تشارك أكثر من مائة شخصية سياسية سامية وخبراء في المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي الذي ينتظم تحت سامي إشراف رئيس الدولة وتحتضن مدينة القيروان هذا المؤتمر الذي ينطلق اليوم ويتواصل إلى الرابع من جوان الجاري. ونذكر من بين الشخصيات المشاركة كلا من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي والأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى والمدير العام للمنظمة الدولية للفرنكفونية السيد عبدو ضيوف ونائبة الرئيس السوري السيدة نجاح العطار وعدد كبير من وزراء الثقافة العرب وأكثر من عشرين منظمة دولية من بينها منظمة الأممالمتحدة ومجلس أوروبا والإتحاد الإفريقي واتحاد المغرب العربي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمتي اليونسكو والألكسو ومؤسسة آنا لند الأورومتوسطية إلى جانب الجامعيين والباحثين والمهتمين بالثقافة والتربية والإعلام. إعلان القيروان ومن المنتظر أن ينتهي المؤتمر إلى اصدار إعلان القيروان الذي ينضاف إلى مجموعة المبادرات في نفس السياق من بينها بالخصوص الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي الصادر اثر اجتماع اليونسكو بالجزائر سنة 2005 كما أنه سيكون مناسبة للقيام بعملية تقييم للخطوات التي تحققت في عدد من البلدان على مستوى الحوار بين الحضارات. ومن بين محاور المؤتمر الأخرى نذكر شروط الحوار والتعاون الدولي والآليات الكفيلة ببناء حوار عادل وناجح. ويعتبر هذا المؤتمر ولأسباب تتعلق بمضمو نه وأيضا بالشخصيات الهامة المشاركة فيه من بين الأحداث الهامة التي تعيشها بلادنا خلال السنة الجارية أو «سنة الثقافة بامتياز» كما وصفها السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وهو يتحدث عن الحدث الذي «تسعد مدينة القيروان باحتضانه وتتشرف تونس بتنظيمه بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للثقافة والتربية والعلوم، الإيسيسكو والمنظمة الدولية للفرنكفونية». كان ذلك خلال افتتاحه للقاء الصحفي المشترك مع السيدين عبد العزيز عثمان التويجري المدير العام للإيسيسكو وكليمان ديهام المتصرف العام بالمنظمة الدولية للفرنكفونية. وكان اللقاء الصحفي الذي خصص للحديث عن برنامج المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي وأهدافه قد انتظم مساء أمس بوكالة الإتصال الخارجي. مع العلم وأن حفل الإفتتاح الرسمي للمؤتمر ينعقد بقصر الجمهورية بقرطاج صباح اليوم و تنعقد الجلسة الأولى مساء نفس اليوم بالقيروان حيث يترأس الوزير الأول السيد محمد الغنوشي هذه الجلسة. وتتواصل الأشغال كامل الإربعاء ويختتم المؤتمر صبيحة يوم الخميس بعد جلسة علمية أخيرة يترأسها وزير الثقافة والمحافظة على التراث. باب نطل منه من تونس على مستقبل أفضل للعلاقات بين البشر وكان السيد عبد الرؤوف الباسطي قد ذكر خلال نفس اللقاء أن المؤتمر إذ يندرج في إطار التظاهرات الإحتفائية بالقيروان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009 فإنه ينسجم مع السياسة الثقافية لتونس التي بقدر ما تحرص على المصالحة مع الذات والحفاظ على مقومات الهوية تراهن على الفعل الثقافي الذي ينشد الإنخراط في الحداثة وحوار المثاقفة. ذكر الوزير أيضا بمكانة القيروان التاريخية وبدورها العلمي والثقافي مشيرا إلى أنها كانت على امتداد أربعة قرون عاصمة الثقافة الإسلامية في افريقية والأندلس والمتوسط وافريقيا السوداء مشددا على أنها لم تكن في يوم ما منغلقة على الذات بل ما كان لها حسب تعبيره أن تشع لولا تفاعلها تفاعلا إيجابيا مع الثقافات التي تحيط بها وما كانت بيت الحكمة بالقيروان سوى نموذج لما أسماه بحاضنات الحوار بين الثقافات. ومن جهته وصف الدكتور التويجري المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي بأنه باب يفتح في تونس لنطل حسب تعبيره على مستقبل نأمل أن يكون أفضل مما عاشته الإنسانية منذ حوالي عشرة أعوام من حروب وصدامات. وأعرب المدير العام للإيسيسكو عن تفاؤله بامكانية معالجة مخلفات النظريات الداعية للكراهية والصدام التي كان من نتائجها مثلا معتقل غوانتنامو. واستبشر المتحدث بالظروف الجديدة في العالم معتقدا أن بناء حوار قائم على العدل ويستند إلى القانون الدولي ممكن حتى تطمئن النفوس وفق تعبيره لأنه حسب رأيه لا خلاص للبشرية إلا من خلال الإعتقاد في أن الثقافات تتلاقى وتكمل بعضها بعضا ولا خلاص للبشرية إلا بالعدل وتطبيق القانون والكلام للدكتور التويجري. رسالة إلى أوباما وطالب ممثل المنظمة الدولية للفرنكفونية من جهته بضرورة التوجه إلى العالم من تونس ومن القيروان تحديدا برسالة تدعو إلى الإنفتاح على الآخر وتكريس قيم التسامح والتنوع الثقافي وهي القيم التي تدعو إليها منظمته حسب تأكيده منذ نشأتها في بداية السبعينات. الرسالة حسب السيد كليمان ديهام لا ينبغي أن توجه فقط إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وفق ما ورد في بعض الإستفسارات حول امكانية توجيه رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما تكون بمثابة الرد على رسائله الموجهة للمسلمين في خطبه. ولم يرفض الدكتور عبد العزيز التويجري فكرة توجيه رسالة إلى الرئيس أوباما الذي قال عنه أنه يعتقد أنه صادق في نواياه تجاه المنطقة العربية والإسلامية مضيفا أنه يود أن يقول له في هذه الرسالة أن العالم الإسلامي ليس في حرب مع الولاياتالمتحدة وهو ليس في حرب مع أي كان. مع العلم وأن المشاركين في اللقاء الصحفي لم ينهوا اللقاء قبل أن يشددوا في إجماع تام على أن الحوار الذي يدعون إليه لا يهم العالم الإسلامي في علاقته مع الغرب فحسب بل هم يتوجهون من القيروان بدعوة إلى الحوار مع مختلف مكونات المجتمع البشري.