لحدث الليلة في مهرجان قرطاج الدولي يتمثل في العرض الذي يقدمه بتونس بالي ايغور موسيّاف الروسي لاول مرة منذ تأسيسه قبل سبعين عاما وهي المرة الأولى التي يكون فيها مهرجان قرطاج الدولي على موعد مع عرض من ابداعات الفنان الكبير مؤسس البالي المذكور ايغور موسيّاف، هذا الاخير عبارة عن اسطورة حية في عالم الفن بالعالم. يبلغ عمر ايغور موسيّاف قرنا كاملا من الزمن (من مواليد 1906) ويعتبر من بين الذين قاموا بثورة حقيقية في مجال الرقص الفلكلوري الروس. ثورة جعلت منه ليس فقط رقصة تقليدية بل لوحة فنية راقية تحمل مضمونا وتحكمها قوانينا دون ان يفقدها جوهرها ذلك المتمثل في التلقائية والفرح الذي يرافق اداء اللوحة. يتجول بالي موسيّاف في مختلف انحاء العالم ويحصد في كل تنقلاته الثناء. ويعرف مؤسس البالي الذي عاصر اخر القياصرة الروس وشهد مختلف التحولات التي عاشتها بلاده بحركاته من أجل السلم في العالم. هذا الرجل الذي انخرط في الفرن منذ بلوغه الخامسة من عمره حيث برع في الرقص قبل ان يؤسس مدرسة في الرقص والكوريغرافيا تحمل اسمه في اكاديميته تشايكفسكي بموسكو، يؤمن بان الفن يمكن ان يلعب دورا في تحقيق السلم في العالم. يعرف الرجل ايضا بالتجديد وبفضل جهوده تحوّل الرقص الفلكلوري الروسي الى مدرسة بالفعل ليست في معزل عن تطورات العصر وخاصة من خلال الاهتمام بالكوريغرافيا. عرض الليلة على المسرح الاثري بقرطاج يشارك فيه حوالي 80 راقصا وراقصة. عرض مليء بالالوان، عرض تمتزج فيه دقة الاداء وجماليته بالرغبة في تقديم رسالة عزيزة على مؤسس البالي الروسي وهي تتمثل في الحث على التعايش السلمي. ولئن ظل ايغور موسياف محتفظا بنفس حماس الشباب من اجل خدمة الفن فان حركته قد قلت بحكم العمر.. وقد حرص على خط رسالة وجهها الى التونسيين عبر ادارة مهرجان قرطاج الدولي اكد فيها مدى سعادته بحلول البالي الروسي موسياف بتونس. تونس التي وصفها بارض التسامح، مشددا على ضرورة مواصلة التحرك في النهج الذي يدفع بالبشرية نحو نبذ العنف. وقد اثنى ايغور موسياف على الشعب التونسي المتأصل في حضارته والمنفتح على ثقافات العالم. مع العلم ان هذا العرض يندرج في اطار التعاون الثقافي التونسي الروسي.