في طريق لا يتعدى طوله كيلومترا يشق قرية هادئة في جزيرة جربة السياحية قتل عشرات الاطفال والشباب والكهول.. بسبب استهتار بعضهم بقواعد الجلوس وراء مقود السيارة.. ونتيجة نقائص واضحة في البنية الأساسية.. من بينها غياب التنوير العمومي ومخفضات السرعة.. منذ عام 2002 وقع تنوير كيلومتر واحد من هذا الطريق.. وأقيمت مخفضات سرعة بالقرب من المدرسة الاعدادية وفي مدخل القرية بجانب المدرسة الاساسية فلم يسقط فيه أي قتيل.. وفي الطريق الوطنية رقم واحد بين تونس وبنقردان.. وخارجها.. كانت بعض المفترقات مسرحا لحوادث قاتلة بالجملة.. لما كانت على الطريقة التقليدية (أي في شكل تقاطع croisement) ..ومنذ تعويضها بمفترقات دائرية على الطريقة الامريكية والخليجية لم يسقط أي قتيل في نفس "النقاط السوداء" السابقة.. فهل لايزال هناك مبرر لتفسير حوادث المرور القاتلة ب"القضاء والقدر" فقط؟ ألا ينبغي أن يتحمل كل طرف مسؤولياته بحزم وجدية للتخفيف من عدد الحوادث عموما والقاتلة منها خاصة؟ لأن الحفاظ على الأرواح لا يقل أهمية عن ممارسة الشعائر.. بل هو من صلب العقيدة ومن المنتظر أن يخصص أئمة الجمعة خطبتهم الأسبوعية لتوعية الملايين من رواد المساجد بأن الاستهتار بقدسية الروح البشرية جريمة وعمل محرم شرعا.. وهذه المبادرة إيجابية جدا.. ولأن احترام الآداب الإسلامية في التعامل مع عباد الله أهم ألف مرة من التشدد في شراء البيض والبريك استعدادا لشهر رمضان.. و"زوقوقو" المولد النبوي الشريف وعلوش العيد..