أسئلة بالجملة دون جواب... والمسافرون حائرون باريس ليون الصباح: 228 شمعة.. دموع وحزن وأسى.. ملابس سوداء داكنة كئيبة.. رؤوس مطأطأة.. نظرات حائرة.. تجمعات" غريبة في مطاري شارلديغول وأورلي.. في الجامع الكبير برئاسة رئيس لمجلس مسلمي فرنسا دليل بوبكر.. في كنيسة نوتردام بحضور الرئيس ساركوزي وزوجته كارلا والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وزعيمة الاشتراكيين مارتين أبوبري وممثلين عن البابا والفاتيكان.. وممثلين عن طاقم شركة فرنسا الجوية.. إنه يوم حزين حزين جديد في فرنسا.. رغم استئناف رحلات الشركة الى البرازيل وأمريكا اللاتينية.. بعد تطمينات قدمها مسؤولو الملاحة الجوية امس في مؤتمر صحفي في مطار" بورجي " في الضواحي الشمالية قرب شارديغول حيث ذكروا بكون آلاف الطائرات تعبر يوميا الأطلنطي دون حوادث.. وقد أكد لنا عدد من رجال الأعمال التقيناهم في جناح "اي" E الذي كانت الطائرة المنكوبة ستحط به.. أنهم "سيتناسون" حادث طائرة البرازيل "قولا وفعلا".. والدليل توجههم مباشرة في رحلة جماعية إلى المكسيك.. حيث سيلتقون نظراءهم من أمريكا الشمالية واللاتينية.. "لأن ما لايقل من ثلث المبادلات التجارية والمشاريع الاقتصادية الفرنسية تجري مع القارة الأمريكية " على حد تصريحات أدلى بها إلى الصباح رئيس مدير عام لشركة مختصة في تصدير مواد التجميل والتعليب.. تونسي فرنسي من الساحل بين الضحايا ؟ وقد تمسكت المصادر الفرنسية أمس خلال اتصالاتنا بها أن بين ال228 قتيلا 3 مغاربيين ولبنانيان اثنان.. وأن المغاربيين من المملكة المغربية الشقيقة.. لكن مصادرنا المطلعة اكدت أن بين الضحايا مغاربيين اخرين من حاملي الجنسية المزدوجة بينهم اسرة فرنسية تونسية مشتركة.. الزوج رب العائلة فيها تونسي من منطقة الساحل.. أصيل ولاية المنستير.. وتحديدا معتمدية صيادة.. وقد تعهدت المصادر الفرنسية رفيعة المستوى في قصر الايليزيه التي اتصلت بها حتى ساعة متاخرة من مساء أمس الاربعاء وبينها مستشار في رئاسة الجمهورية الفرنسية بالكشف "في أقرب وقت" عن القائمة الكاملة لضحايا مزدوجي الجنسية.. .. لكن السلطات الفرنسية وخلية الازمة التي شكلها الرئيس ساركوزي قررت نشر قائمة الموتى ببطء.. بهدف "التفاعل مع عائلات الضحايا بمرونة استثنائية ".. لأن بعضها لم يصدق بعد أنه فقد أحد أفراد عائلته.. كما لم تتمكن الشركة بعد من الاتصال المباشر والقانوني بكل العائلات لتقديم الخبر لهم مباشرة.. قبل الكشف عن القائمة الاسمية المفصلة للضحايا.. . عدد القتلى المغاربيين سيرتفع لكن رئيس الجمعية المغاربية الفرنسية عميروش عايدي اورد في تصريح للصباح أن عدد القتلى من اصول مغاربية قد يرتفع.. لأن تقديرات جمعيته وعدد من مراكز الدراسات الفرنسية تؤكد أن مابين 25 و33 بالمائة من الفرنسيين مغاربيون أو طرف في زيجة مشتركة.. وهوما يعني أن من بين عشرات الضحايا الفرنسيين ( والالمان ) في طائرة البرازيل لا يستبعد أن يوجد مغاربيون وبينهم نسبة من التونسيين.. انتقادات.. واتهامات وقد امتنع عشرات من ممثلي العائلات الفرنسية أمس عن حضور مواكب العزاء الرمزية التي نظمت في الكنيسة والجامع وفي المطار.. لأنها جاءت بلا جثامين ومضيعة للوقت.. على حد تعبير شقيق أحد القتلى Fabrice Monteiro الذي اورد في تصريح للصحفيين والدموع فوق وجنتيه: "ليس للعائلات وقت لتضيعه في التظاهرات الاعلامية والسياسية.. نريد معلومات حقيقية عن اسباب الكارثة.. وهل ستتمكن فرق الانقاذ يوما من ان تاتينا بماتبقى من جثث اهالينا لننظم مآتم حقيقية لها؟ وهل صحيح أن فرق الانقاذ والمجموعات المكلفة بالبحث عن الصندوق الاسود ستفشل في مهتمها لانها غير قادرة على البحث بدقة في عمق يفوق ال1500 متر؟ ولماذا بقيت كثيرمن التساؤلات التي طرحناها على مسؤولي النقل والأمن الفرنسيين دون جواب خاصة تلك التي جاءت متناقضة مع المعلومات التي روجها في اليوم الأول للنكبة الجانب البرازيلي "دون حسابات" تجارية وسياسية؟ الابتزاز السياسي في نفس الاتجاه أعرب رئيس المعهد الاورو متوسطي للتنمية في باريس المنصف السليطي في تصريح للصباح أن "لا ينبغي تحويل وجهة مثل هذه النكبات من بعدها الانساني المأساوي الى ورقة مزايدات سياسية.. خصوصا وفرنسا تعيش حمى تنافس انتخابي قوي.. استعدادا للاقتراع العام يوم الاحد 7 جوان.. لاختيار ممثليها في البرلمان الاوربي القادم.. وسط سباق واتهامات سياسية متبادلة بين "اليمين" و"اليسار"..