تونس الصباح دخلت الأحزاب السياسية في سباق مع الزمن تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في اكتوبر القادم.. هذا السباق بدأ بتحريك «خلاياها» في مستوى الجهات، سواء من خلال الاجتماعات العامة بمناضليها وكوادرها، او عبر اعادة هيكلة «مؤسساتها» (فروعها وجامعاتها)، او من خلال تشكيل لجان عهد اليها بوضع ملامح البيان الانتخابي او سيناريوهات القوائم الانتخابية.. تنشيط «الخلايا».. حزب الوحدة الشعبية، كثف في الآونة الاخيرة من تحركاته في مستوى الجهات وبالخصوص تركيز فروع للعديد من جامعاته في مسعى لهيكلة «مؤسسات» الحزب في اكثر من جهة، وتنشيطها لكي تكون جاهزة للموعد الانتخابي.. وقال السيد هشام الحاجي عضو المكتب السياسي للحزب في تصريح ل«الصباح» ان هذه الجهود انعكست على توازنات الحزب المالية، حيث اضطرت قيادة (الشعبية) الى تعديل ابواب الموازنة وحركة الانفاق، لانجاز هذه التحركات الميدانية في الجهات.. واوضح ان الحزب ينفق نحو 100 الف دينار سنويا لكراء مقراته في الولايات الداخلية، وهو ما يمثل نصف موازنة الحزب حسب قوله.. ومن المنتظر ان يواصل حزب الوحدة الشعبية خلال هذه الصائفة، القيام بزيارات الى الجهات ضمن نسق تصاعدي يستكمل حلقاته مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي. سنة الجهات.. من جهتها، قامت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بتحركات الى الجهات وفق نسق ماراطوني غير مسبوق.. فقد قام الامين العام للحركة، السيد اسماعيل بولحية، بزيارات «مكوكية» الى ما لا يقل عن 12 جهة (توزرقبليمدنينقابس بن عروس اريانةمنوبةتونسالقصرينصفاقسقفصةالقيروانوبنزرت). ومن المقرر ان «يتحرك» الامين العام في غضون الشهر الجاري الى كل من الكاف وباجة وجندوبة وسليانة وبقية الولايات الاخرى، لتكون ال(ح.د.ش)، اكثر الاحزاب زيارة للجهات بين الاحزاب السياسية الى حد الآن. وكانت الحركة وضعت سنة 2009 تحت شعار (سنة الجهات)، ضمن خلفية اساسية تقرأ في الجهات كبؤر لشباب بحاجة الى ادماج سياسي وثقافي وتنموي.. وافادت مصادر من الحزب ان الجهات الداخلية، عرفت حراكا سياسيا نشيطا خلال الاسابيع الماضية، بحكم عملية اعادة هيكلة الفروع والجامعات التابعة لل ح.د.ش، والتي بلغت حاليا نحو 40% من عمليات الهيكلة المتوقعة. بالتوازي مع ذلك، شكلت الحركة لجانا اقليمية، شملت ولايات الشمال الغربي، والشمال الشرقي والجنوب الوسط، كما اعطيت التعليمات لفتح مقرات الحركة كل يوم احد في مختلف الجهات، بغاية عقد اجتماعات لاعداد ملامح بيان المجلس الوطني المتوقع عقده في سبتمبر القادم على الارجح. في ذات السياق، لم تدخل الحركة بعد مجال ضبط قوائمها الانتخابية، ومن غير المستبعد ان يوكل الامر الى الجامعات لاقتراح قوائم على ان يكون المكتب السياسي هو المحدد النهائي لهذا الموضوع.. ويرجع هذا الحراك الجهوي صلب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الى ترتيب الوضع الداخلي للحركة، بشكل يسمح بدخولها غمار الاستحقاق الانتخابي بأطر ومؤسسات جديدة و«رجال» من طينة تستجيب لشروط المرحلة واستحقاقاتها. القائمات.. أولى.. على ان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، يبقى الحزب الوحيد الذي حسم امر هيكلة فروعه وجامعاته الموزعة على كامل تراب الجمهورية منذ فترة.. لذلك اجل مسألة زيارة الجهات الى عشية الموعد الانتخابي. وتقتصر بعض الزيارات حاليا، على تنشيط اللجان الجهوية التي عهد اليها الادلاء برأيها في البرنامج الانتخابي للحزب، تحت اشراف اعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني، وذلك في سياق عمل تنسيقي يرمي الى بلورة خطاب انتخابي وبرنامج تحركات ميدانية هادفة ومثمرة للحزب في الانتخابات القادمة. بالاضافة الى ذلك، تنكب جامعات الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، على اتمام عملية اختيار قوائمها الانتخابية، ضمن سيناريو يحمل الجامعات مسؤولية اختيار قائماتها، على ان يتوفر رئيس القائمة على نسبة اصوات (النصف زائد واحد)، قبل ان يتولى المكتب السياسي المصادقة النهائية على ذلك. وعلمت «الصباح» في هذا السياق، ان عملية ضبط هذه القوائم اشرفت على نهايتها حيث تكاد كل الجهات قد حسمت امرها.. وكان المكتب السياسي للحزب، صادق على 11 قائمة بما يعني ان 11 مرشحا للانتخابات البرلمانية قد تم تحديدهم، ومن المنتظر ان يستكمل المكتب السياسي النظر في بقية القائمات التي تصله تباعا. تعبئة جهوية وقال السيد عادل الشاوش، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد، ان الفترة الاخيرة، شهدت تحرك الامين الاول للحركة (احمد ابراهيم) باتجاه جهات صفاقسوبنزرتوالقصرينوالمنستير وجرجيس، حيث عقد اجتماعات عامة ألقى خلالها خطابات سياسية تحسيسية وتعبوية، كما تم تدشين مقرات جديدة للحزب في كل من منزل بورقيبة وصفاقس، فيما يستعد الحزب الى تدشين مقر جديد في المنستير.. ومن المقرر ان يزور الامين الاول ولاية قفصة التي تعد اكثر الولايات تمثيلا لحركة التجديد.. ومن المتوقع ان ترتفع وتيرة التحركات باتجاه الجهات مع اقتراب الموعد الانتخابي.. إعادة هيكلة واذا كان التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات، سيجتمع قريبا لضبط رزنامة تحركاته الجهوية خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، وهو الخارج للتو من مؤتمره الاول، فان الحزب الاجتماعي التحرري، «تحرك» مؤخرا باتجاه ولايات بنزرتوالقيروان وسيدي بوزيد وباجة وزغوان وقابس وتطاوين والمنستير، لتنصيب جامعات جديدة، فيما تقرر ان تشمل هذه العملية ولايات سوسةومدنين وسليانة وجندوبة التي يتوقع اتمامها قبيل شهر رمضان. وفي سياق متصل، افاد السيد محسن النابلي، عضو المكتب السياسي في تصريح ل«الصباح»، ان الحزب اعاد هيكلة جامعاته في الكافوقفصة ونابل وصفاقس 1 وصفاقس 2، ومن المقرر الشروع قريبا في هيكلة جامعات تونس 1 وتونس 2 واريانةومنوبة وبن عروس بالاضافة الى الجامعات الموجودة في الساحل. وقرر المكتب السياسي في ذات السياق تنظيم اجتماعات اقليمية في المهدية (تجمع الساحل التونسي) وقفصة او قابس (ولايات الجنوب) وتونس (التي تشمل ولايات تونس الكبرى).. وكشف النابلي ان عملية التحضير للانتخابات، وخاصة التحرك على مستوى الجهات، كلفت الحزب بين 22 و25 ألف دينار. وامام هذا السياق الماراطوني نحو الجهات الداخلية، يتساءل المراقبون عما اذا اصبحت «تونس الاطراف» بديلا عن «المركز» في نشاط احزاب المعارضة، مستقبلا؟