125 صحفيا خلف القضبان و29 دولة في قفص الاتهام ذكرت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك في تقرير لها هذا الأسبوع أن عدد صحفيي الانترنات الذين هم في السجون في جميع أنحاء العالم أصبح اليوم أكثر من الصحفيين الذين يعملون في أية وسيلة أخرى، بما يعد انعكاسا للتأثير المتزايد لصحافة الانترنات والآراء المنشورة إلكترونيا. ففي التقرير السنوي لإحصاء الصحافيين السجناء، وُجِد أن 45 في المائة من جميع العاملين في وسائط الإعلام الذين في السجون في جميع أنحاء العالم، هم من المدونين، والصحفيين على الانترنات، ومحرري المواقع الإلكترونية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يشكل فيها صحفيو الانترنات أكبر فئة مهنية في الإحصاء الذي تجريه لجنة حماية الصحفيين بخصوص الصحفيين في السجون. وجد الاستطلاع الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين في أن 125 من الصحفيين يقبعون وراء القضبان، بانخفاض قدره اثنين عن إحصاء عام 2007.. وقد بقيت الصين تحتفظ بالصدارة كأسوإ الدول التي تسجن الصحفيين، وهو المركز المخزي الذي استمرت تحتله لمدة 10 سنوات متتالية. وقد احتلت كل من كوبا، وبورما، وإريتريا، وأوزبكستان المراكز الخمسة الأولى في مجال سَجن الصحفيين من بين 29 دولة تسجن الصحفيين. وكل واحدة من هذه الدول الخمس الأسوأ قد دأبت على التصدر بين أسوإ الدول التي تسجن الصحفيين. و56 صحافيا خلف القضبان يوجد على الأقل 56 صحفيا على الانترنات يقبعون في السجون في جميع أنحاء العالم، وفقا لإحصاء لجنة حماية الصحفيين، وهو عدد يفوق عدد الصحفيين العاملين في الصحافة المطبوعة لأول مرة. وبات عدد الصحافيين على الانترنات السجناء يتزايد بصورة مطردة منذ سجلت لجنة حماية الصحفيين أول حالة سجن لكاتب على الانترنات في إحصاء عام 1997. ويمثل صحافيو الصحافة المطبوعة والمحررون والمصورون ثاني أكبر فئة مهنية، بعدد 53 حالة في عام 2008. ويشكل الصحفيون والمصورون بالتلفزيون والإذاعة بقية العدد. وقال جويل سايمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين "لقد غيرت الصحافة الإلكترونية من طبيعة المشهد الإعلامي ومن طريقة تواصلنا مع بعضنا البعض." وأضاف "بيد أن قوة وتأثير هذا الجيل الجديد من الصحفيين على الانترنات قد استحوذا على اهتمام الحكومات القمعية في مختلف أنحاء العالم، والتي صعدت من وتيرة هجومها المضاد". وفيما يوضح تطور المشهد الإعلامي، فإن الزيادة في حالات سجن الصحفيين الذين يعملون على الانترنات رافقها ارتفاع في معدلات سجن الصحفيين المستقلين. فخمسة وأربعون من الصحفيين السجناء الذين رصدهم إحصاء لجنة حماية الصحفيين هم صحفيون مستقلون يعملون لحسابهم الخاص؛ ومعظمهم يمارسون الصحافة على الانترنات. هؤلاء الصحفيون المستقلون لا يعملون بانتظام لحساب شركات إعلامية ما، وغالبا ما لا يملكون الموارد القانونية أو السياسية أو العلاقات التي قد تساعدهم في الحصول على حريتهم. وقد ارتفع عدد السجناء من الصحفيين المستقلين إلى أكثر من 40 في المائة في العامين الماضيين، وفقا لأبحاث لجنة حماية الصحفيين. مستقبل الصحافة الالكترونية وقال سايمون مدير لجنة حماية الصحفيين "صورة المدون الذي يعمل منفردا في منزله مرتديا «البيجاما» قد تكون جذابة، ولكن عندما يُقرع باب أحدهم يكون حينئذ وحيدا وضعيفا. يجب علينا جميعا الوقوف معا من أجل حقوقهم - سواء كنا شركات إنترنت أو صحفيين أو جماعات حرية الصحافة. مستقبل الصحافة سيكون إلكترونيا ونحن الآن في معركة مع أعداء حرية الصحافة الذين يستخدمون السجن لتعريف حدود الخطاب العام". الادعاءات بالعداء للدولة سواء بالتخريب، وإفشاء أسرار الدولة، والعمل ضد المصالح الوطنية هي الاتهامات الأكثر شيوعا التي تستخدم لسجن الصحفيين في جميع أنحاء العالم، وقد جدت لجنة حماية الصحفيين. نحو 59 في المائة من الصحافيين في الإحصاء تم سَجنهم بناء على مثل هذه التهم، وكثير منهم وضع في السجن من جانب الحكومات الصينية والكوبية. كذلك يوجد نحو 13 في المائة من الصحافيين بالسجون لم يواجهوا أية تهمة رسمية على الإطلاق. وهو تكتيك تستخدمه بلدان متنوعة مثل إريتريا، إسرائيل، وإيران، والولاياتالمتحدة، وأوزبكستان، حيث يجري احتجاز الصحفيين في اعتقالات غير محددة المدة دون التقيد بالإجراءات القانونية. كما يوجد ما لا يقل عن 16 صحفيا في جميع أنحاء العالم محتجزين في أماكن سرية. ومن بين هؤلاء الصحفي الغامبي "الزعيم" إبريما مانه، والذي ما يزال مكان وجوده، ووضعه القانوني، وحالته الصحية أمرا سريا منذ اعتقاله في جويلية 2006. ومن مجلس الشيوخ الامريكى إلى محكمة حقوق الإنسان بغرب أفريقيا، فإن عددا من المراقبين الدوليين دعوا السلطات إلى إطلاق سراح مانه، الذي سجن على خلفية محاولة لنشر تقرير انتقادي بحق رئيس غامبيا يحيى جامع. ليس ثمة مكان آخر تظهر فيه صدارة صحفيي الانترنات بالسجون أكثر وضوحا مما هو الوضع في الصين، إذ أن 24 من بين 28 صحفيا سجينا يكتبون على الانترنات. وتشمل قائمة سجناء الرأي في الصين هيو جيا، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان ومدون، ويقضي حاليا عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة بسبب كتاباته على الانترنات ومقابلات أجراها في وسائل الإعلام انتقد فيها الحزب الشيوعي. وأدين من ثم ب"التحريض على تقويض سلطة الدولة". ويوجد ما لا يقل عن 22 من الصحفيين بالسجن في الصين على خلفية هذه التهمة وغيرها من التهم الغامضة المتعلقة بمعاداة الدولة. * كوبا، هي ثاني أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين، وقد أطلقت سراح اثنين من الصحفيين السجناء خلال السنة بعد مفاوضات مع أسبانيا. وكانت مدريد قد استأنفت بعض برامج التعاون مع كوبا في فيفري، وسعت إلى الإفراج عن الكتاب والمعارضين السجناء في محادثات مع هافانا. ولكن كوبا واصلت احتجاز 21 كاتبا ومحررا في السجون حتى 1 ديسمبر، وكلهم - عدا واحدا - كانوا قد اعتقلوا ضمن حملة ضخمة شنها فيدل كاسترو في عام 2003 على الصحافة المستقلة. وفي نوفمبر، كرمت لجنة حماية الصحفيين هيكتور ماسيدا غوتييريس بمنحه الجائزة الدولية لحرية الصحافة، ويعد غوتييريس البالغ من العمر الخامسة والستين أقدم سجين في كوبا. * بورما، هي ثالث أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين، حيث تحتجز 14 صحفيا. ومن بين هؤلاء خمسة من الصحفيين اعتقلوا بينما كانوا يحاولون نشر الأخبار والصور من المناطق التي دمرها الإعصار "نرجس". وكان المدون والفنان الكوميدي مونغ ثورا، الذي يستخدم اسما مهنيا هو "زارجانار"، قد حكم عليه بالسجن بما مجموعه 59 عاما في محاكمة مغلقة في نوفمبر. واتهمت السلطات ثورا مونغ بنشر لقطات فيديو بصورة غير قانونية لجهود الإغاثة فى المناطق التى تضررت بشدة، وبالتواصل مع المعارضين في المنفى، وإشاعة الذعر من خلال تصريحاته لوسائل الاعلام الاجنبية. * إريتريا، هي رابع أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين برصيد 13 صحفيا في السجن،. وقد رفضت السلطات الإريترية الكشف عن مكان وجود أي من الصحفيين السجناء ووضعهم القانوني، أو حالتهم صحة. وكانت تقارير غير مؤكدة على الانترنات أشارت إلى أن ثلاثة من الصحفيين السجناء ربما يكونوا قد ماتوا في الحبس، ولكن الحكومة رفضت حتى الإفصاح عما إذا كان المعتقلون أحياء أم أموات. * أوزبكستان، هي خامس أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين، إذ يوجد في سجونها ستة صحفيين رهن الاحتجاز. وبين أولئك المحتجزين دزامشيد كريموف، ابن شقيق رئيس البلاد. وكان كريموف يعمل مراسلا لمواقع إخبارية مستقلة على الانترنات، وقد تم احتجازه قسرا في مستشفى للأمراض العقلية منذ عام 2006. * وفي نحو 11 في المائة من الحالات، استخدمت الحكومات مجموعة متنوعة من التهم لا علاقة لها بممارسة الصحافة انتقاما من الكتاب والمحررين والمصورين الصحفيين ذوي الآراء الانتقادية. تباينت هذه التهم ما بين انتهاك النظام، إلى حيازة المخدرات. وفي الحالات الواردة في هذا الإحصاء، وترى لجنة حماية الصحفيين أن التهم على الأرجح تم توجيهها إلى الصحفيين انتقاما منهم بسبب عملهم الصحفي. * انتهاك قواعد الرقابة، هي ثاني أكثر التهم شيوعا، وتنطبق على نحو 10 في المائة من الحالات. وفي نحو 7 في المائة من الحالات كانت التهم الموجهة للصحفيين هي التشهير الجنائي، بينما تم توجيه تهمة الإهانة العرقية أو الدينية إلى نحو 4 في المائة من الحالات. كما تم إلقاء اثنين من الصحفيين في السجن لتقديم ما اعتبرته تنظر السلطات أنباء "كاذبة". (يمكن أن ينطبق أكثر من نوع واحد من التهم في حالات بعينها). * يشكل صحفيو الصحافة المطبوعة والإلكترونية الجزء الأكبر من الإحصاء. بينما يمثل صحفيو التلفزيون ثاني أكبر فئة مهنية، بنسبة 6 في المائة من الحالات. وصحفيون إذاعيون بنسبة 4 في المائة، وصانعي الأفلام الوثائقية بنسبة 3 في المائة. * تعكس حصيلة عام 2008 - للمرة الثانية على التوالي - انخفاضا في العدد الإجمالي للصحفيين السجناء. ومع ذلك، فإن الرقم في 2008 يأتي متفقا بصورة تقريبية مع نتائج الإحصاء في كل عام منذ عام 2000. وتبين بحوث لجنة حماية الصحفيين أن معدلات سجن الصحفيين ارتفعت بشكل كبير منذ عام 2001، بعدما تم فرض قوانين الأمن القومي في أعقاب هجمات 9/11 الإرهابية على الولاياتالمتحدة. وبينما وقفت أعداد الصحفيين السجناء عند 81 صحفيا في عام 2000 فمنذ ذلك الحين بلغ متوسط عدد الصحفيين السجناء 128 صحفيا في المسح السنوي للجنة حماية الصحفيين. * الولاياتالمتحدة، التي تحتجز مصور ابراهيم جسام دون تهمة في العراق، دخلت هي الأخرى ضمن قائمة لجنة حماية الصحفيين للبلدان التي تسجن الصحفيين للسنة الخامسة على التوالي. وخلال هذه الفترة، سجنت السلطات العسكرية الأمريكية العشرات من الصحافيين في العراق - بعضهم لبضعة أيام، والبعض الآخر لعدة أشهر - دون تهمة ودون إجراءات قانونية سليمة. ولم يتم إثبات أية تهم على الإطلاق في هذه الحالات. وتعتقد المنظمة أن الصحفيين لا يجوز أن يتم سجنهم بسبب ممارستهم لعملهم الصحفي. وقد أرسلت لجنة حماية الصحفيين رسائل إلى كل بلد من البلاد التي تسجن صحفيين تعرب فيها عن قلقها الشديد.