فرص جديدة للتعاون التجاري والمالي بين دول جنوب المتوسط وشماله يختتم اليوم في مدينة برشلونة الاسبانية مؤتمر اقليمي أورومتوسطي يشارك فيه مسؤولون عن القطاعات الاقتصادية من تونس وجل الدول الاورو متوسطية تتويجا ل7 أعوام كاملة من الاجتماعات في مستوى الخبراء الماليين والاقتصاديين والقانونيين في الدول الاعضاء في مسار برشلونة الاورمتوسطي.. أي الاتحاد الأوروبي و10 دول عربية زائد تركيا واسرائيل.. الاجتماعات تواصلت أمس في ورشات شارك فيها من تونس وفد رفيع يضم 7 مسؤولين من الوزارة الاولى ووزارات المالية والتجارة والصناعة والثقافة والديوانة.. بهدف وضع اللمسات النهائية للتقرير النهائي للشراكة الصناعية والتجارية بين الدول الاورو متوسطية.. وقد كشف منظمو المؤتمر أمس في لقاء صحفي أن أكثرمن 2000 خبير ومسوؤل اقتصادي ومالي وقانوني ومئات البرلمانيين شاركوا طوال سنة 2002 في صياغة هذا التقرير الشامل عن مجالات الشراكة الاقتصادية الاورمتوسطية تجسيما للقرارات الصادرة عن القمم الأوروبية وعن اجتماعات الشراكة الاورومتوسطية الجماعية والثنائية. ويوفر التقرير النهائي للشراكة الصناعية والتجارية بين الاتحاد الأوروبي والدول المتوسطية فرصا جديدة لترفيع قيمة التعاون الاقتصادي وبناء المنطقة الحرة التجارية الشاملة التي تتعثر لاسباب عديدة.. ويعتقد الجميع ان تجسيمها عام 2010 بات مستحيلا.. رغم الخطوات التي قطعتها بعض الدول في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وعلى راسها تونس التي بدات منذ جانفي 2008 العمل بمقتضيات المنطقة الحرة التجارية والتحرير الشامل لعلاقاتها التجارية والقمرقية مع الاتحاد الأوروبي.. ورغم مصادقة برلمانات بعض الدول العربية من بينها المغرب ومصر والاردن على مبدإ اقامة المنطقة الحرة مع أوروبا.. ويبرر المتشائمون موقفهم بتعثر المفاوضات بين عدد من دول جنوب المتوسط مع الاتحاد الأوروبي والمفوضية في بروكسيل.. وبصعوبة تحقيق أحلام مشروع فرنسا الاورومتوسطي بعد العدوان على غزة وانتخاب ناتنياهو وليبرمان واليمين المتطرف الاسرائيلي.. فضلا عن كون بعض الدول العربية النفطية مثل الجزائر وليبيا لم تبد نفس الحماس للمشروع الاورو متوسطي.. بينما برزت اختلافات اوروبية متوسطية مهمة من بينها اصرار المفوضية الأوروبية على التفاوض باسم كل المجموعة الأوروبية مع دول الجنوب كلا على حده.. بينما تطالب بعض دول الجنوب باستبدال المفاوضات الثنائية بمحادثات جماعية شمال جنوب.. ويوافق بعض مسؤولي الشمال على هذا المقترح لكنهم يعترضون عليه بحجة " خطورة الخلافات الثنائية بين بعض دول الجنوب ".. ورغم تعثر الجوانب السياسية في المسار الأوروبي المتوسطي يعتقد منظمو المؤتمر الأوروبيون وعدد من رؤساء الوفود العربية أن المضي في تطبيق الابعاد الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن يساعد في بناء منطقة اورو متوسطية اقتصادية تحكمها لغة المصالح.. في انتظار تسوية الصراع العربي الاسرائيلي وانجاح جهود بناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس العربية المحتلة . وتغيب الوفد السوري عن هذه الاجتماعات رغم مشاركتها طوال الاعوام الماضية.. ضمن خيار سياسي سوري يعارض أي تعامل مع وفود تمثل القيادة الاسرائيلية المتطرفة الحالية بزعامة ناتنياهو وليبرمان في انتظار تطور تفاعلها مع الضغوطات السياسية العالمية والامريكية المسلطة عليها بعد انتخابات الاسابيع الماضية.