تونس الصباح: «يوم الربيع الاول للتحسيس بالتبرع بالاعضاء» تظاهرة مميزة تقام اليوم بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة بالشرقية وتنظمها الجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالاعضاء تحت اشراف الدكتور محمد قديش الرئيس الشرفي للجمعية ويتولى خلالها الدكتور جون ميشال دوبرنار الاخصائي في زراعة الاعضاء تقديم مداخلة تتمحور حول تاريخ زراعة الاعضاء والانسجة الماضي الحاضر والمستقبل. ولمزيد التفاصيل حول هذه التظاهرة اتصلنا بالدكتور مصطفى فرجاني رئيس الجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالاعضاء الذي افادنا ان «هذه التظاهرة التحسيسية ليست موسمية او مرتبطة بحدث ما او تاريخ معين انما هي حركة وعي ومسؤولية يجب على المواطن ان يفهم حدودها واهميتها باعتبارها حركة نبيلة ومجانية تنبع من الاحساس بالمعاناة المتواصلة التي تصاحب المرضى خلال فترة اصابتهم ولحظات انتظارهم لمن يتبرع. ونحن ضمن جمعيتنا نعمل بكل جهد على زرع هذه الثقافة من خلال البرامج التحسيسية التي نطلقها بالتعاون مع كل مكونات المجتمع المدني وبالتالي فان عملنا متواصل على مدار السنة ولا يقتصر على مجرد تظاهرة او يوم من السنة». المنظمة العالمية للصحة تنوه بالتجربة التونسية في زرع الاعضاء تعتبر التجربة التونسية في مجال زرع الاعضاء والانسجة من اهم التجارب التي تحتذى في العالم وفقا لما صرحت به المنظمة العالمية للصحة فضمانا لحسن سير عمليات اخذ وزرع الاعضاء وتفاديا لكل التعقيدات فان القانون التونسي حرص على ان تكون هذه العمليات في المستشفيات العمومية المؤهلة للقيام بذلك بعد مصادقة المجلس العلمي للمركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء بمقتضى قرار صادر عن وزير الصحة العمومية ويمنع منعا باتا ان تجرى عمليات اخذ وزرع الاعضاء خارج الاقسام الستة المرخص لها من قبل الوزارة. لقد بلغ عدد عمليات الزرع التي تمت خلال 2008 124 حالة مقابل 80 حالة سنة 2007 وتمت هذه العمليات بنجاح خلال اخذ الاعضاء من حالات الموت الدماغي وهي نتائج يجب ان تتحسن وتتقدم نحو الافضل باعتبار ان سنة 2008 سجلت 100 حالة موت دماغي لم نتمكن من الانتفاع الا ب14 حالة وهي نسبة ضعيفة جدا منحت الحياة ل28 مريضا وهنا يأتي الدور التحسيسي للمواطن وتضافر جهود كل مكونات المجتمع المدني لبث الوعي في المجتمع واعطاء صورة اكثر وضوحا وشفافية لحركة التبرع بالاعضاء والانسجة باعتبارها عملا نبيلا. يوم الربيع الاول للتحسيس بزرع الاعضاء والانسجة يأتي يوم الربيع الاول للتحسيس بالتبرع بالاعضاء مواصلة لنهج انطلقنا فيه من خلال اليوم الوطني للتحسيس بالتبرع بالاعضاء الذي ينعقد في اواخر شهر اكتوبر من كل سنة وينظم في كافة ولايات الجمهورية تتويجا للعمل التحسيسي المتواصل والذي يدعمه النسيج الجمعياتي وكل المعنيين بزرع الاعضاء لمزيد تحسيس المواطن بضرورة اعتماد كلمة متبرع على بطاقة التعريف الوطنية والتخفيض من نسبة اعتراض العائلة على حركة التبرع. وتؤكد الاحصائيات ان نية العائلات المعترضة على اخذ الاعضاء من احد افرادها عند الوفاة قد انخفضت الى 75% سنة 2008 مقابل 90% سنة 1998 وقد تم منذ سنة 1986 الى غاية 2007 القيام باكثر من 700 عملية زرع كلية و16 عملية زرع قلب و27 عملية زرع كبد ويفوق عدد الذين هم في حاجة مؤكدة الى عملية زرع كلى اكثر من 3 آلاف مريض وعدد الذين ينتظرون عملية زرع قلب او كبد 200 حالة. وامام كل هذه الحالات تقول الاحصائيات ان عدد حاملي بطاقات تعريف منصوص عليها كلمة متبرع يتجاوز 8900. التبرع بالاعضاء والانسجة حركة نبيلة ووعي بالحاجة والمسؤولية لدى المواطن وتطوير نشاط الزرع يراعي في تونس مقومات المجتمع والاخلاقيات الطبية ويقترن بارساء هيكلة تتسم بالتكامل والشمولية وتحقيق هذه الاهداف رهين تكثيف الجهود التحسيسية الموجهة لمختلف الشرائح وتعبئة كل الطاقات من اجل تحقيق نتائج افضل.