إيقاف المتهم وعائلة الضحية تقول أن المستشفى مسؤول كذلك عن الوفاة تونس- الأسبوعي- القسم القضائي: شيّع أهالي منطقة الزهروني خلال الأسبوع الفارط جثمان الشيخ طاهر المرزوقي (63 سنة) إلى مثواه الأخير في أجواء حزينة. وكان الضحية قد فارق الحياة بأحد مستشفيات العاصمة بعد نحو أسبوع من تعرّضه لاعتداء بسوق الزهروني. وللحصول على المزيد من المعطيات تحوّلت «الأسبوعي» إلى منزل عائلة الهالك حيث تحدثت إلينا ابنته هادية بكل حرقة عن الجريمة التي تعرّض لها والدها وأدت إلى فاته. خلافات عديدة تقول هادية بنبرات حزينة: «لقد عمل والدي طوال 40 سنة في السوق إذ كان يبيع العطورات التقليدية والبخور ولكن بعد تراجع مردودية نشاطه قام بتغييره منذ نحو عامين وأصبح يبيع البقول (الحمص المنفّخ واللوبيا والفول) ولكن هذا التغيير لم يعجب أحد أجواره الذي هو في نفس الوقت له نصبة محاذية لنصبة الوالد فتعدّدت الخلافات بينهما خاصة وأن والدي كان يروّج بضاعته بأسعار منخفضة مقارنة بأسعار زميله». تنازلات «هذا الوضع تواصل على امتداد عامين تقريبا» -تتابع هادية- «فوالدي رفض الرفع في الأسعار وجاره رفض خفضها فظلّ الخلاف قائما بينهما وبلغ صداه إلى أروقة المحكمة ولكن حين استدعيا من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس سحب كل واحد منهما شكايته والتزما بعدم الاعتداء على بعضهما وهو ما حصل فعلا في البداية إذ ظلّ كل واحد منهما يعمل «على روحو» غير أنه من حين لآخر كانت تنشب بينهما بعض المناوشات بسبب استفزاز هذا الطرف للآخر بطرق مختلفة رغم علاقة الجيرة والصداقة التي تربطهما». خلاف وطعنات وعن الجريمة قالت هادية: «في صباح ذلك اليوم تحوّل والدي كعادته إلى سوق الزهروني وكذلك فعل جارنا غير أن خلافا حادا نشب بينهما سرعان ما تطوّر إلى تبادل الشتائم والعنف ولئن نجح بعض التجار في فضّ النزاع فإن المظنون فيه عاد لاحقا لمهاجمة والدي حيث أصابه بسكين في الأذن والرأس ثم لاذ بالفرار... كانت دماء والدي تسيل ولطّخت الأرضية وملابسه ورغم ذلك فإنه توجه بنفسه إلى المقر الأمني لتسجيل قضية وبوصوله هناك سارع الأعوان باستدعاء الإسعاف فنقل والدي إلى مستشفى الرابطة حيث قام الإطار الطبي برتق الجروح دون إجراء أية فحوصات عليه أو كشوفات ثم سنحوا له بالمغادرة في نفس اليوم». تدهور الحالة الصحية ووفاة وذكرت محدثتنا أن والدها عاد إلى البيت وبدت حالته الصحية مطمئنة نسبيا و«لكن بعد ثلاثة أيام تدهورت حالته وانتفخ وجهه وصار عاجزا حتى عن فتح فمه»- تقول هادية قبل أن تواصل سرد اللحظات الأخيرة ل«عشرة» والدها معهم: «أمام هذا التدهور الحاد في حالته الصحية قمنا بنقله إلى مستشفى الرابطة حيث أجروا له هذه المرة الفحوصات اللازمة والتي كشفت إصابته بجلطة في المخ وأيضا بتسمّم غير غذائي ناجم عن طعنة السكين التي تسببت في تسرّب «الصدإ» إلى جسم والدي وتم نقله إلى مستشفى آخر بمونفلوري ولكن الأطباء أعلمونا بخطورة حالته قبل أن يبلغونا بوفاته لاحقا... لقد كان وقع الصدمة شديدا فهو عائلنا الوحيد...». وختمت هادية بالقول: «مستشفى الرابطة شريك في وفاة والدي لأن إطاره الطبي غضّ النظر عن إجراء الكشوفات الحينية اللازمة والتي بسبب عدم إجرائها تدهورت الحالة الصحية لأبي». إيقاف المظنون فيه يذكر أن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بالسيجومي تعهّدوا بالبحث في ملابسات القضية وقد ألقوا القبض على المظنون فيه وسجلوا اعترافاته وأقواله قبل أن يحيلوه على قلم التحقيق. صابر المكشر سعيد المشرقي للتعليق على هذا الموضوع: