سوق المروج: فوضى وسرقات حدثني صديق قال: «كثيرا ما أذهب إلى السوق الأسبوعية بالمروج لاشتري ما يلزمنا من خضر وغلال ارخص بكثير مما يوجد في «صيدليات الخضرة» عندنا.. لكني لاحظت في احيان كثيرة مظاهر مؤسفة من الفوضى حيث ينتصب البعض داخل السوق والبعض الاخر خارجه ويرفض جماعة الداخل دفع الأداء لانهم يطالبون بان يدفع جماعة الخارج مثلهم.. اما عن السرقات فحدث ولا حرج، فبالاضافة إلى ما أسمعه دائما عنها فقد كدت أكون ضحية لها في الأسبوع الماضي، كنت بصدد شراء بعض الخضر عندما احسست بيد تتلمس جيبي ولولا الصدفة التي جعلتني اتفطن لنال السارق مبتغاه.. أن حالتي هذه ليست جديدة أو فريدة لذلك نريد حلا عاجلا».. المعروف أن البلديات تقوم بتسويغ هذه الأسواق الأسبوعية عن طريق بتة عمومية وبعد البتة تستقيل البلديات من مهامها وتترك المتسوغ يعاني من تلدد الباعة في تسديد ما عليهم وتترك المواطن عرضة لمشاكل اخرى كالفوضى والسرقات، واذا كانت البلديات مستقيلة فالمطلوب حماية الناس على الأقل بتوفير دوريات أمنية لاشك أن وجودها سيمنع السرقات على الأقل.. أشغال سلحفاتية! منذ مدة انطلقت اشغال لتغيير المحطات على طول الخط الجنوبي للمترو الرابط بين بن عروس وتونس البحرية.. اشغال التجديد هذه لا يمكن أن تتجاوز «في قالب بعضها» شهرا من الزمن.. واقول هذا عن دراية وليس لمجرد الكلام فقط.. لكنها أخذت اشهرا عديدة ولم تنته.. ولا أحد يعرف بالضبط متى ستنتهي.. فبالله عليكم اريحونا وقولوا لنا متى ستنتهي؟! «الماء زاد»؟ حرية الأسعار قاعدة اقتصادية باتت منذ سنوات تحكم السوق لكن حسب علمي فإن المقاهي مصنفة وأسعار المشروبات فيها محددة حسب كل صنف.. لن احكي هنا عن مقاهي «الغلاء والكواء» لكن عن مقهى شعبي بجهة «لافايات».. فبين عشية وضحاها نامت قوارير الماء البلورية على سعر 600 مليم وأصبحت على سعر 800 مليم ونامت اخواتها البلاستيكية على سعر 800 مليم وأصبحت بدينار.. هكذا «لا طاح ولا دزوه» زيادة ب200 مليم دفعة واحدة!! اما إذا سألت لماذا فإنك لن تظفر بأي جواب مقنع ولا حتى غير مقنع..! يقال لك فقط «الماء زاد» أين زاد وكيف ومتى؟! الحكاية وما فيها كذبة تخيلها صاحب المقهى فصدقها ثم طبقها. زيادة غريبة بادرت شركة النقل الحضري بتونس في تطبيق تعريفة جديدة على كافة خطوطها بداية في 15 جويلية الجاري الزيادة ليست مثلما تفعله شركة نقل تونس عشرة مليمات أو عشرين مليما لكن 60 مليما «ضربة وحدة»، هذا المبلغ قد يكون بسيطا بالنسبة لحريف عابر لا فرق عنده أن يدفع 1010 مليمات أو 1070 مليما لكنه ليس كذلك عند حرفاء الشركة الأوفياء الذين لا يرون أي مبرر لهذه الزيادة المشطة جدا، فبعملية حسابية بسيطة سنجد أن كل حريف سيكون مجبرا على اعطاء الشركة ثلاثة دنانير اضافية كل شهر على حساب نفقاته الخاصة أو نفقات العائلة (60x2 = 120x25 يوما = 3 دنانير) صحيح أن سعر المحروقات ارتفع لكن هذا وحده لا يبرر الزيادة المذكورة، ولو كانت مثلما قلت، في حدود 10 أو عشرين مليما لقلنا انها معقولة، وللتذكير فقط اقول أن الشركة المذكورة زادت في تعريفاتها اكثر من مرة بين سنتي2006 و.2007 «أوروبا» في أحيائنا الشعبية؟ في مثل هذه الفترة من كل عام يعود مواطنونا في الخارج من غربتهم ليشموا رائحة البلاد ويستمتعوا ببحرها وشمسها وسهراتها.. هذا مفهوم ومعقول وهو من حقهم المطلق الذي لا يجادلهم فيه احد، لكن أبناء مواطنينا في الخارج، وخاصة من نسميهم الجيل الثالث، تعودوا على نمط حياة لا يتماشى مع نمط الأحياء عندنا حتى تلك الغارقة في الشعبية.. سهر كل ليلة في الشارع تحت فوانيس الكهرباء.. ضجيج.. هرج مرج.. كلام يخرج عن نطاق الاداب والاخلاق غالبا واذا كلمت احدهم بلغة بلاده قد لا يفهمك ابدا وربما يعتبرك قادما من كوكب آخر.. المشكلة ليست في هؤلاء بل في ابائهم وامهاتهم ولعل اغرب ما سمعته ذات مرة من احد مواطنينا في الخارج اشتكى له الاجوار من تصرفات ابنه فقال لهم: «آش نعملو؟! هو ما يعيشوا هكة في اوروبا»!! فهل حقا يا سيدي يعيشون الفوضى في اوروبا؟! «يا ذنوبي».