انطلقت وقائع هذه القضية اثر العثور من طرف عاملين بنزل بالضاحية الشمالية على جثة شخص متقدم في السن غارقا في دمائه داخل بيت الاستحمام بالغرفة التي يقيم فيها ومن ثمة اشعروا السلطات المعنية فحل المحققون وممثل النيابة العمومية واحد قضاة التحقيق بمسرح الجريمة، وبعد معاينة الجثة اذنت النيابة برفعها. وبعرضها على الطبيب الشرعي بين ان الوفاة ناتجة عن تعرض المجني عليه الى الطعن بواسطة آلة حادة وباجراء المزيد من التحريات اتضح ان المجني عليه شيخ اوروبي تعود على زيارة بلادنا وقد تعرف على شاب كان مكلفا بالعناية بحديقة النزل وقد اشتبه المحققون في انه المشبوه فيه الاول في قتل الضحية. وبايقافه اعترف انه يعمل بستانيا بحديقة النزل وقد تعرف على شيخ ايطالي بحكم اقامته بذلك المكان، وتوطدت العلاقة بينهما ووعده بمساعدته على السفر معه لتحسين اوضاعه المالية، وظل يعده بالهجرة وفي المقابل كان هو يحلم بغد افضل الى ان جاء اليوم المشؤوم حيث دعاه (الاجنبي) الى غرفته بالنزل وعرض عليه مشاركته جلسة خمرية فلم يمانع الشاب وفي مساء ذلك اليوم وبعدما انتهى من عمله غير ملابسه وصعد الى الغرفة وهناك وجد مضيفه بانتظاره على احر من الجمر كما وجد طاولة عليها كمية هائلة من المأكولات والمشروبات الكحولية، فجلس الضيف قبالة مضيفه وشرعا في التهام ما وضع امامهما وبعد مضي بعض الوقت شعر الضيف الشاب بدوار في رأسه فذهب لدورة المياه لغسل وجهه وفي الاثناء فوجىء بمضيفه يطوقه من الخلف وكان عاري الجسم تماما، فذعر الضيف لهول المشهد وحاول تخليص نفسه من قبضة مضيفه غير ان هذا الاخير اصر على النيل من شرفه وعندها استجمع كل قوته ودفعه على زجاج النافذة فتهشمت ولكن المضيف لم يرتدع وتقدم نحو ضيفه محاولا النيل منه وفي الاثناء التقط الشاب زجاجة حادة وانهال بها طعنا بصدر الاجنبي الشاذ حتى خارت قواه فتركه يتخبط في دمائه وهرب بعدما اخذ هاتف الضحية. وبعدما شخص الجريمة احيل على المحكمة الابتدائية بتونس قضت بادانته وسجنه مدى الحياة. الا ان المتهم طعن في الحكم الصادر ضده بالاستئناف ليمثل مؤخرا امام محكمة الدرجة الثانية والتي اجلت المحاكمة بطلب من الدفاع.