انطلقت الابحاث في قضية الحال تبعا لورود مكالمة هاتفية على اعوان فرقة الشرطة العدلية بسليمان مفادها العثور على جثة الهالك وهو كهل متقدم في السن مفارقا للحياة بمنطقة الظهاري ويحمل اثار اعتداء بالعنف على كامل جسده فتم التنقل على عين المكان حيث تم نقل جثة الهالك لعرضها على الطب الشرعي وتم فتح بحث تحقيقي كان منطلقا لقضية الحال. وقد ثبت من خلال التحريات التي تم اجراؤها ان الهالك كان بصدد بناء منزل بمنطقة الظهاري التابعة لمعتمدية سليمان وقد كلف مجموعة من عمال الحضائر للقيام بعملية البناء وكان يتولى زيارتهم يوميا لتفقد الاشغال وتوفير مستلزمات عملية البناء باعتباره كان يقطن بولاية بن عروس وعند قدومه الى المنزل كان يبيت الهالك باحدى الغرف التي تم بناؤها ليغادر من الغد كما كان هناك بعض العمال اصيلي ولاية القيروان يقيمون بغرفة اخرى باعتبار انه ليس لديهم مقر اقامة. شدا وثاقه وقتلاه وبتاريخ الحادثة قدم الهالك كعادته الى الظهاري وكان بحوزته مبلغ مالي هام جلبه معه لخلاص العمال ولاقتناء مستلزماتهم من المعدات وكان معظم العاملين بالحضيرة على علم بقدوم الهالك وبتحوزه على المال فخامرت عاملين منهما فكرة سرقة اموال الهالك باعتبارهما كان يبيتان بالمنزل الذي كان بصدد البناء ويعلمان بأن الهالك سيقضي ليلته ويبيت هناك فنفذا ماعزما عليه واثناء الليل باغتا الهالك واقتحما غرفته وهناك توليا شد وثاقه الا انه لم يستسلم وشرع في مقاومتهما محاولا ابعادهما حينها تولى العاملان الاعتداء على الهالك وتعنيفه وضربه بواسطة الحجارة الى ان فارق الحياة متأثرا بمضاعفات الاصابة في حين استولى المتهمان على الاموال التي كانت بحوزته وفرا من المكان ثم استقلا سيارة اجرة وعادا الى مسقط رأسيهما بولاية القيروان الا انه اثناء فرارهما سقطت بطاقة هوية احدهما مما مكن من الاستدلال عليهما. وقد وجه اليهما قاضي التحقيق تهمة القتل العمد المتبوع بجريمة اخرى وهي السرقة ومازال ملف القضية امام دائرة الاتهام بنابل لتوجيه التهم النهائية التي سيحاكم على اساسها المتهمان امام الدائرة الجنائية بقرمبالية.