الأسبوعي- القسم القضائي: اهتزت منطقة المنزه الثامن بالعاصمة نهاية الاسبوع الفارط على وقع جريمة فيها الكثير من الألم وخلّفت الدموع والحسرة فطرفاها شقيقان بالتبني... الأول مصاب بمرض نفسي عرف بسيرته الحسنة وطيبة قلبه والثاني طفل لم يتجاوز ربيعه الثالث... ورغم علاقة الأخوة بالتبني التي تربط بينهما فقد تعلق الصغير بالكبير وعرف عن الأخير «حنّيته» على شقيقه ومداعبته غير أن المرض حول فجأة هذا الحب إلى غيرة فكراهية وقطع حبال الوصال بين الطرفين فكان أن تسلح الشاب المسكين -في لحظات عاش فيها تأزما نفسيا جسّد له شقيقه الملاك... في هيئة عدو- بسكين فذبحه وتخلص منه إلى الأبد غير أنه كان أول الباكين وأول المتألمين وأول المتحسرين وأول المصابين بالذهول... فمثلما أشرنا إلى ذلك فالعلاقة بين الشقيقين لم تشبها أية شائبة... ولكن المرض (لعنه الله) حول الاول من شخص مستقيم... طيب القلب إلى قاتل... لطّخت يداه بدماء شقيقه.. هل تكون الغيرة؟ فمن خلال ما جمعناه من معلومات من مصادر مختلفة بعد رفض عائلة الضحية الحديث حول هذه الجريمة فإن المظنون فيه شاب في العشرين من عمره يدرس بالسنة الرابعة ثانوي ينحدر من عائلة محافظة... توفي والده وتركه رفقة والدته وشقيقته ويبدو أن الأم تبنت قبل أكثر من سنة رضيعا من احدى قريباتها ففرح به شقيقاه وملأ البيت فرحا وسعادة إلى أن أصيب الشقيق الأكبر بمرض نفسي قد يكون دفعه إلى الشعور بالغيرة من شقيقه بالتبني. وفي مساء يوم الواقعة كان الشقيقان داخل غرفة واحدة عندما جلب المشبوه فيه سكينا وذبح بها أخاه وظل بالقرب من جثته في حالة ذهول قبل أن يتم اكشتاف الجريمة. إيقاف الشقيق الأكبر وعلمنا أن أعوان فرقة الإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني تولوا البحث في القضية بموجب إنابة عدلية فأوقفوا الشقيق الأكبر الذي كان في حالة نفسية سيئة واقتادوه إلى المقر الامني للتحري معه. ومن المنتظر أن يعرض المشتبه به على الفحص الطبي لبيان مدى تحمله لمسؤوليته الجزائية في انتظار مواصلة التحقيقات. يذكر أن هذه الجريمة خلفت حسرة كبيرة وذهولا لدى أهالي منطقة المنزه الثامن وتأسفا على رحيل الطفل الذي دفن مساء أول أمس كما تمّ إيقاف شقيقه الذي يشهد له الجميع بدماثة أخلاقه. للتعليق على هذا الموضوع: