يصدر قريبا في العاصمة اللبنانية بيروت كتاب جديد للأديبة والكاتبة حياة الرايس وهو عبارة عن مختارات قصصية مشفوعة بأوراق من السيرة الذاتية، وهذا الإصدار يحمل عنوان «أنا وفرنسوا.. وجسدي المبعثر على العتبة» وبذلك تكون حياة الرايس قد دخلت تجربة كتابة السيرة الذاتية بعد ان لامست فضاءات القصة والشعر والبحث الفلسفي وكذلك النص المسرحي، وها هي ترمي بأوراقها الذاتية الى القارىء العربي انطلاقا من بيروت احدى أكبر العواصم الثقافية للكتاب والنشر. وللتذكير فإن هذه الأديبة قد حبرت منذ فترة عنوانا مثيرا وهو «جسد المرأة من سلطة الانس الى سلطة الجن» وقد أثار ضجة كبيرة ومايزال يثير ردود الأفعال لجرأة الخطاب النسوي الذي اعتمده ولطرحه لمواضيع كانت تعتبر دائما من المحرمات. ولو عدنا الى «أنا وفرنسوا.. وجسدي المبعثر على العتبة» فإننا نلاحظ من خلال تصفحه أنه يثير اشكالية العلاقة بين الشرق والغرب وبين المرأة والرجل، ويفتح جسرا للحوار الثقافي بين حضارتين مختلفتين وهما في نفس الوقت بين التقارب والتباعد وهذه من المفارقات التي يطرحها الأثر. يضمّ الكتاب سبع قصص قصيرة مشفوعة بأوراق من السيرة الذاتية تحكي تجربة حياة الرايس الأدبية والحياتية كما تروي تفاصيل يومها بأسلوب مثير وحميمي يجعل القارىء يعيش معها تفاصيل حياتها وتجربتها الأدبية انطلاقا من بغداد أين درست وبدأت مشوارها الإعلامي والأدبي وصولا الى تونس مرورا بعدة محطّات أدبية في كثير من العواصم العربية والأوروبية مما يدل على ثراء تجربة الكاتبة. حياة الرايس في رحلة بحث دائم دائب عن الجديد لذلك فقد أسرت الينا أنها تستعد للخوض في أدب الرحلات وهو من المواضيع الأثيرة لديها. وفي النهاية نشير الى أن «أنا وفرنسو..» سيكون حاضرا في الدورة القادمة لمعرض الكتاب الدولي بتونس وستخصص له أمسية للتوقيع والاحتفاء وهذا ما دأب عليه معرض الكتاب سنويا. نبيل الباسطي