تونس الصباح تعتبر تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» وبلا منازع الحدث الثقافي الأبرز الذي ستعيش على وقعه بلادنا على امتداد كامل سنة 2009 الجارية.. فهذه التظاهرة النوعية التي ستجعل من مدينة القيروان قبلة للعديد من الضيوف والعلماء والمثقفين والاعلاميين من كافة انحاء العالم الاسلامي وغير الاسلامي فضلا عن انها تمثل مناسبة لمزيد اطلاع العالم على الموقع المحوري الذي احتلته تاريخيا هذه المدينة العربية الاسلامية العريقة على خارطة كبريات الحواضر والمدن في تاريخ الحضارة الاسلامية فانها (التظاهرة) تمثل فرصة للاستثمار الاعلامي التلفزيوني الذكي في مجالي الترويج للثقافة الدينية المستنيرة والمؤصّلة من جهة وكذلك للاعلام السياحي من جهة اخرى . هنا تونس.. هنا القيروان ولأنه من يقول القيروان فانه يقول افريقية.. ومن يقول افريقية فانه يقول بالضرورة تونس فان الاعلام الوطني عامة وبالتحديد التلفزيوني منه خاصة (ماد دمنا في زمن الفضائيات) مدعو الى ان يكون حاضرا بقوة وبذكاء مهني لا فقط في عملية التغطية المكثفة والمستمرة لمختلف فعاليات وأنشطة هذه التظاهرة وانما ايضا في عملية حسن استغلال الفرصة لتقديم المخزون التراثي العلمي والثقافي والمعماري والابداعي بالصوت والصورة لمدينة القيروان بوصفها مدينة تونسية عربية اسلامية عريقة.. وحتى لا نكون كمن يتحامل على المجهود البين والواضح الذي تبذله الفضائية «تونس 7» منذ انطلاق تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009) وهي التي قدمت مساء الآحد الماضي تغطية اخبارية موسعة وضافية لوقائع الحفل الرسمي الذي اعطى من خلاله الوزير الاول نيابة عن رئيس الدولة اشارة الانطلاق لهذه التظاهرة.. فضلا عن انها ستكون في الموعد لتنقل مباشرة العرض الفني الفرجوي «القيروان الخالدة» (في سهرة امس الثلاثاء) وربما غيره من العروض الفنية والفرجوية المبرمجة لاحقا في اطار احتفالية «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» فانه يبقى من الضروري تسجيل بعض الملاحظات على طبيعة اداء فريقها التلفزيوني المكلف بالتغطية الاخبارية اليومية لهذه التظاهرة الهامة على الفضائية «تونس 7». الأجواء.. ثم الشهادات اولى الملاحظات تتعلق بان هذا الفريق الصحفي يبدو وكأنه قد جعل اولويته المطلقة في اداء عمله اليومي هو «اللهث» وراء تحصيل شهادات الاشادة بالتظاهرة من طرف بعض ضيوف التظاهرة.. ودون التقليل من القيمة المهنية لعملية التقاء بعض الضيوف «الرموز» لاية تظاهرة ومحاورتهم و«انتزاع» تصريحات منهم فان الافيد يبقى دائما متمثلا في الاحاطة باجواء التظاهرة ومحاولة نقلها للمشاهد ووضعه من خلال ذلك في عمقها وفي عمق مضمونها وتوجهاتها.. لذلك وددنا لو ان الفريق الصحفي المكلف بالتغطية اليومية لتظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» انجز يوميا بعض الريبورتاجات الحية التي تعكس اجواء التظاهرة وطبيعة مضامينها وسيّر نشاطها اليومي.. ذلك ان اكثر ما يهم المشاهد داخل الوطن وخارجه هو التظاهرة في ذاتها وطبيعة مضامينها.. هل من مزيد.. واذ لا بد من تسجيل اهمية ودلالة حرص الفضائية «تونس 7» على جعل شعار تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» مثبتا باستمرار في اعلى الشاشة مثله مثل شعار الفضائية «تونس 7» ذاته فاننا ندعوها الى تكثيف تغطيتها اليومية للحدث حتى خارج الحصة اليومية الاخبارية المخصصة فالتظاهرة هي من الاهمية والقيمة والثراء ما يجعها اهلا لان نفسح لفعالياتها وانشطتها المختلفة اكثر من حيز زمني بل وأكثر من منبر.. لذلك نحن نقترح هنا أن تتولى الفضائية «تونس 21» من جهتها الاستفراد بعملية النقل المباشر مثلا لوقائع الندوات العلمية التي ستنعقد في اطار هذه التظاهرة مثل ندوة «القيروان ودورها في الحركة الوطنية» على سبيل الذكر لا الحصر التي ستنعقد بتاريخ 16 و17 مارس الجاري.. ان مجموع العروض والمهرجانات والندوات العلمية المبرمجة في اطار تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» الماراطونية والهامة هي التي ستحكي بالمعلومة والصورة مكانة مدينة القيروان وقيمة مساهماتها التاريخية في اثراء الحضارة والثقافة العربية والاسلامية لذلك وجب التركيز في التغطيات التلفزية على هذا الجانب.. اما ما سواه فيأتي ثانيا.