تونس الصباح ساحة الاصدارات الغنائية شهدت خلال الايام القليلة الاخيرة ظهور ما لا يقل عن ثلاثة ألبومات جديدة. الأول للفنانة نوال غشام وعنوانه «تكذب عليّ» والثاني للفنان محمد الجبالي وعنوانه «باهي» والثالث للفنانة صوفية صادق وعنوانه «حرام عليك». واذا كان الكتاب يقرأ عادة من عنوانه كما يقول المثل فان عناوين الألبومات الغنائية قد تصبح بدورها حمّاله بشكل او بآخر لدلالات قد تكون مترجمة لا فقط للمضمون العام لمجموع الاغاني التي يضمها الألبوم وانما ايضا للاختيارات والتوجهات الفنية والموسيقية التي تتأسّس عليها مجمل تجربة هذا الفنان او ذاك.. «حرام عليك»! ولأن من عادة الفنانين أن يتخيروا لألبوماتهم الغنائية التي يصدرونها اسم واحدة من بين الاغاني التي يحويها الألبوم ليطلقونه على مجمل الألبوم فان المطربة صوفية صادق لم تشذ في احدث ألبوماتها عن هذه القاعدة واطلقت عليه اسم «حرام عليك» الذي هو في الاصل عنوان أغنية من أغاني الألبوم.. الجمهور الذي حضر حفل الفنانة صوفية صادق الاخير في قرطاج استمع الى هذه الآغنية التي قدمتها صوفية ضمن جديد اغانيها وقد بدت لحنيا وموسيقيا شبيهة خاصة في مطلعها باغنية «يهبّل» الشهيرة.. فمثلما ان هذه الأخيرة (يهبّل) تفتتح بما يشبه «الصيحة» الصوتية الموسيقية فان أغنية «حرام عليك» تبدأ ب«صيحة» مشابهة.. وما من شك انه اذا ما عنّ للمتابع ان يتناول بالتحليل «النفسي» بعض دلالات هذا «التشابه» على الاقل في المطلع بين الاغنيتين فانه سيذهب الى القول بان الفنانة صوفية صادق التي اسعدها بالتأكيد نجاح اغنية «يهبّل» ارادت ربما (لاشعوريا!) ان تثري رصيدها الغنائي باغنية اخرى «شبيهة» تكون في مستوى نجاج «يهبّل» فكانت «حرام عليك». «تكذب عليّ»! ولكن وحتى لا نخرج عن موضوع هذه الورقة التي اردناها خاصة ب«طرافة» عناوين الألبومات الغنائية لبعض فنانينا فاننا نعود الى عنوان آخر اختارته الفنانة نوال غشام لألبومها الغنائي الجديد الصادر هذه الأيام «تكذب عليّ».. هنا ربما استوجب الأمر وقفة «تحليلية» من نوع آخر لمحاولة فهم دوافع مثل هذا الاختيار. ولأننا لا نريد ان «نفلسف» الأشياء ولا أن نحمّلها اكثر مما تحتمل فاننا سنفترض ان هذا العنوان «تكذب عليّ» الذي جعلته نوال غشام عنوانا رئيسيا لألبومها الجديد لا يعدو أن يكون «اختيارا» عفويا.. أو في اقصى الحالات تفضيلا منها للاغنية التي ضمها الألبوم الجديد والتي تحمل نفس الاسم.. ولكن ألا «يستبطن» مثل هذا الاختيار ايضا رغبة في جعل عنوان الألبوم ذا «نكهة» مشرقية ولو على مستوى العنوان.. فعبارة «تكذب عليّ» هي من بين العبارات الرائجة كثيرا وواسعة الاستعمال في اللهجة المصرية شأنها في ذلك شأن عبارة «حرام عليك» التي جعلت منها صوفية صادق عنوانا لألبومها الجديد.. محمد الجبالي.. «باهي»! الطريف هنا ان ألبوما غنائيا جديدا اخر من بين الألبومات التي «نزلت» الى السوق خلال الايام الاخيرة جاء حاملا لعنوان غارق في المحلية وفي «التونسة» وذلك بخلاف الألبومين السابقين.. انه ألبوم المطرب محمد الجبالي وعنوانه «باهي».. انها لفظة لا وجود لها على حد علمنا الا في الدارجة التونسية شأنها في ذلك شأن لفظة «برشة» التي جعل منها الفنان صابر الرباعي مطلعا لواحدة من اشهر أغانيه. فهل أن المطرب محمد الجبالي كان وهو يتخيّر عنوان «باهي» لألبومه الجديد «يردّ» من حيث لا يشعر على أولئك التونسيين الذين «يتمشرقون» في وضع العناوين لألبوماتهم الغنائية.. ام أنه كان «يستبطن» رغبة لاشعورية في «محاكاة» صابر الرباعي بأغنية خفيفة وناجحة يكون مطلعها عبارة تونسية خالصة لا وجود لها الا في العامية التونسية؟ الله أعلم. ختاما.. «ندحيك للرحمان!» هذه العبارة أخي القارئ ليست موجهة اليك وانما هي مطلع اغنية من أغاني الفنانة علياء بلعيد أردنا ان نختم بها هذه الورقة وبدون أي تعليق اضافي!