كشف الرئيس الفرنسي الجديد عن اسم رئيس حكومته ووزير خارجيته والمسؤولين الاول في فريقه الحكومي.. وإن لم يفاجا تعيين السيد فرانسوا فيون على راس الحكومة فان من بين اولى مفاجآت ساركوزي اختيار شخصية بارزة من اليسار الاشتراكي هي السيد كوشنار وزيرا للخارجية.. بعد أن ترددت عدة اسماء بينها وزير الخارجية الاشتراكي سابقا هوبير فيدرين والسيد بيار للوش الشخصية التي دعمت ساركوزي طوال مسيرته الانتخابية.. مع فريق من رموز اللوبي اليهودي في فرنسا، لقد فاجأ ساركوزي كثيرا من المراقبين في فرنسا وخارجها منذ الاعلان عن النتائج التي اوصلته الى الايليزي إذ تخلى عن الخطاب الانتخابي وعن اسلوبه الاستفزازي القديم.. وقدم خطاب تجميع معتدل.. مع تمسك ببعض ثوابت السياسة الخارجية الفرنسية.. ومنها الاستقلالية النسبية .. والرهان على الابعاد الافريقية والاوروبية المتوسطية لديبلوماسية باريس.. وجاء اختيار كوشنار على راس الخارجية وهو الذي عرف بتوجهاته المساندة «للتدخل الدولي الانساني» ليفتح جسورا جديدة للتقارب السياسي بين واشنطن وباريس ..بل قد يكون السبب الرئيسي وراء اختياركوشنار فتح خطوط حوار افضل مع الادارة الامريكية التي توترت علاقاتها بباريس خلال الحرب على العراق.. وكان كوشنار من بين الساسة الفرنسيين القلائل الذين لم يعارضوا الحرب على العراق.. وانتقدوا علنا سياسة الرئيس شيراك الخارجية.. كما كان كوشنار ساند من قبل التدخل الاطلسي في يوغسلافيا السابقة وكوسوفو...الخ بما يعني أن السيد ساركوزي قد يدفع سياسة فرنسا الخارجية في اتجاه مغاير للاتجاه الديغولي.. الذي كان شيراك من بين آخر رموزه.. ان العواصم العربية والاسلامية عامة والمغاربية خاصة مدعوة الى الخروج من موقع المتفرج والمبادرة بتفعيل علاقاتها مع فرنسا ساركوزي.. المرشح أن يلعب دورا اقليميا أكبر.. خاصة بعد رحيل طوني بلير المقرر للشهر القادم..