نظمت الجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالاعضاء يوم السبت بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة بالعاصمة تظاهرة “يوم الربيع الاول للتحسيس بالتبرع بالاعضاء “. ويتمثل الهدف فى مزيد ترسيخ ثقافة التبرع لدى الناشئة والتونسيين بوجه عام والتبصير بالمزايا الانسانية النبيلة للتبرع والتعريف بمختلف جوانبه القانونية والاخلاقية والدينية. وفى كلمة القاها بالمناسبة ابرز الدكتور محمد قديش الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية الرئيس الشرفي للجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالاعضاء العناية التى يحظى بها هذا الموضوع من لدن رئيس الدولة اعتبارا لقيمته الاخلاقية الرفيعة ومن منطلق حرصه على توفير الاطار الامثل تشريعيا وموءسساتيا لتعزيز الجهود الوطنية فى هذا المجال. وذكر ان التبرع قيمة حضارية وجب تعبئة كل الامكانيات المتاحة لترسيخها قولا وفعلا والارتقاء بها الى مرتبة الهدف الوطني وتشريك مختلف مكونات المجتمع المدني لتثبيت هذه الفعل التطوعي السامي لدى كل التونسيين. وبين ان النقلة النوعية فى القطاع الصحي تتيح القيام بمختلف انواع زرع الاعضاء التى تخضع الى شروط مضبوطة تضمن شفافيتها وتحدد الموءسسات الاستشفائية المخصصة لذلك مشيرا الى النجاحات الهامة التى يتعين المحافظة عليها وتدعيمها فى هذا المجال. كما تعرض الى ما يروج من اشاعات لا اساس لها من الصحة حول عمليات نقل وزرع لاعضاء بشرية بطرق غير قانونية داعيا الجميع الى التصدى لهذه الاشاعات التى لا تتناسب والجهود الوطنية النبيلة الرامية لاشاعة ثقافة وهب الاعضاء فى تونس. من جانبها لاحظت الدكتورة ميلان بن حميدة الطبيب المنسق للمركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء السكرتيرة العامة للجمعية ان التبرع بالاعضاء فى تونس رغم الخطوات الهامة المحققة يحتاج الى كثير من الجهد والمثابرة لمزيد تجذيره والنهوض به. يذكر ان عدد مرضى القصور الكلوى الخاضعين لعلاج تصفية الدم فى تونس وينتظرون فرصة تبرع هو فى حدود 7200 حالة وان كلفة علاجات تصفية الدم تناهز 100 مليون دينار سنويا. وتشير حصيلة عمليات زرع الاعضاء فى تونس انه تم حتى الان اجراء 93 عملية لنقل وزرع القلب و85 عملية خاصة بالكلية و98 بالكبدة و48 عملية للقرنية و98 للنخاع الشوكي. وذكرت مسوءولة الجمعية ان احد اهم الاشكاليات التى تواجه جهود التحسيس بالتبرع هو رفض المتبرعين او عائلاتهم عند الوفاة فكرة وهب الاعضاء. وافادت ان نسبة الاعتراض هي فى حدود 70 فى المائة. وسجلت هذه التظاهرة التحسيسية التى حضرها اطباء واخصائيون ومتبرعون وناشطون فى الحقل الجمعياتي ورجال دين واعلاميون مشاركة الدكتور “جون ميشال دوبرنار” الذى اقترن اسمه بعديد النجاحات العالمية فى ميدان زرع الاعضاء وساعد اطباء ومختصين من تونس على القيام بعدة عمليات مماثلة. وقد تناول فى مداخلة بعنوان “ماضي وحاضر ومستقبل زرع الاعضاء” مسار تطور هذا الاختصاص فى العالم منذ بدايات القرن الماضى مستعرضا تحديات موضوع زرع الاعضاء ولا سيما من الناحية الطبية. ويعد رفض الجسم للعضو الجديد المتبرع به احد ابرز المعوقات فى العملية التى تستوجب تطابق الانسجة والخلايا لتحقيق الانسجام المطلوب فى نقل الاعضاء. كما يمثل عدم ادراك الدماغ للاعضاء الجديدة او بطء التعرف اليها من قبل الخلايا الدماغية اشكالية اساسية تعيق الى حد كبير تحقيق المزيد من النجاحات الطبية فى هذا الميدان. وتضمن برنامج /يوم الربيع الاول للتحسيس بالتبرع بالاعضاء/ مداخلة للسيدة الفة الشرقي مديرة اذاعة الشباب تعرضت فيها الى اهمية تطوير مضمون اعلامي يساعد على ترسيخ ثقافة التبرع بالاعضاء ويبرز قيمته الانسانية والاخلاقية النبيلة.