ألم نقل لكم سابقا وفي هذا الركن بالذات أن «النهوض بكرة القدم النسائية» هو مجرّد شعار أجوف ترفعه الجامعة التونسية لكرة القدم في مناسبات معيّنة وتتغنى به في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وتردّده في وسائل الاعلام المكتوبة، ولكنها لا تطبّقه على أرض الواقع، فيبقى مجرّد شعار للبهرجة والزينة، حتى لا نقول للمغالطة والخداع (!!). وقد قدّمت لنا المقاييس الجديدة التي اصبحت معتمدة عند توزيع عائدات عقود النقل التلفزي شهادة اثبات اضافية، تقيم الدليل وزيادة على أن كرة القدم النسائية تحتل المرتبة الأخيرة في اهتمامات المكتب الجامعي بما أن حصة كل فريق يتعاطى كرة القدم النسائية هو ألف دينار (!!). نعم ألف دينار، ذاك هو المبلغ الذي جادت به الجامعة على أندية كرة القدم النسائية، ويا ليتها احتفظت به لنفسها أو اضافته الى صاحب المرتبة الاولى من أندية الرابطة الأولى ليرتفع منابه من 210 الى 211 ألف دينار (!!). فعندما قرر المكتب الجامعي التكرّم على أندية كرة القدم النسائية بألف دينار فاننا لا نعتبره قد ضحك على ذقون المشرفين على حظوظ هذه الأندية فحسب، وإنما ضحك علينا جميعا، لكوننا كنّا أشبه شيء بالسذج والبُلهاء حين انطلت علينا شعاراته الرنانة وصدّقنا أنه سينفّذ ما قطعه على نفسه من وعود وعهود بشأن كرة القدم النسائية، واذا بالحقيقة تنجلي عارية وتثبت لنا العكس، مادام نصيب كل فريق ينزل الى الحدّ الأدنى للمقاييس (!؟). وكلّنا يعلم أن مبلغ ألف دينار لا يكفي حتى لتسديد نفقات مقابلة واحدة، هذا دون أن نذكر ما تتطلّبه مصاريف التنقل من مبالغ تتجاوز في كثير من الأحيان الألف دينار! تلك هي إذن حال كرة القدم النسائية عندنا، وستبقى كذلك، طالما أننا لا نتعامل معها الا بالشعارات المزيّفة التي تتحطم على جدار الواقع (!!). أليس كذلك؟