نحو ترجمة التوصيات الصادرة عن الاستشارة الوطنية حول تحديث الوظيفة العمومية إلى نصوص قانونية تونس الصباح .. لم يلمس المتابع للتقرير المحوصل لاعمال اللجنة الوطنية للاستشارة حول تحديث الوظيفة العمومية والذي تم عرضه اول امس في اشغال الندوة الوطنية المنعقدة للغرض لم يلمس صدى واضحا او حتى مجرد اشارة لموضوع التوقيت الاداري وما اكتنفه من تصورات مطروحة منذ فترة لمراجعته وذلك خلافا لتوقعات معشر الموظفين وتطلعهم لاثارة هذا المشغل في الندوة. وفي لقاء مع مدير عام المصالح الادارية والوظيفة العمومية السيد أحمد زروق جمعنا به على هامش انعقاد الندوة في يومها الاول استوضحناه عن اسباب هذا التغييب او التجاهل للمسألة على اهميتها فأوضح ان موضوع التوقيت الاداري ينبغي النظر له في اطار التنظيم الاداري للادارة وليس في دائرة المحور العام للندوة والخاص بتحديث الوظيفة العمومية وما يتفرع عنه من محاور.. ولم يستبعد امكانية صدور توصية في الغرض في اعقاب اشغال الندوة خصوصا وان اثارة الموضوع وردت على احد المتدخلين في فعاليات اليوم الاول. مؤكدا في السياق ذاته ان التعاطي مع مثل هذا المشغل لا يرتبط بالمحيط الداخلي للادارة بل يتجاوزه بصفة بارزة وجوهرية الى علاقته الوثيقة بالمحيط العام ومن مكوناته طبعا المنظومة التربوية من خلال الزمن المدرسي ومنظومة النقل وهو ايضا في علاقة وطيدة بتوفر جملة من المرافق المساندة للأم العاملة داخل مقرات العمل مثل المحاضن والمطاعم لا يمكن.. ليخلص الى القول ان مثل هذه العوامل الموضوعية لا بد من ضمانها لانجاح اي خيار يتعلق بمراجعة التوقيت الاداري.. موقع واب للاستشارة على صعيد آخر وباستفسار احمد زروق عما اذا كان اللقاء المختص لفعاليات الندوة الوطنية سيرسم نقطة النهاية لمختلف المشاورات الخاصة بتحديث الوظيفة العمومية قال «ان الندوة الوطنية مرحلة من مراحل الاستشارة التي كان اذن بها رئيس الدولة في نوفمبر 2007 وانطلقت في مستوى لجان واستشارات جهوية واقليمية كما انتظمت ندوة دولية في الغرض للاطلاع على بعض النماذج الناجحة في هذا المجال. واضاف انه بالتوازي مع هذه المراحل والآليات تم بعث موقع واب للاستشارة الوطنية مفتوح امام الجميع لتوسيع قاعدة المشاركة لكافة الموظفين والمواطنين وطرح التصورات والمقترحات عبر الانترنيت وبالسؤال اذا كان الاقبال على زيارة الموقع مكثفا رد دون تردد «العدد لا بأس به لكننا نتطلع الى مزيد تطويره وسيظل الموقع مفتوحا حتى تشرف الاستشارة برمتها على النهاية.. مفيدا بان التوصيات التي ستنبثق عن الندوة او تلك التي ستصل عن طريق الموقع سيقع تدارسها وترجمتها الى نصوص تطبيقية. رد الاعتبار للموظف تركيز اعمال اللجنة الوطنية على الموارد البشرية كعنصر اساسي في تحقيق التنمية الادارية وكسب الجودة والتوجه نحو اعادة تأهيل العنصر البشري من أجل الارتقاء بمردودية واعتماد مبدأ الجدارة في الترقية والنهوض بالمسار المهني للموظف او العون شكلت اسباب هذه «الصورة» في رد الاعتبار للموظف او الاهتمام المتزايد بالعنصر البشري قال محدثنا لا بد من الاشارة اولا الى مجمل الاصلاحات التي ادرجت على هذا القطاع ركزت طوال الاجيال ماضيةعلى مزيد تحسين وتطوير المرفق العمومي ولم تأخذ بالاعتبار المورد البشري وبالطبع بدون موارد بشرية مؤهلة وكفأة لا يمكن ضمان النجاح والنجاعة للاصلاحات الادارية ومن ناحية ثانية فان قانون الوظيفة العمومية مرت عليه اليوم 25 سنة وقد صدر في اطار معين واستجابة لمسار مهني للموظف في فترة لها خصوصياتها.. في الاثناء تطورت رسالة الادارة وكذلك آلياتها وهو ما يستوجب تطوير قانون الوظيفة العمومية وحياة الموظف المهنية عبر ارساء قيم جديدة على غرار التحكم الرشيد للادارة وتطوير القيم الموجودة من خلال دعم الشفافية..». الانتداب الهادف حول التوجهات الجديدة التي ينتظر ان تبلورها التصورات التي تطرح على مستوى الاستشارة في ما يتعلق بالانتدابات بالوظيفة العمومية اشار مدير عام المصالح الادارية على ان التوجه يسير نحو الانتداب الهادف القادر على تلبية حاجيات مرحلة جديدة وتفعيل اهداف ومبادئ رسالة جديدة للادارة وذلك بتأمين حاجياتها من تخصصات نفتقدها حاليا كما سيتم ايلاء اهمية اكبر لجانب التكوين بتهيئة ارضية تكوين تواكب مساره المهني وتتناغم مع مجالات التكوين الخارجية الى جانب تثمين المبادرات الخاصة للأعوان والموظفين في دعم تكوينهم ومهاراتهم عبر مواصلة الدراسة والحصول على شهائد اضافية. .. وماذا عن العقلية؟ لان اي اصلاح اداري لا يمكن ان يؤتي اكله الا اذا واكبه تغيير جذري في العقلية لا سيما عقلية الموظف باعتبار الاداة المكرسة لنهج الاصلاح فقد افاد محدثنا ان تغيير العقلية يبقى العنصر الابرز في سلم الأولويات التي ينبغي التركيز عليها في عملية تحديث الوظيفة العمومية حتى تتأقلم مع القيم الجديدة للادارة وهو عنصر لا بد من الاعداد الجيد له والبناء المحكم لتهيئة العقليات للمرحلة القادمة مع ما يتطلبه ذلك من وقت.