلاثة نجدها تعرض هذه الايام بقاعات السينما بكل من تونس وفرنسا.. فشريط «خمسة» للمخرج التونسي المقيم بفرنسا كريم الدريدي نزل منذ ايام قليلة الى القاعات ببعض المدن الفرنسية وبذلك يكون الجمهور الفرنسي قد سبق جمهور مهرجان «ايام قرطاج السينمائية» في مشاهدة هذا الفيلم والاطلاع على فحواه وتوجهاته!! كذلك، الشأن بالنسبة لشريط «شطر محبة» لكلثوم برناز الذي يعرض هذه الايام باحدى قاعات العاصمة.. على ان الذي يعنينا اكثر هنا هو ان كلا الفيلمين («خمسة» لكريم الدريدي «وشطر محبة» لكلثوم برناز) لم يصنعا «الحدث» اعلاميا.. صحيح ان بعض الجرائد الفرنسية قد كتبت عن شريط «خمسة» واشادت به ربما لاسباب ثقافية اكثر منها فنية ولكن هذا لا يعني ان هذا الشريط ولا ايضا شريط «شطر محبة» لكلثوم برناز الذي شاهدناه سيكونان فنيا في مستوى المنافسة والتباري مع اشرطة عربية وافريقية على الفوز بجائزة سينمائية مهمة هي «التانيت الذهبي» جائزة تحمل اسم مهرجان عربي افريقي بل ودولي عريق هو «ايام قرطاج السنيمائية». طبعا، هذا الكلام ليس المقصود منه الاستنقاص من قيمة المشاركة التونسية في مسابقات الدورة الجديدة (22) لايام قرطاج السينمائية وانما هو محاولة تقييم اولية ل «طبيعة» هذه المشاركة وتحديد درجة حظوظها من التتويج قياسا بنوعية الحضور العربي والافريقي المنافس. عموما، يمكن القول ان الافلام الثلاثة الطويلة التي ستمثل تونس في مسابقة الاشرطة الطويلة وهي «خمسة» و«شطر محبة» و«سفرة يا محلاها» وهي ثلاثتها لمخرجين لا تعتبر اسماؤهم «لامعة» ولا «ثقيلة» في ميزان الابداع السينمائي التونسي والعربي والافريقي لا تبدو قادرة على التبشير مبدئيا بأي شكل من اشكال التتويج للسينما التونسية في هذه الدورة الجديدة من «ايام قرطاج السينمائية».. ولكن هذا لا يمنع من توقع حصول «مفاجأة» مع شريط كلثوم برناز «شطر محبة» الذي قد يروق مضمونه الذي يخوض ضمنيا في «ظلم» حكم «للذكر مثل حظ الانثيين» في مجال الارث للمرأة.. فينال جائزة ما من قبل لجنة تحكيم مسابقة الافلام الطويلة!! ومع هذا نقول ان «مهمة» الافلام التونسية الثلاثة المتنافسة على الفوز بالتانيت الذهبي في مسابقة الافلام الطويلة ستكون شاقة خاصة مع حضور افلام لمخرجين عرب وافارقة مشهود لهم بالنبوغ والحرفية مثل الفلسطيني رشيد مشهراوي الحاضر ضمن نفس المسابقة بشريط «عيد ميلاد ليلى» والمصري يسري نصر الله الحاضر بشريط «جنينة الاسماك» وحتى المغربي نبيل عيوش بشريط «لولا»..