تونس (وات) في اطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاحداث البنك المركزي التونسي وانطلاق العمل بالدينار التونسي وتركيز النواة الاولى من البنوك الوطنية تولى الرئيس زين العابدين بن علي ظهر أمس السبت تدشين مقر متحف العملة التونسية بشارع محمد الخامس بالعاصمة حيث كان رئيس الدولة محل حفاوة وترحاب من قبل اطارات واعوان البنك المركزي التونسي يتقدمهم محافظ البنك المركزي وكذلك المسؤولون عن المؤسسات البنكية. وطاف الرئيس زين العابدين بن علي بعد ان ازاح الستار عن اللوحة التذكارية مختلف ارجاء المتحف الذي يحتوي على 43 خزانة بلورية بها ابرز القطع النقدية النادرة من رصيد البنك المركزي التونسي الاجمالي الذي يقارب 5 الاف قطعة تؤرخ ل25 قرنا من تاريخ العملة في تونس من الفترة البونيقية الى الفترة الحالية وذلك الى جانب نماذج لعدد من الاوراق المالية. وتعرف رئيس الدولة على الخصوصيات التاريخية التي مرت بها النقود في تونس من خلال البيانات والصور والخرائط المتوفرة بالفضاء العصري الذي يستجيب للمواصفات العالمية للسلامة والامان ويكتسب مقومات التكنولوجيا المتطورة وعوامل الرفاهية حيث يوفر زيارات موجهة الكترونيا وخدمة المرافقة الصوتية للزيارات باللغات العربية والفرنسية والانقليزية. ويحتوي متحف العملة التونسية أيضا على كتاب في ثلاثة اجزاء يرصد الفترات المختلفة التي مرت بها النقود في تونس وذلك بغاية الاستدلال بتعريفها عبر العصور والحضارات ليستفيد منها الباحثون والزوار. وأبدى الرئيس زين العابدين بن علي اهتماما كبيرا بنفائس هذا المتحف الذي يعد مكسبا وطنيا هاما موصيا بالحفاظ على مكوناته ليظل شاهدا دائما على ثراء الموروث الثقافي والحضاري للبلاد التونسية. وخط سيادة الرئيس كلمة في السجل الذهبي لمتحف العملة للبنك المركزي التونسي في ما يلي نصها: «بسم الله الرحمان الرحيم نتولى اليوم على بركة الله تدشين متحف العملة للبنك المركزي التونسي الذي اردناه فضاء تاريخيا مميزا يجسم الموروث الحضاري لعملتنا على مدى ثلاثة الاف سنة ويعبر عما يحظى به النقد في العهد الجديد من عناية متواصلة باعتباره احد رموز السيادة الوطنية وعنصرا حاسما في سياسة بلادنا الاقتصادية. وتقوم الاصدارات النقدية المتنوعة التي يختزنها هذا المتحف شاهدا قويا على ما بذلته مختلف الكفاءات التونسية التي تداولت على هذه المؤسسة الوطنية العتيدة من جهود محمودة في سبيل دعم العملة التونسية وتطويرها على اسس ثابتة ومراحل متكاملة. ويطيب لي بهذه المناسبة ان اتوجه بالشكر الجزيل الى ادارة واطارات البنك المركزي منوها بهذا الانجاز القيم وداعيا الى المحافظة عليه واثراء محتواه ليبقى مرجعا تاريخيا اصيلا للاجيال القادمة يخلد تراثنا النقدي ويعزز مكاسب تونس وانجازاتها في جميع الميادين».