الحرس يلقي القبض على القاتل ويحجز سكينا وقفّازين الأسبوعي- القسم القضائي لم يجل بخلد الضحية في هذه الجريمة الفظيعة -التي جدّت في الليلة الفاصلة بين يومي الاربعاء والخميس الماضيين قرب قنطرة «مالح الجم» الواقعة بمفترق سيدي حسن بلحاج- الحلالفة بولاية صفاقس- وهو يصارع الأيام لإعالة أسرته أن يلقى حتفه على يد أحد أبناء جهته ممن تربطه بهم علاقة صداقة وإلا ما كان ليلبّي طلبه ما أن اتصل به وطلب منه انتظاره بمكان حدّده له... ولكن الخبزة قادته هذه المرة إلى نهايته... إلى حتفه على يد صديق اعتقد أنه فعلا يحترمه ويؤمن بمبادئ الصداقة ولكن القاتل كان قاسيا إلى أبعد الحدود وتنكّر لصديقه بسبب خلاف كان يمكن فضّه بطريقة ودية... اختفاء وجثة مشوّهة ففي اتصال بشقيق الضحية ويدعى الحبيب أفادنا أن أخاه الطاهر الحمدي (35 سنة) يعمل في مجال النقل الموازي بواسطة شاحنة خفيفة «أنهى في حدود الساعة الثامنة و45 دقيقة من مساء يوم الواقعة عمله وتوّجه إلى عطرية لاقتناء الخبز قصد العودة إلى المنزل ولكن..» - يواصل محدثنا- «رنّ هاتف الطاهر حينها وطلب منه شخص التوجه إلى مكان حدّده له قصد إيصاله لاحقا إلى مسقط رأسه بعد أن أعلمه أنه قادم في سيارة مكتراة وفعلا عدل أخي عن العودة وتوجه إلى المكان المحدّد ومنذ ذلك الوقت اختفى إلى أن عثرنا في اليوم الموالي على جثته مشوّهة بالطعنات والدماء وملقاة وسط ضيعة فلاحية قرب قنطرة «مالح الجم» قبل أن نعثر على شاحنته رابضة على مسافة 300 متر». إيقاف القاتل انطلقت في الحين التحريات الأمنية التي تولاّها محققو فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بجبنيانة بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن قاضي التحقيق بابتدائية صفاقس والتي توصّلت إلى تحديد هوية القاتل وإيقافه والذي تبيّن أنه كهل في الثالثة والأربعين من عمره ومن ذوي السوابق العدلية. وعلمنا أن المتهم خطّط جيدا لجريمته إذ ابتاع سكينا وقفازين وضرب موعدا مع صديقه الهالك في مكان خال من المارة، وحين لقائهما طلب القاتل من الطاهر النزول من السيارة للترجّل والحديث عن بعض المشاغل. غدر وسلسلة من الطعنات وفعلا نزل الهالك من شاحنته وترجّل جنبا إلى جنب مع صديقه وسط الضيعة وتحت الظلام الدامس وفجأة شعر بسكين ينغرس في جنبه فأدرك أن مرافقه غدر به فحاول افتكاك السكين منه ونجح في مسعاه وأصيب حينها المتهم بجروح في يده والذي واصل محاولاته لاستعادة السكين حتى تمكن من ذلك بعد أن أثّرت الطعنة في خصمه وأسقطته أرضا. وحسب بعض المعطيات المتوفرة فإن المتهم استغلّ حينها الفرصة وانهال على الطاهر -الذي كان ينزف دما- بالطعنات التي بلغت 23 طعنة ولم يتوقف عن طعنه إلا عندما أدرك أنه بصدد طعن جثة، ثم سلك الطريق المؤدية إلى مسقط رأسه حيث توجه إلى مؤسسة صحية وتلقى الإسعافات من الإصابات التي لحقت به أثناء دفاع الضحية على نفسه ثم عاد إلى منزله قبل أن يلقى القبض عليه ويعترف بما نسب إليه وقد أكد شقيق الضحية أن ثقته كبيرة في القضاء لينال المتهم جزاءه وهو الذي خطّط واستدرج ضحيته بالحيلة ثم عمد إلى قتله ببشاعة تنمّ عن حقد دفين وصداقة مزيّفة!! صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: