الاسبوعي- القسم القضائي شهدت منطقة فرادة الريفية بولاية سوسة خلال الاسبوع الفارط جريمة قتل فظيعة راح ضحيتها شاب في العشرين من عمره يدعى سعيدان السعيدي وقد عثر عليه أحد المارة جثة مشوهة مخفية تحت أعواد الحطب قرب «طابية» بضيعة فلاحية بأحواز الجهة بعد أكثر من عشرين ساعة من اختفائه قبل أن ينجح أعوان الحرس الوطني في إيقاف المشبوه فيه الرئيسي بمدينة سوسة أثناء محاولته التحصن بمنزل قريب له وإيقاف شخص آخر اعتبر آخر من رافق الضحية في تلك الليلة ثم إطلاق سراحه. وبحثا عن المزيد من المعلومات حول ملابسات هذه الجريمة ودوافعها وأطوارها تحولنا الى مسقط رأس عائلة الضحية وعدنا بالمعطيات التالية: تهديد بالقتل يقول مقطوف شقيق الضحية:« كان سعيدان مرابطا بالبيت رفقة والدته وشقيقته عندما قدم في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم الواقعة أحد أصدقائه وطلب منه مرافقته الى المقهى فلبى طلبه وتوجّه معه الى مقهى الجهة حيث رابطا بالمكان لتناول مشروب وأضاف: «في الاثناء قدم شخص الى المقهى وجلس مع شقيقي وصديقه قبل أن يطلب منهما مرافقته في جولة». وذكر محدثنا «أن هذا الشخص غير مرغوب فيه بالجهة إذ نفره جلّ الشبان لسوء سلوكه وإدمانه على المواد المخدرة فكان دائما يطلب من أحد رواد المقهى مرافقته في جولة ولكن طلبه يقابل دائما بالرفض وهو ما جعله يشعر بالنقمة». يتابع شقيق الضحية «منذ نحو شهر وهو (المتهم) يتجول متسلحا بسكين ويهدد بأنه سيرتكب جريمة ولكن لا أحد أعاره الاهتمام وظن الجميع أن تهديداته مجرد كلام ولكنه ارتكب جريمة فعلا.. وكانت فظيعة وغاية في البشاعة.. كان شقيقي ضحية لها». 11 طعنة وعن أطوار الواقعة قال محدثنا الذي بدا عليه التأثر وهو يروي تفاصيل المأساة التي حلت بالعائلة بعد أربعة أشهر فقط من وفاة الأب:« غادر أخي وصديقه والمتهم المقهى ليلا وفي الطريق يبدو أن الصديق قرر الانسحاب فظل سعيدان وحيدا مع قاتله في مكان يبعد نحو 1500متر عن المنطقة». واضاف: «في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا سمع الصديق أثناء عودته الى المنطقة صدى صرخة فلم يعرها اهتماما ولست أدري لماذا إذ عاد الى بيت والديه وخلد للنوم بينما قضى أخي تلك الليلة قتيلا.. تفترش جثته الارض وتلتحف كوم حطب.. إذ عمد القاتل إثر خلاف بينهما الى تخريب جسد شقيقي ب 11 طعنة في أنحاء عديدة من جسمه حيث فاجأه في البداية بطعنة في القلب أردفها بثانية وثالثة في جنبيه ثم أمسك به من شعره وطرحه أرضا وسدد له عدة طعنات غرس إثرها السكين في ظهر سعيدان ثم جذبها وعندما أدرك أنه فارق الحياة جرّ الجثة قرب كوم الهندي ووضع عليها بعض الحطب وفرّ نحو سوسة». اختفاء مفاجئ لم يعد سعيدان في تلك الليلة الى البيت.. ظلت و الدته في حيرة من أمرها ..فهو عائلها الوحيد في هذه الحياة التي اختطفت منها زوجها قبل أربعة اشهر فقط.. تعددت السيناريوهات في مخيلة الأم وفي صباح اليوم الموالي أشعرت مقطوف بغياب شقيقه فتوجه الى المقهى للاستفسار عنه وبلا جدوى.. وفي حدود منتصف النهار حلّ صديقه الذي كان آخر من رافقه في الجولة الاخيرة للاستفسار عنه ايضا فأعلمه أقاربه بأنه لم يعد بعد ..تواصلت الساعات متثاقلة على أفراد عائلة سعيدان.. بحثوا في كل مكان بلا جدوى.. إيقاف القاتل تضاعف قلق العائلة.. احتار الجميع ..وفي خضم هذا القلق وهذه الحيرة جاءت المفاجأة الصاعقة التي صدمت الجميع.. «العثور على سعيدان جثة ملطخة بالدماء ومشوهة بالطعنات ملقاة في ضيعة فلاحية بأحواز المدينة». يتابع محدثنا : تم في الحين إشعار أعوان الحرس الوطني فانطلقت الابحاث وأوقف صديق أخي قبل أن يلقى القبض على القاتل في سوسة ويعترف بمسؤوليته عن مقتل أخي فأطلق حينها سراح الصديق.. محدثنا يناشد السلط الأمنية تكثيف الدوريات بالمنطقة للقضاء على مظاهر الانحراف فيها وخاصة استهلاك المخدرات بين بعض الشبان.. كذلك الحالة الاجتماعية للعائلة بعد رحيل عائليها خلال أربعة أشهر تستحق المتابعة من طرف السلطات المحلية والجهوية بسوسة علّ ذلك يخفف عنها وطأة الألم المتواصل. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: