تونس الصباح نبه تقرير فلاحي مهني من مخاطر عدم الاستقرار التي قد تهدد منظومة الالبان في الفترات القادمة جراء تداعيات الاشكاليات التي حفت بحلقة الانتاج مطلع موسم الذروة ومواجهة رفضها قبول كميات من الحليب مما تسبب حسب افادات المنتجين حينها في اتلاف المنتوج في ببعض الجهات. كما اشارت لغة الارقام المقارنة الى البون البارز المسجل في مستوى المخزونات التعديلية التي تظهر نقصا جليا استنادا الى آخر الارقام المرجعية للتقرير ببلوغ المخزون الى غاية شهر ماي 2009 35,6 مليون لتر مقابل نحو 49,9 مليون لتر في موفى ماي 2008. هذا الاختلال يثير تساؤلات حول مدى قدرة المخزونات على تغطية الحاجيات المتزايدة خلال رمضان ثم العودة المدرسية والجامعية ولاسيما فترات التراجع الطبيعي لموسم الانتاج بداية من نوفمبر وديسمبر. السيد عبد الحميد السقلي مدير عام المجمع المهني للحوم والالبان قدم لنا شرحا مطمئنا الى حد ما حول سير عملية التخزين وايضا المخزونات المبرمجة بالجهات في مناسبات طفرة الطلب. ارتكزت القراءة على ارقام محينة للمخزونات التي بلغت الى موفى جوان 2009 43,5 مليون لتر مع التوجه نحو استكمال البرنامج العام للتخزين والمقدر ب46 مليون لترا من قبل ثلاث وزارات هي الصناعة والتجارة والفلاحة في اجل لن يتجاوز موفى جويلية الجاري ليتسنى الشروع في ضخ كميات من المخزون بالاسواق قبل حلول شهر رمضان.. فهل تكفي معدلات التخزين المسجلة والمبرمجة لتغطية الطلبات القادمة بعيدا عن ضغوطات التزويد التي تخشاها اطراف الانتاج؟ يبدو ان الثقة في بلوغ هذه الغاية ممكنة وفقا لتصريح السقلي الذي اورد انه بتوفير 46 مليون لتر يتسنى تجاوز مرحلة رمضان والعودة المدرسية القادمة سيما وانهما يتزامنان مع فترة آخر ذروة موسم الانتاج. مضيفا بأن ما تم تخزينه الى موفى جوان يتجاوز الهدف الشهري لتوزيع حصة التخزين المقدرة ب41 مليون لتر والمطلوب الان انجاز مخزون متوازن بين «الماركات» المتداولة بالسوق بعيدا عن الاختلال وما ترتب عنه من اشكاليات في السنة الماضية التي سجلت رغم وفرة المخزونات اضطرابات في التزويد لعدم توازن توزيعه بين المركزيات والعلامات التجارية التي يكثر عليها الاقبال. والافضل حسب رأي مسؤولي المجمع تنظيم مخزون مدروس يفي بالحاجيات مع التحسب لمفاجآت عملية التزويد التي قد تطرأ على السوق.. بدل تكوين مخزونات ضخمة وفوائض متراكمة دون البرمجة الدقيقة لتوزيعها. هكذا اذن بعد تحقيق الهدف الاول على مستوى التخزين او لنقل الاقتراب من تحقيقه وتلاشي اشكاليات العرض في رمضان والعودة الدراسية وتأكيد المجمع تلبية تقديرات العرض المتوقع لخصوصيات الطلب في هذه المناسبات بنسق عادي بعيدا عن الضغوطات يطرح السؤال حول وضع التزويد خلال بقية الموسم وعن التوجهات المرسومة للتعامل مع اي طارئ قد يجد ويتسبب في ضغوطات على سوق التزويد. يستند التوجه المعتمد في التعاطي مع وضع التزويد حسب محدثنا الى تمش حسب الاهداف وتشكل الفترة المتوسطة المدى هدفا ثالثا في برنامج المجمع يتعين كسبه لتغطية الحاجيات سيما وانها تتزامن مع موسم تقلص الانتاج بما يقتضي متابعة تطورات التزويد بصفة حينية وهي مهمة موكولة الى لجنة خاصة بمتابعة الوضع ورصد تطوراته واقتراح الاجراءات الكفيلة بمعالجة الوضعيات الطارئة.