تونس - الأسبوعي: بحلول الساعة الواحدة من زوال هذا اليوم تصبح جميع النقابات المهنية للصحة قد أمضت على اتفاقيات قطاعية مع «الكنام».. وبذلك يسدل الستار نهائيا على جدل الأشهر الأخيرة بخصوص إمضاء نقابة أطباء الاختصاص لهذا الاتفاق. والحقيقة أن حرص مختلف الأطراف على إتمام عملية الإمضاء هذه مع أطباء الاختصاص رغم بلوغ نسبة تعاقد الكنام مع الأطباء مستويات قياسية ورغبة بعض الأطباء منهم في العودة الى النقابة الأم فضلا عن الخلاف الحاد الذي يعصف منذ مدّة بين تيارين متصارعين صلب نقابة أطباء الاختصاص.. قلت يستمد هذا الحرص أهميته من طبيعة الدور الموكول لهذا الهيكل المهني بحكم مهامه وأهدافه في التحسيس والتأطير.. ولإتاحة الفرصة للشركاء الجدد من داخل نقابة الاختصاص للقيام بدورهم في الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة للمضمون الاجتماعي والمساهمة في تطويرها وتحسينها. تحسينات الاتفاقية التي سيتم إمضاؤها اليوم تختلف عن مثيلتها التي أمضاها الدكتور رابح الشايبي في وقت سابق نيابة عن النقابة التونسية لأطباء الممارسة الحرّة.. وأوّل نقاط الاختلاف تتمثل في إدراج الترفيع في الأتعاب التي تم الشروع في تطبيقها فعلا بموجب اتفاق 13 جوان 2008 صلب نص الاتفاقية الجديدة.. أي 30 دينارا للطبيب المختص و35 دينارا للطبيب النفسي و5 دنانير للتدخل الجراحي (K).. أما الأمر الثاني فيتعلق بأتعاب الطبيب في العمليات الجراحية التي كانت جزافية في السابق وأصبحت بموجب الاتفاقية الحالية تتراوح حسب سلم التدخلات العلاجية (K) وقائمة الخدمات الطبية.. أما النقطة الموالية فتهم الخلاص المباشر لأتعاب الطبيب خلال العمليات العلاجية الاستشفائية وفق إطار جديد سيعتمد على توجيه النسبة التي يسددها المضمون الاجتماعي بعد خصم تكفل الكنام الى الطبيب مباشرة بعنوان أتعاب.. أما النقطة الأخيرة فتتعلق بإدراج اتفاق مبدئي لتوسيع قائمة العمليات الجراحية المشمولة بالتكفل في القطاع الخاص وهو توجه هام سيعود بالفائدة على الأطباء في اتجاه تطوير نشاطهم وعلى المضمون الاجتماعي لتمكينه من فرص أكبر للولوج للقطاع الطبي الخاص وذلك في انتظار تأكيد ذلك رسميا باصدار الأوامر الوزارية الخاصة بذلك. اتفاق لتحقيق الجودة يرى الكثير من المتابعين أن التعاقد مع نقابة أطباء الاختصاص ممثلة في شخص الدكتور علي جبيرة سيؤمن التواصل الذي كان مفقودا وسيقضي بالضرورة على بعض الممارسات التي سجلت مؤخرا.. وهو الذي ما انفك يعلن أن أحد أهم أهدافه ينحصر في إحكام التنسيق والتعاون بين جميع المتدخلين لتقديم أفضل خدمة علاجية منشودة بأقل تكلفة ممكنة في إطار عام يراعي مطالب الأطباء من جهة ومصلحة المضمون الاجتماعي والتوازنات المالية للصندوق من جهة ثانية.. والأكيد أن فتح قنوات التواصل والاتصال بين الطرفين من خلال إقامة شراكة حقيقية، فاعلة وواعية.. سيرتقي بهذه العلاقة الى مستوى يسمح لها بالتأكيد بتقديم الإضافة لفائدة مختلف مكونات هذه المنظومة بدءا بالمضمون الاجتماعي اولا ورئيسيا، مرورا بالأطباء ووصولا الى الصندوق في مسعى ما فتىء يتأكد يوما بعد يوم ويهدف الى إنجاح هذا المكسب الوطني الذي يعتبره الكثيرون الخيار الوطني الثاني من حيث الترتيب والأهمية بعد خيار تعميم وإجبارية التعليم.. وهو ما يجعل من اتفاق اليوم، اتفاقا يبحث عن الجودة أكثر منه اتفاق لتسريع وتيرة التعاقد. حضور لافت من المتوقع ان يحضر حفل التوقيع اليوم العديد من الوجوه المعروفة والتي تتحمل المسؤولية في الهياكل المهنية والنقابية في القطاع الصحي ومن هؤلاء الدكتور محمد رابح الشايبي في بادرة لتنقية الأجواء بين النقابتين إضافة لبعض الوجوه الأخرى التي ستحضر لأول مرة منذ إحداث الكنام حفل التوقيع على اتفاقية قطاعية وهو ما يعتبر دعما ومساندة لتوجهات علي جبيرة الأكثر عقلانية من وجهة نظر العديد من الأطراف.. كما يتوقع أن يبادر المزيد من أطباء الاختصاص بالتعاقد مباشرة إثر إمضاء الإتفاقية القطاعية. أمل معقود والآن وبعد اقتراب إمضاء جميع النقابات المهنية لإتفاقيات قطاعية مع الكنام يحدونا أمل كبير في أن يسود المنظومة وكل المتدخلين فيها مناخ إيجابي يقوم على حسن النية وتطوير الخدمات، واحترام ما أتفق عليه خلافا لما كنا نقف عليه سابقا بما يقودنا فعلا الى اندماج فعلي بين الجميع خدمة للمجهود الصحي الوطني من خلال الانخراط الفعلي في منظومة التأمين على المرض وليس مجرّد التعاقد الشكلي وهو ما سيتيح أفضل الظروف والأجواء لإجراء المراجعة والتقييم الشامل لكل الاتفاقيات الموقعة مع جميع مسديي الخدمات ومعالجة مختلف الملفات العالقة وعلى رأسها إشكالية الأداء التي يحملها بعض الأطباء حاليا للمضمون الإجتماعي. خير الدين العماري للتعليق على هذا الموضوع: