تمّ رسميا تكليف زعيم حزب «الليكود» اليميني بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة في حين قرّرت زعيمة حزب «كاديما» تسيبي ليفني الإنضمام إلى المعارضة بدل الدخول في حكومة إئتلافية مثلما هو الشأن لحزب «العمل» بقيادة باراك. وجاء هذا التكليف بعد أن حظي زعيم «الليكود» بدعم كل أحزاب اليمين واليمين المتطرّف ممّا مكّنه من الحصول على أغلبية برلمانية في الكنيست تؤهله لتشكيل الحكومة. ويعرف زعيم «الليكود» كأحد أقطاب اليمين حيث يعارض بشدّة الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة مقابل السّلام وهو من القيادات الإسرائيلية التي رفضت الانسحاب من قطاع غزّة ومن أقطاب دعاة تكثيف البؤر الاستيطانية الأمر الذي مهّد لتحالف مع الأحزاب القومية والدينية التي تلتقي جميعا في معارضتها لعملية السّلام مع الفلسطينيين والدول العربية المجاورة وإجماعها على سياسة التصعيد العسكري ضدّ فصائل المقاومة وقناعتها باعتماد التصفية الجسدية والاغتيالات ضدّ الرموز الفلسطينية إلى جانب سياسة التهجير القسري للفلسطينيين والولاء المطلق «لإسرائيل الكبرى». وهذه الصورة للحكومة الإسرائيلية المنتظر تشكيلها في غضون الأسابيع القليلة القادمة ستطرح أكثر من سؤال حول علاقتها بدول الجوار ومع الإدارة الأمريكيةالجديدة ومعظم دول العالم.. وحول مصداقية هذه الحكومة في علاقتها بالمفاوضات الجارية حاليا في مصر بشأن التهدئة وفتح المعابر وإعادة إعمار قطاع غزّة... وبالمسار التفاوضي في المنطقة بشكل عام... إنّ رفض كل من حزب «كاديما» وحزب «العمل» المحسوبين على تيار الوسط التحالف مع الليكود لتشكيل حكومة إئتلافية موسّعة يخفي حسابات عديدة لزعيمي الحزبين حيث تراهن تسيبي ليفني وإيهود باراك على إضعاف نتنياهو وحلفائه بوجود تحالف يميني ضيّق يمكن أن يفشل جميع المبادرات الإقليمية والدولية الداعية إلى استئناف مسار التفاوض كما قد يدفع إلى اختلاف قد يصل مرحلة التصادم مع الإدارة الأمريكية بزعامة باراك أوباما والتي بعثت أكثر من إشارة للمنطقة في مسعى سياسي وديبلوماسي مبكّر لتحريك هذه المفاوضات... الأمر الذي قد يعجّل بسقوط هذه الحكومة التي لم تتشكّل بعد. بيد أن ما يهمّ الطرف العربي بالخصوص في ظلّ هذا الواقع الجديد هو كيفية التواصل مع هذا التحالف اليميني المتشدّد وماذا يمكن أن ينتظر منه من مبادرات بعد أن راهن العرب لفترة على حزبي «كاديما» و«العمل» اللذين «توّجا» مرحلة حكمهما بحرب إبادة ومجازر في غزّة.