سترازبورغ - الصباح: قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه يشترك مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في مواقفه المعلنة من الوضع في افغانستان وقال ساركوزي في اللقاء الصحفي الذي جمعه صباح امس بنظيره الامريكي في ساحة قصر روهان التاريخي بسترازبورغ الذي يعود الى القرن الثامن عشر وذلك قبل ساعات على افتتاح قمة الحلف الاطلسي الرابعة والعشرين "نحن نقف على خط واحد من المواقف الامريكية " مضيفا ان فرنسا التي تعود الى القيادة العسكرية الموحدة للحلف تؤيد تاييدا كاملا الاستراتيجية الامريكيةالجديدة في افغانستان موضحا في ذات الوقت تحت انظار ضيفه الامريكي القادم من لندن في اعقاب مؤتمر مجموعة العشرين بان فرنسا لا تعتزم ارسال المزيد من القوات الى افغانستان. وقد حضراللقاء الصحفي الذي خضع لاجراءات امنية مشددة الى جانب عدد من الاعلاميين كل من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي جلست الى جانب نظيرها الفرنسي برنار كوشنير وغيرهم من اعضاء الوفدين الفرنسي والامريكي استعدادا للتحول الى بادن بادن للقاء المستشارة الالمانية. في المقابل شدد الرئيس الامريكي خلال اللقاء على اهمية الحلف الاطلسي ووصفه بانه التحالف الاكثر نجاعة في العصر الحديث وقال اوباما "ان امريكا تريد حلفاء اقوياء معها وانه يتعين على اوروبا ان تتسلح بافضل القدرات الدفاعية الممكنة" واعتبر اوباما في تصريحاته بانه يتعين على التحالف ان يتعامل مع روسيا وذلك برغم كل الاختلافات القائمة في هذا الشان وقال "علينا ان نعمل مع روسيا "و في رده على سؤال حول غوانتانامو قال الرئيس الامريكي "غوانتانامو لا تجعل امريكا اكثر امنا "، ويعد اللقاء بين الرئيسين الفرنسي والامريكي امس الاول منذ انتخاب اوباما وهو ياتي غداة لقاء لندن الذي جمع مجموعة العشرين لبحث الازمة الاقتصادية العالمية وما تخللها من شد وجذب بين كل من فرنسا والمانيا من جانب وبين الولاياتالمتحدة بشان الحلول المطلوبة لمواجهة الازمة ...و حسب ما تم تسريبه من معلومات فان لقاء ساركوزي اوباما يشمل البحث في مسائل تتعلق بعودة فرنسا الى الناتو وبافغانستان وايران وروسيا. اللقاء لم يخل من الهوامش حيث لم يتردد اوباما لدى توجهه مع مضيفه الفرنسي الى قصر روهان صحبة السيدتين الاولتين كارلا بروني ساركوزي وميشال اوباما من التوقف لحظات لمصافحة اعداد المارة الذين توقفوا على الطريق لتحيتهم وكانت بعض الصحف الفرنسية الصادرة امس عمدت الى المقارنة بين شعبية سيدة امريكا الاولى وبين نظيرتها الفرنسية في مختلف الاوساط الشعبية والاعلامية مع التشديد على اناقة سيدة امريكا الاولى ...و كانت كارلا ساركوزي وميشال اوباما انسحبتا امس من اللقاء للقيام بجولات خاصة... من جانب اخر لم يخل الحديث عن اخبار المتظاهرين الذين لاحقوا كبار قادة العالم من لندن الى سترازبورغ احتجاجا على وجود الحلف الاطلسي الذي يعتبرونه الة لاستنزاف الاموال والطاقات تجمعوا بالآلاف احتجاجا على قمة الحلف الاطلسي ومن المنتظر ان يتجمع اليوم بين اربعين وستين الف متظاهر من مختلف انحاء اوروبا في قمة موازية لقمة الحلف الاطلسي... ماذا في قمة سترازبورغ؟ عودة فرنسا الى القيادة العسكرية الموحدة للحلف الاطلسي والحرب على الارهاب من افغانستان الى باكستان وانتخاب الامين العام الجديد للحلف والحوار الاطلسي الروسي تلك هي ابرز الملفات المطروحة امام زعماء قادة الحلف الاطلسي المجتمعين على ضفتي نهر الراين بين مدينة بادن بادن الالمانية وسترازبورغ الفرنسية فيما يواجه الحلف في الذكرى الستين لتأسيسه ازمة داخلية لا تخلو من الحساسية قد تدعو الى تاجيل مسالة انتخاب الامين العام الجديد ذلك ان ترشح رئيس الحكومة الدانماركي اندرستون راسموسان اثار حفيظة تركيا الدولة المسلمة الوحيدة العضو في الحلف الاطلسي منذ 1952 وذلك بسبب مواقفه خلال ازمة الرسوم الكاريكاتورية ورفضه الاعتذارللمسلمين في اعقاب تلك الازمة وما اثارته من غضب واشمئزاز في مختلف الدول العربية والاسلامية وكان المرشح الدانماركي رفض استقبال السفراء العرب في الدانمار انذاك وقد رفض رئيس الوزراء التركي اردوغان في لندن خلال قمة العشرين صراحة ترشح نظيره الدانماركي بشدة واعتبران هذا التعيين سيكون مصدرا لاستفزاز المشاعر واقرب منه الى صب الزيت على الوقود لا سيما امام المهمة المعقدة التي تنتظر الحلف في افغانستان. ومن شان الموقف التركي ان يكون له وقعه لا سيما وان اختيار الامين العام الجديد للحلف الاطلسي يتم بالاجماع علما وان مهمة الامين العام الحالي جيف دي هوبر الهولاندي تنتهي في نهاية شهر جويلية القادم وفي حال تمسك تركيا بموقفها وهو المرجح فان الامر لن يقع حسمه خلال القمة الراهنة. رسميا اذن افتتحت اشغال القمة الرابعة والعشرين للحلف الاطلسي في وقت متاخر مساء امس حول مادبة غداء جمعت زعماء الاطلنطي الثماني والعشرين الذين ياملون في طي صفحة بوش ورايس والبحث عن تفعيل الاستراتيجية الجديدة للحلف بعد اعلان الرئيس باراك اوباما عن استراتيجية ادارته في تحويل اهداف المعركة لكسب قلوب وعقول الافغان عبرالبناء والاعمار ومقاومة الفساد السياسي والحكومي وتاهيل القوات الافغانية لتكون مؤهلة لاستلام المهمة في اعادة هذا البلد الى المسار الطبيعي والقضاء على الفقر المدقع المستشري بين السواد الاعظم لثلاثين مليون نسمة من الشعب الافغاني في بلد تعد المخدرات مصدره الاساسي للحياة وحيث تسجل تقارير الاممالمتحدة اعلى نسبة وفيات بين صفوف المواليد الجدد حيث يموت طفل على الاقل بين كل اربع ولادات فيه فيما تسجل هجمات القاعدة ارتفاعا خطيرا في نسق العمليات العسكرية المستهدفة لقوات الحلف ولمعابر قوافله عبرالحدود مع باكستان. وبذلك يجد الحلف نفسه في الذكرى الستين لتاسيسه في مواجهة سلسلة من التحديات الامنية للقرن الواحد والعشرين من الحرب على الارهاب الى القرصنة ومخاطر الهجمات السيبرية وغيرها من الملفات المتوارثة التي جعلت الاطلسي في موقع لا يحسد عليه امام تعقد المشهد الافغاني المستعصي عن الحل وعجز الالة العسكرية المتطورة للحلف الاطلسي في مواجهة المشهد الافغاني والتنظيمات المسلحة فيه. وفي انتظار ما ستكشفه اشغال اليوم الثاني والاخير لقمة الحلف الاطلسي بعد ظهر اليوم يكون الحلف الاطلسي قد اتسع ليضم في صفوفة ثمان وعشرون عضوا بتوقيع انضمام كرواتيا والبانيا رسميا اليه بما يعني انضمان اثني عشرة عضو جديد للحلف خلال العقد الاخير فيما تبقى مسالة انضمام اوكرانيا وجورجيا امرا صعب المنال امام الفيتوالفرنسي الالماني الذي اعتبر ان استئناف العلاقات الطبيعية مع موسكو امر لا يمكن التنازل عنه واختار عدم اثارة غضب روسيا خاصة بعد ازمة جورجيا الصيف الماضي والابقاء على الابواب موصدة امامهما. الخوف عنوان القمة والحواجز تعيق الصحافيين الوصول الى المركز الاعلامي بمنطقة كوهان لم يكن بالامر الميسر في ظل توقف مختلف وسائل النقل واغلاق مختلف الطرقات العامة مما اجبر الصحافيين على قطع مسافات طويلة عبرالطرقات الصغيرة الخالية الا من بعض المارة اوالسكان المحليين على متن الدراجات والحاملين بدروهم لبطاقات شخصية للعبور والمرور عبر عشرات الحواجزالامنية قبل التمكن من البطاقة الصحفية التي من شانها ان تسهل عملية المرور من موقع الى اخر وبدونها لا مجال لذلك وكان مجرد حمل البطاقة الرمز لحضور اشغال القمة كافيا لاستهداف الصحافيين واسهدافهم من طرف بعض المارة الغاضبين ...و عموما يبقى الخوف والانشغال سيد الموقف والخوف من خروج المتظاهرين عن نطاق السيطرة امر يثير مخاوف السلطات الامنية التي لم تتخلف عن استعراض قواتها في الردع واللجوء الى ايقاف العشرات مساء الامس ممن كانوا يحاولون خرق الحواجز الامنية والوصول الى مقر القمة حيث يلتقي زعماء العالم المنعزلين بدورهم خلف ترسانة رهيبة من التحصينات العسكرية المثيرة.