أقسام ومعدّات حديثة بمستشفى القصرين    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الشركات الأهلية : الإنطلاق في تكوين لجان جهوية    التشكيلة المنتظرة لكلاسيكو النجم الساحلي و النادي الإفريقي    وزير السياحة: عودة للسياحة البحرية وبرمجة 80 رحلة نحو تونس    انقطاع التيار الكهربائي بعدد من مناطق سيدي بوزيد والمنستير    كيف سيكون طقس اليوم ؟    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    يتضمن "تنازلات".. تفاصيل مقترح الإحتلال لوقف الحرب    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية للمنتجات الغذائية    الترجي الرياضي يفوز على الزمالك المصري. 30-25 ويتوج باللقب القاري للمرة الرابعة    بطولة مدريد للماسترز: أنس جابر تتأهل الى الدور ثمن النهائي    وزير الثقافة الإيطالي: "نريد بناء علاقات مثمرة مع تونس في مجال الثقافة والتراث    معرض تونس الدولي للكتاب : أمسية لتكريم ارواح شهداء غزة من الصحفيين    ''ربع سكان العالم'' يعانون من فقر الدم وتبعاته الخطيرة    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    تخص الحديقة الأثرية بروما وقصر الجم.. إمضاء اتفاقية توأمة بين وزارتي الثقافة التونسية و الايطالية    عمار يطّلع على أنشطة شركتين تونسيتين في الكاميرون    توزر.. مطالبة بحماية المدينة العتيقة وتنقيح مجلة حماية التراث    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الثقافة الإيطالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    اليوم..توقف وقتي لخدمات الوكالة الفنية للنقل البري عن بُعد    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    أخبار الملعب التونسي ..لا بديل عن الانتصار وتحذير للجمهور    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    وزير الفلاحة: "القطيع متاعنا تعب" [فيديو]    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    قفصة: ضبط الاستعدادات لحماية المحاصيل الزراعية من الحرائق خلال الصّيف    تونس : أنس جابر تتعرّف على منافستها في الدّور السادس عشر لبطولة مدريد للتنس    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    انطلاق أشغال بعثة اقتصادية تقودها كونكت في معرض "اكسبو نواكشوط للبناء والأشغال العامة"    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنستير: محضنة المؤسسات بقصر هلال تتوّج بجائزة امتياز
نشر في الشروق يوم 08 - 12 - 2009

خلال جلسة عمل اشرف عليها السيد خليفة الجبنياني والي المنستير وجمعته بمجلس تسيير محضنة المؤسسات بقصر هلال تم عرض تقرير لنشاط هذه المحضنة منذ احداثها في أوت 2004، وقد اتضح ان هذه المؤسسة نظمت 11 دورة تكوينية لفائدة 271 من الباعثين الشبان وأعدت 95 مخطط أعمال لمنتفعين آخرين مكن من إحداث 347 موطن شغل بالاضافة الى إيواء 31 مشروعا بقيمة استثمار جملية بلغت 536 ألف دينار وتأطير 32 مشروعا خارج المحضنة بكلفة قدرت ب 2.204م.د وفرت 269 موطن شغل. كما قامت المحضنة بتنظيم 27 يوم اربعاء لإحداث المؤسسات وشهدت هذه الايام عرض 54 مشروعا حظي 25 منها بالقبول وتم تمويلها باعتمادات وصلت الى حدود 1.855 م.د مكنت من إحداث 129 موطن شغل.
كما اتجهت اهتمامات المحضنة الى الجانب التكويني حيث اشرف عدد من الخبراء المحاسبين على 41 ندوة تكوينية لفائدة الباعثين الشبان.
تكريم
هذه الأنشطة المكثفة مكنت هذه المحضنة من الحصول على جائزة امتياز من قبل هيئة تقييمية تونسية أوروبية في إطار برنامج التأهيل الصناعي وتقييم هياكل المساندة خلال سنة 2007.
ماذا في برنامج 2010؟
محضنة المؤسسات بقصر هلال برمجت 35 نشاطا ستتمحور حول الارشاد لإحداث المؤسسات وورشات العمل والايام التحسيسية خارج المحطة.
بمدرسة المهندسين
السيد والي المنستير أعلن في خاتمة هذه الجلسة عن بعث محضنة للمؤسسات بالمدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير في انتظار تعميم هذه المحاضن على مختلف مؤسسات التعليم العالي مما سيمكن الطلبة والباعثين الجدد من تجسيم أفكار مشاريعهم حسب اختصاصاتهم.
المنجي المجريسي
بنزرت: نحو تطوير220 موقعا أثريا ساحليا في الجهة
(الشروق) مكتب بنزرت
احتضن المركب الثقافي دار سيدي جلول عشية الجمعة الفارط فعاليت الندوة التاريخية السنوية لجمعية صيانة المدينة ببنزرت في دورتها الثالثة والعشرين.
وقد تضمن برنامج هذه التظاهرة التي توزعت أشغالها بين يومي 4 و5 ديسمبر 2009 على أربع مداخلات قيمة اهتمت بجملة من المسائل، منها «مدرسة الخط العربي» و«الآثار تحت المائية بجهة بنزرت» إضافة الى إضاءات عن تجليات العنف الاستعماري ببنزرت من خلال كتاب «عرق البرنوس» للأستاذ لزهر الماجري فيما أثار النقاش مواضيع تعلقت بالمجهودات المبذولة في سبيل مزيد الكشف عن ثراء التراث تحت المائي ببنزرت وبعث نواد تعيد الاهتمام بدراسة الخط العربي ولا سيما في فضاءات التعليم..
«مدرسة الخط ببنزرت»...
في مستهل مداخلته التي كانت تحت عنوان: «مدرسة الخط العربي وعائلة الخماسي» أوضح الباحث رشيد الذوادي بأن مدرسة الخط ببنزرت اشتهرت بها عائلتان أو بالأحرى مدرستان ذاع صيتهما في هذا الشأن وهما أولا: «مدرسة عدول الاشهاد» حيث برز منها عديد الأسماء مثل «الطيب الصوابني» و«حمودة بوڤطفة» و«حسن قربيبان».
أما من أساتذة وطلبة المدرسة القرآنية فقد اشتهرت أسماء كل من المربي: «علي الخماسي» الذي ساهم وعائلة الخماسي من بعد في انتشار فن الخط العربي..وقد توارثت عائلة الخماسي الاهتمام بهذا الميدان..ومن أبناء «علي الخماسي» الذين برعوا في الخط «محمد صالح الخماسي» الذي بعث دار الفنون ومطبعتها.. وكان له شرف المساهمة في تخطيط أول جواز تونسي في عهد الاستقلال إضافة الى الشعار الحالي للجمهورية ليتحول في فترة وجيزة الى أول خطاط على الصعيد المغاربي ومن عمداء الخط في العالم العربي..
بحيرة بنزرت
المحاضرة الثانية ألقاها الأستاذ «توفيق الرديسي» وسلطت أضواء على ما يزخر به قاع البحر بولاية بنزرت من آثار تعود الى حضارات ضاربة في عمق التاريخ..
ومن المواقع التي أوردها المداخل «أوتيك» التي أكد أنها ماتزال قبلة المستكشفين إضافة الى جزر أخرى ك«جزيرة بيلاو» و«رأس الزبيب» والشاطئ الصخري بالكرنيش..وفي ما يتعلق ببحيرة بنزرت أكد أنها كانت تسمى «هنشير الشعرة» الذي يعود كموقع الى أصول بونية بتاريخ القرن الرابع وهي ما تزال في حاجة الى عمليات بحث لإخراج آثار تحت المائية تبدو واضحة للعيان..
مجهودات ولكن...
استفسارات كثيرة طرحها الحضور من المهتمين بالتراث والحضارة من بنزرت وضيوفها حول قلة الاهتمام بتعليم الخط العربي للناشئة وتقريبه كإبداع من الأذهان إضافة الى الاشكاليات التي ما تزال تواجه نشاط البحث عن الآثار تحت الماء بهذه الولاية.
وفي ردهما على مجمل هذه الأسئلة اعتبر الباحث: «توفيق الرديسي» أنه تم الى حدّ الآن اكتشاف قرابة 220 موقعا أثريا ساحليا بأعماق بحار وجزر هذه الجهة وأن البحث عليه لم يتجاوز إيجاد بقايا السفن البحرية أو ما شابهها الى آثار تؤشر لتلاقح الحضارات منذ قرون خلت، وأن أنشطة الغوص والبحث تعترضها إشكاليات تتعلق بخشية الغواص من التتبعات العدلية..
اتفاقيات تعاون
الأستاذ سالم الجريبي والي بنزرت أكد في كلمته أن إحداث ناد عليه أن يستجيب لشروط منها القرب من الفضاءات التربوية ولمَ لا إدراجه في إطار أنشطة نوادي العمل الثقافي بالمدارس والمعاهد، وأن اتفاقيات تعاون مع «نادي الاستغوار» المتواجد بالجهة قد يُساهم في حل تكلفة البحث التي تتطلب إمكانيات كبرى.. وانه تم رصد مبلغ 200 ألف ينار للعناية بالمدينة العتيقة ومجابهة مخاطر اندثار وزوال معالم هامة والتصدي لأخطار تهدّد حياة متساكني هذه المنطقة من بنزرت..
إيمان عبد الستار
جندوبة: «محمية الفائجة» ثروة بيئية تحتاج التعريف
(الشروق) مكتب الكاف
تعتبر محمية الفائجة الواقعة على بعد 17 كلم من معتمدية غار الدماء ولاية جندوبة واحدة من أهم وأبرز المحميات الوطنية بفضل ما تحويه من مخزون طبيعي ومكوّنات بيئية جعلتها قبلة للزوار وتسهم في نمو السياحة البيئية بالبلاد.
فهذه المحمية التي أحدثت سنة 1965 تحت اسم المحمية الوطنية بالفائجة لحماية الايل البربري من الانقراض أصبحت منذ الثمانينات تعرف باسم الحديقة الوطنية وتمتد على مساحة 2632 هكتارا متأصلة في أعماق الطبيعة حيث الجبال والمرتفعات والغطاء النباتي المتنوع حيث نجد 700 نوع من النباتات كانت كافية لاحتضان 70 نوعا من الطيور من مختلف الأشكال والألوان و18 نوعا من الزواحف و25 نوعا من الثدييات أهمها الأيل الأطلسي.
هذا النوع النادر من الثدييات يعدّ صديقا وفيا للزوار الذين يتوافدون للمحمية رغبة في اكتشاف مختلف مكوّناتها التي زادها رونقا المتحف الأثري الذي يصور بالصورة طريقة تعايش مختلف مكونات المحمية التي تكون مفتوحة لكل الزوار.
ورغم أن المحمية تتواجد على ارتفاعات تتراوح بين 550م الى 1150م وتحتوي على استراحة ومتحف بيئي ومسالك بيئية وتستحوذ على مناظر طبيعية رائعة فإنه مازال ينقصها التعريف حتى تكون أكثر حيوية وتشهد أكثر إقبالا للزوار من كل صوب وحدب ثم ان واجب حماية مختلف مكوناتها من حيوانات ونباتات يبقى مسؤولية الجميع حفاظا على هذه الثروة الهامة كما يمكن تجديد بعض مكوناتها من خلال مراجعة شبكة التسييج ولمَ لا توسيعها أكثر وكذلك صيانة المقرات خاصة الخشبية منها.
عبد الكريم السلطاني
بن عروس: اختناق حاد بسبب فوضى السوق
بن عروس الشروق:
«سوق ليبيا» بمدينة بن عروس سوق يومي تتوفر فيه عديد السلع والبضائع ذات الرواج السريع والاقبال المتزايد من المواطنين بحكم فارق السعر خاصة وتنوع الاختيارات وتماشيها مع القدرة الشرائية لأغلب الزوار.
وتشهد منطقة السوق اقبالا كبيرا في معظم الأوقات مما يصعب حركة المرور بما أن السوق منتصبة على حافة الطريق ومع توقف بعض السيارات على الجانب الآخر للمعبّد يصبح مرور السيارات صعبا جدا وخطرا على الحرفاء وأطفالهم المصاحبين لهم وخطرا على السلع المتكدسة في كل مكان.
هذه الوضعية تفرض التفكير في توسعة المكان المخصص للسوق أو غلق النهج ومنعه على كل أنواع السيارات أو البحث عن فضاء أرحب يتماشى مع تطور عدد العارضين وإقبال الحرفاء.
وهذه الحلول استقيناها من بعض رواد «سوق ليبيا» ببن عروس الذين يأملون في تطور السوق وحاجة السكان اليه خاصة في المناسبات الهامة كالأعياد والعودة المدرسية بما يضمنه من معروضات ذات أسعار مناسبة مقارنة بالمحلات التجارية.
محمد بن عبد ا&
في ندوة «القضاء في القيروان والمغرب الإسلامي»: دعوة الى الاجتهاد في استنباط الأحكام والاستفادة من التراث في سبيل الحداثة
القيروان الشروق:
استقراء النصوص التشريعية والاجتهاد في التراث القضائي الأصيل للقيروان وإعادة صياغة تراث روّاده بما يوائم النوازل والاستفادة من القديم لخدمة الحديث، تلك هي محاور الندوة الدولية «القضاء في القيروان والمغرب الإسلامي» التي احتضنتها القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية يوم السبت 5 ديسمبر ونظمها مركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل وحقوق الإنسان بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية.
وقد أشرف على افتتاح الندوة السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان بحضور عبد العزيز التويجري المدير العام للايسيسكو وسماحة مفتي الديار السورية الشيخ احمد بدر الدين حسون والشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية ووالي القيروان ياسين بربوش وعدد من القضاة والباحثين الجامعيين بمركز الدراسات القانونية والقضائية وبحضور عدد من المحامين الشبان وإطارات الجهة.
المشاركون في الندوة تطرقوا الى عديد المحاور الأساسية المتعلقة بنشأة وتشكل المدرسة القضائية القيروانية وعرض خصائصها ومميزاتها مع التأكيد على ضرورة استنباط الأحكام والدعوة الى الاجتهاد واقتباس ما يمكّن من الاستفادة من التراث القيرواني الأصيل تحقيقا لقضاء معاصر يواكب حداثة الواقع المتحول وحقوق الإنسان.
وقد أبرز السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان في كلمته الافتتاحية ثراء الرصيد الفقهي والقضائي للقيروان ودور رجالاتها من قضاة وعلماء وأدباء وشعراء في نشر العلوم والثقافة ما بوأها منزلة حضارية وتاريخية مرموقة جعلتها قبلة المغرب العربي والإسلامي ومركزا للبعثات العلمية.
كما أشار الوزير إلى تطور القضاء عبر التاريخ الإسلامي وتزعم الإمام سحنون حركة الإصلاح القضائي وتركيز أسسه وفق قواعد ومناهج قطع بها مع السائد وتوحيد القضاء في محكمة واحدة خارج الجامع الأعظم وقسّمه إلى دوائر مستقلة عن بعضها البعض.
من جهته أشار عبد العزيز التويجرى المدير العام للايسيسكو الى أن انعقاد هذه الندوة القضائية يفتح المجال أمام العلماء والدارسين والمختصين لاستخلاص الدروس التى تتلاءم مع متغيرات العصر من تاريخ القضاء بالقيروان ومن التجربة التاريخية المتمخضة عن الممارسة المتعاقبة للقضاء النزيه ومواصلة تحديث المنظومة القضائية المتطورة التي عرفتها تونس بفضل نبوغ العلماء واجتهاداتهم المتعاقبة مؤكدا ان مدينة القيروان عرفت ازدهارا قضائيا على المستويين النظري والتطبيقي.
الاجتهاد في استنباط الأحكام
سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية السورية وخلال مداخلته في سياق الجلسة العلمية الأولى شدت كلمته انتباه الحاضرين. وقد وصف القيروان بالعروس التي تزينها كنوزها وجمالها مؤكدا ان هذه المدينة الأصيلة مستعدة للحداثة والفكر دون ان تفقد جذورها وأصالتها.
سماحة المفتي ألقى بحزمة من الأسئلة الحائرة على عاتق الندوة متسائلا ان كان القضاء في الإسلام قوانين وأحكام فقط؟ وان كان الدين ينحصر في التشريع أم هو استنباط للأحكام لصالح الإنسان؟ وهل القضاء في الإسلام عبارة عن مواد وقوانين وأحكام تصدر قطعية او ظنية؟ وغيرها من الأسئلة التي مثلت محور الندوة قبل ان يؤكد ضرورة الاجتهاد واللجوء إلى مصلحة الإنسان في التشريع وفي الإحكام.
كما أوضح سماحة المفتي أن القضاء في الإسلام مدرسة محورها قداسة الإله وكرامة الإنسان والحب والرحمة والعدل مؤكدا ان المطلوب اليوم هو ان يجتهد القاضي قبل ان يصدر الأحكام مؤكدا الحاجة الى الاجتهاد على غرار الغرب الذين أخذوا فقه الإمام مالك وسحنون وابن الفرات فدرسوه بدقة وأعادوا صياغته. مؤكدا اننا ولو عدنا الى الإمام سحنون وأسد بن الفرات لوجدنا إنهم وضعوا تلك القواعد المعاصرة. «وقد وضعوها لزمانهم وما حاولنا ان نطورها لزماننا» ، حسب قول سماحة المفتي.
ارث... ورؤية معاصرة للقضاء
قامت المدرسة القيروانية للقضاء على العلم والتفقه وتبنت عديد الاجتهادات وأفرزت عديد المبادئ الرئيسية كاستقلال القضاء وحياد القاضي حتى انتشرت بالمغرب الأقصى والأندلس. وما يميّز مدرسة القيروان القضائية هو تعدّد تلاميذها في الغرب الإسلامي وبروز روادها (أبرزهم أسد بن الفرات والإمام سحنون الذي تقلد وظيفة القضاء وأسس المدرسة القيروانية للقضاء المستمدة من المذهب المالكي). وهذا ما أبرزته مختلف مداخلات الجلستين الأولى والثانية التي قدمها كل من الأستاذ محمد بوزغيبة والدكتور عزوز الشوالي ونور الدين الخادمي ومنير التليلي وانس العلاني. مبرزين خصائص المدرسة القيروانية ومميزاتها.
ولئن تهدف الندوة الى التعريف بالقضاء في القيروان قديما فانها تؤصل لنظرة استشرافية للقضاء في المستقبل أي رؤية معاصرة وفق تأكيد القاضي احمد عظوم المشرف على الندوة الذي اكد ان القضاء المعاصر يحتاج الى التطعيم بالقيم الأصيلة للقضاء القيرواني وتقريب مبادئ القضاء وخاصة من جيل الشبان من المحامين والقضاة. حيث بدا القضاء في القيروان كتابا مفتوحا لم يغلق ولم يختم لأنه خالد ومشبع بالقيم الأصيلة التي انتشرت وأثرت.
وهو ما أشارت اليه مداخلات الجلسات العلمية الثالثة والرابعة لكل من الدكتور الهادي روش والأستاذ نذير بن عمو وحمادي الرايس واحمد بن طالب والتقريرين التمهيدي (احمد عظوم والختامي (محمد كمال شرف الدين). التي أشارت الى الرؤية المعاصرة التي يمكن التعاطي من خلالها مع القضاء القيرواني استفادة وتمحيصا ومساءلة واستنباطا والاستفادة من منهج التطور في القضاء القيرواني في تعاطيه مع النوازل.
متابعة ناجح الزغدودي
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل التطوعي بسوسة: ندوة وطنية من أجل ترسيخ ثقافة التطوع
الشروق مكتب الساحل:
«قيمة التطوع في بناء المجتمع» هو موضوع الندوة الوطنية التي انتظمت مساء السبت 5 ديسمبر بأحد نزل مدينة سوسة من طرف الجمعية التونسية للعمل التطوعي المكتب الجهوي بسوسة بالتعاون مع جمعية التطوع في خدمة الحماية المدنية وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للعمل التطوعي.
وقد تطرق السيد محمد المكني المدير العام لديوان تنمية الجنوب في بداية مداخلته الى خصائص العمل التطوعي الذي يتميز بالارادة الحرة دون انتظار مقابل مع التحلي بروح المسؤولية والالتزام والتضامن على حدّ تعبيره وفي الجزء الثاني من مداخلته ركز السيد محمد علي أهمية العمل التطوعي بالنسبة للتنمية الشاملة.
أما السيد رضا طرشونة فعرّج في مداخلته على تاريخية العمل التطوعي في تونس حيث انتظمت أول حضيرة تطوعية بمدينة النفيضة تلتها سنة 1959 حضيرة أخرى بساقية سيدي يوسف شارك فيها سبعون شابا من 25 دولة وذلك لاعادة ترميم مدرسة ابتدائية هدّم أجزاء منها المستعمر الفرنسي والملفت للانتباه أن من بين المتطوعين شبان فرنسيون كانوا يؤمنون بقيم التطوع وابعاده النبيلة كما عبّر السيد رضا عن أهمية قيم التطوع وتأثيرها الايجابي على الشباب وفسّر أنماط العمل التطوعي التي حصرها في شكلين وهما: الفردي والمؤسسي.
أما السيد نجيب رزيق فأكد على قيمة ودور التطوع في المجال الصحي والذي يتجلى بوضوح في القافلات الصحية المتعددة والتي يتطوع فيها العديد من الاطارات الطبية وشبه الطبية.
وكانت مداخلة السيد الهادي الشلي استعراضا لمظاهر «العمل التشاركي» سواء من خلال مسارات التخطيط التشاركي أو التصرف البلدي من انجاز بعض المشاريع في الأحياء الشعبية المحلية واستراتيجيات تنمية المدن والبرامج الجهوية للبيئة.
ولئن تعددت زوايا التطرق الى موضوع قيم التطوع في بناء المجتمع فإن أغلب المداخلات ينقصها العمق الكافي لهذا الموضوع فما عدا المداخلة الثانية المتعلقة بالشباب والتطوع فإن البقية تميزت بنوع ما من السطحية وغابت فيها المعطيات الدقيقة والأمثلة الواقعية والتي يزخر بها مجال التطوع في تونس مثلما غاب المتطوع ذاته سواء كجمعية أو كفرد حيث كان من الممكن تقديم بعض الشهادات الحية والتي تزخر بها الجمعية التونسية للعمل التطوعي في حدّ ذاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.