تونس الصباح مع انطلاق العد التنازلي لشهر رمضان بدأت ملامح التحضيرات لاستشراف وضعية التزويد وتأمين العرض المناسب من مختلف المنتجات تتوضح وتتبلور داخل الأوساط الإدارية المشرفة على الإنتاج والتوزيع والساهرة على قفة المستهلك التي تنقتح شهيتها بشكل متزايد أثناء الصيام... ومن خلال رصد وضع التزويد المبرمج لرمضان ومقارنة ببرنامج التخزين للمواد الأساسية مع الإنجازات المحققة إلى غاية هذا الأسبوع وفقًا لآخر الأرقام المتوفرة لدى وزارة التجارة، يفرض الاختلال أو التباين المسجل لجوءًا إلى أبغض الحلول عند المنتجين وهو التوريد لسدّ النقص وتعديل وضع السوق، وذلك أساسًا في مجال اللحوم البيضاء والأسماك واللحوم الحمراء بكميات متفاوتة حسب متطلبات السوق. واستنادًا إلى الأرقام المتعلقة بالمخزونات المبرمجة، يتضح أن مخزون الحليب استوفى برنامجه بإنجاز 46 مليون لتر المحددة. وبخصوص بيض الاستهلاك حدد البرنامج ب85 مليون بيضة. ولئن يعتبر الإنتاج الشهري كافٍ لتغطية الحاجيات إلا أنه بالنسبة إلى لحم الدجاج لم يتسن إنجاز سوى 260 طنًا من مجموع 2000 طن مبرمجة علمًا أن الإنتاج الشهري للفترة المتزامنة مع حلول شهر رمضان يقدّر ب7800 طن خلال شهر أوت و7700 طن خلال شهر سبتمبر، أما الديك الرومي فيقدّر إنتاجه خلال رمضان ب3300 طن، ولم يتسن إنجاز سوى 160 طنًا من المخزونات المبرمجة والمقدرة ب2000 طن. بخصوص الأسماك التي هجرتها قفة المستهلك جراء غلاء أسعارها ونقص إنتاجها، سيتواصل توريدها لتعديل العرض بعد أن تم إقرار تعليق العمل بالمعاليم الديوانية خلال فترة الراحة البيولوجية. وستكون بقية المواد التي يتزايد عليها الطلب في رمضان متوفرة بكميات كافية ومنها الزيوت حيث تتوفر لدى الديوان الوطني للزيت مخزونات من الزيوت النباتية المدعّمة تبلغ نحو 31000 طن تُمكّن من تغطية حاجيات السوق الداخلية لمدة شهرين إضافة إلى الشراءات الثابتة المقدّرة ب52000 طن بالتوازي مع توفر زيوت نباتية غير مدعّمة بمختلف مسالك التوزيع. وستكون مادة الزبدة حاضرة في حدود 900 طن وكذلك المواد الغذائية المصنعة، ولا سيما الطماطم بالاعتماد على الإنتاج المحلي. كذلك الشأن بالنسبة إلى البطاطا التي تتزامن الفترة القادمة مع ذروة إنتاجها إلى جانب توفر الخضر الورقية والغلال من مختلف الأصناف الصيفية. وستتوفر التمور التي تم إنجاز مخزونات منها خاصة برمضان في حدود ألفي طن علاوة على المخزونات المتوفرة لدى محطات التكييف المقدّرة بنحو 25 ألف طن. هكذا تبدو وضعية السوق جليّة المعالم خلال رمضان لا سيما أن الاجتماعات الماراطونية لم تنقطع طوال الفترات الماضية لاستشراف وضع التزويد والتحسّب للإشكاليات التي قد تطرأ. وقد لا يستبعد لجوء الجهات المسؤولة إلى التزويد بالشروع كعادتها في ضخ كميات إضافية من المنتوجات والمواد الاستهلاكية بالأسواق قبل أيام من رمضان لدعم العرض وتخفيف ضغط الطلب الذي تتصاعد وتيرته عشية رمضان وأولى أيام شهر الصيام في تهافت غير مسبوق على التسوّق بما يساهم في دفع بعض التجار إلى الترفيع في الأسعار واغتنام فرصة اللهفة المفرطة للربح السريع، والحال أن في عقلنة الاستهلاك وترشيده ما يضمن توازن السوق وتجنب المضاربات والممارسات غير المشروعة.