رادس الصباح:كان التعب باد على ملامح تلاميذ الباكالوريا وهم يغادرون قاعات الامتحان امس بعد اجراء اختبارات في التاريخ والجغرافيا بالنسبة لشعبة الاداب وشعبة الاقتصاد والتصرف وفي العلوم الفيزيائية بالنسبة لشعب الرياضيات والعلوم التجريبية والعلوم التقنية والعلوم الاعلامية والرياضة.ولمعرفة انطباعاتهم حول محتويات الاختبارات انتقلت «الصباح» الى المعهد الثانوي فرحات حشاد برادس وتحدثت الى ثلة من المترشحين لامتحان الباكالوريا في دورته الرئيسية فكانت هذه الاراء التي تطالعوانها في الورقة التالية: الحركة الوطنية مثلما هو منتظر.. تضمن اختبار التاريخ (شعبة اداب) واختبار التاريخ شعبة (اقتصاد وتصرف) اسئلة تتعلق بتاريخ الحركة الوطنية.. وقال عدد من المترشحين ان المواضيع لم تفاجئهم.. ولكن طريقة طرح الاسئلة هي التي عكرت صفو بعضهم وخاصة تلاميذ الاقتصاد والتصرف. وفي هذا الصدد استعسر التلميذ فاضل الزيتوني اختبار التاريخ الذي طرح على تلاميذ الاقتصاد والتصرف.. وفي نفس السياق قال كل من هادي الغريبي واماني التواتي ومحمد بلال الحكيمي ان الاختبار احتوى على مسائل صعبة وكان اسلوب طرحه عسيرا ولم يتعودوا على مثله خلال السنة الدراسية.. ويتعلق الاختبار الاول بدراسة نص حول الحركة الوطنية التونسية غداة الحرب العالمية الثانية والثاني بأسباب الثورة الروسية سنة 1917.. ولعل ما اثار الانتباه هو ان عددا كبيرا من التلاميذ لم يفهموا كلمة «غداة» الحرب العالمية وذهب الى ظنهم ان المقصود بها «قبل» الحرب العالمية وليس «بعدها».وفي المقابل ذكر تلاميذ من اختصاص الاداب ان اختبار التاريخ كان في المتناول اي تلميذ واظب على حضور حصص التاريخ وراجع دروسه بكيفية منتظمة.. وفي هذا الاطار قالت عفاف «انني سهرت البارحة الى الفجر.. حتى انني نمت فوق كراس التاريخ.. ومن حسن حظي طرح علينا موضوعا في شكل دراسة وثيقة حول الحركة الوطنية التونسية في الثلاثينات وحاولت استنادا الى وثيقة مقتبسة من صحيفة العمل التونسي بتاريخ 20 ماي 1933 ووثيقة من نفس الصحيفة بتاريخ 4 ديسمبر تبيان تطور السياسة الفرنسية تجاه مطالب الدستوريين بين 1934 و1938 وتصنيف مطالب الحزب الحر الدستوري التونسي الصادرة عن مؤتمر نهج الجبل والحديث عن مبرراتها.. وفي المقابل استعسرت هدى محتوى الموضوع الثاني وفضلت كتابة مقال حول مساهمة الحرب العالمية الاولى في سقوط النظام العنصري بروسيا وفي صعود الانظمة الكليانية بأوروبا الغربية.. الجغرافيا لئن استهسل جل المترشحين مواضيع التاريخ.. فقد عبروا عن مخاوفهم من مادة الجغرافيا.. وتعلقت مواضيع هذه المادة بالنسبة لتلاميذ الاداب بالاتحاد الاوروبي كقوة عالمية غير مكتملة.. أو بتطور الادفاق التجاري والمالية في العالم بين 1990 و2006 ودور الشركات عبر القطرية في هذا التطور ومظاهر اللاتكافؤ في الادفاق التجارية والمالية بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. وطرحت على تلاميذ الاقتصاد والتصرف نفس المواضيع لكنها على 12 نقطة لان التاريخ على 8 نقاط.. في حين نجد التاريخ في الاداب حول 10 نقاط ومثلها للجغرافيا. العلوم الفيزيائية رغم انهم خضعوا لنفس الاختبار.. فقد اختلفت اراء تلاميذ الشعب العلمية حول مادة الفيزياء.. وقال تلاميذ من العلوم التجريبية ومنها نبيلة وايمان، ان الاختبار فيه اسئلة توجب وقتا اطول من الوقت المحدد للامتحان لكنها ليست عصيّة الحل باستثناء التمرين المتعلق بدرس البطاريات فقد كان صعبا للغاية..وقال التلميذ هيثم الجربي من شعبة التقنية ان الاختبار يستدعي التركيز ولا يمكن انجازه في وقت اقل من الوقت المحدد بورقة الامتحان اي ثلاث ساعات.. لكنه في متناول كل تلميذ استعد للامتحان كما يجب.. ويختلف معه في الرأي زميله صدام معتبرا ان الاختبار عسير للغاية ويتعلق بعدد محدود من الدروس. وذكر تلاميذ من شعبة الاعلامية (نصرالدين بن هويدي وسامي كربية واسماعيل وشيماء القلعي) انهم صعقوا بمحتويات اختبار الفيزياء وعبروا عن مخاوفهم الكبيرة من الفشل في اجتياز الامتحان في دورته الاولى لان الفيزياء لم تكن على حد قولهم في متناولهم.. وهو ما نفاه احد المربين قائلا: «ان التلاميذ يتكلمون دائما عن وجود صعوبات كبيرة في الامتحانات.. وذلك بسبب الحالة النفسية التي يعيشونها هذه الايام وبسبب قلقهم وخوفهم من النتائج.. لكن حينما ننظر الى مسوداتهم نجدهم قد اجابوا اجابات صحيحة ومعقولة فنطمئنهم لكنهم لا يقتنعون الا يوم النتيجة..